اكتشاف التاريخ بماسحات ثلاثية الأبعاد

مزاج الأربعاء ٢٧/أبريل/٢٠١٦ ٠٩:١٥ ص

ميجان جانون - ترجمة: أحمد بدوي

كشف مسح بالليزر لتضاريس بريطانيا عن الطرق الرومانية القديمة التي كانت مخبأة لقرون في جميع أنحاء الريف في شمال إنجلترا.

وعلى مدى السنوات الـ 18 الفائتة استخدمت وكالة البيئة في المملكة المتحدة تقنية استشعار عن بعد تسمى ليدار «Lidar» لجمع بيانات أكثر من 72 في المئة من مساحة أراضي إنجلترا.
وتعتمد تقنية Lidar على إرسال حزمة من ضوء الليزر لرسم خرائط تضاريس ثلاثية الأبعاد يمكنها أن تنفذ أسفل الغطاء النباتي لتكشف عن ملامح كل خندق وصخرة أدناه. وتستخدم خرائط Lidar في المملكة المتحدة بشكل رئيسي للأغراض البيئية، مثل تخطيط دفاعات الفيضانات أو تتبع تآكل السواحل، ولكن في الصيف الفائت وضعت الوكالة كافة مجموعات البيانات الموجودة لديها بحجم 11 تيرا بايت على موقعها المفتوح لبيانات المسح.
وقد أثارت الخرائط انتباه علماء الآثار وهواة التاريخ، ومن بينهم ديفيد راتليدج البالغ من العمر 70 عاما وهو مهندس طرق متقاعد أمضى ما يقرب من خمسة عقود في البحث عن الطرق الرومانية القديمة.
وكان الرومان قد قاموا بعد غزو بريطانيا في القرن الأول بعد الميلاد ببناء شبكة رائعة من الطرق لتأمين احتلالهم، وهناك مجموعة من هذه الطرق ما تزال موجودة ويمكن استخدامها في السير واقتفاء خطوات الجنود الرومان، إلا أن الكثير من هذه الطرق أزيلت حجارتها أو توارت نتيجة عمليات التنمية واستخدامات الزراعة.
وقد تركت هذه الطرق المفقودة فجوات في تاريخ بريطانيا الرومانية، ومن بين الأسرار الغامضة الإجابة عن التساؤل: كيف انتقل الرومان من ريبشستر إلى لانكستر؟ ويعتقد راتليدج أنه استطاع بمساعدة الخرائط الجديدة أن يجد حلا للغز، حيث تتبع طريقا بطول 11 ميلا (17 كم) من ريبشستر إلى الطريق الرئيسي بين الشمال والجنوب في كاترول يؤدي إلى لانكستر.
كما استخدم عالما الآثار هيو تولر وبرين جثين أيضا بيانات Lidar للعثور على أربعة طرق أخرى، بما في ذلك الجزء المفقود من الطريق الروماني الذي يسمى «ميدن واي» وفقا لما تضمنه بيان وكالة البيئة في المملكة المتحدة.
ويرجع تطوير تقنية Lidar إلى الستينيات وأضحى الآن يستخدم في العديد من الأغراض، ومن بين أوائل التطبيقات المعروفة له مساعدة رواد الفضاء التابعين لناسا في دراسة سطح القمر خلال رحلات أبولو، ويستخدم اليوم لمسح الأراضي لشركات النفط والغاز، وكذلك لتقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث مثل زلزال هايتي عام 2010 أو إعصار ساندي. وأصبحت هذه التقنية أيضا أداة مفيدة لعلماء الآثار الذين يسعون للبحث عن هياكل دفنت دون حفر الأرض. وفي السنوات الأخيرة استخدمه علماء الآثار لاكتشاف أسس المدينة المفقودة في الغابات المطيرة في هندوراس، وتحديد المواقع المترامية الأطراف لمدينة أنجكور القديمة في كمبوديا والكشف عن المواقع التاريخية المفقودة في نيو انجلاند.

عن لايف ساينس