تونس – – وكالات
ذكر تقرير صادر عن «فريق عمل الأمم المتحدة حول استخدام المرتزقة» في 2015 أن أكثر من 5500 تونسي، تتراوح أعمار معظمهم بين 18 و35 عاما، انضموا إلى التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق وليبيا، مشيرا إلى أن عدد المقاتلين التونسيين «هو بين الأعلى ضمن الأجانب الذين يسافرون للالتحاق بمناطق النزاع».
وأرجع مركز «كارنيغي» الأمريكي للأبحاث في دراسة نشرها أخيرا، انتشار الفكر المتطرف في تونس إلى «تضييق الخناق على الفاعلين الدينيّين» في عهد بن علي خصوصا بعد «الأداء الانتخابي القوي نسبياً للحركة الإسلامية» العام 1989.
وقال المركز «أدّى سقوط النظام إلى إيجاد فراغ سمح للمجموعات الراديكالية بنشر أفكارها وتجنيد أعضاء جدد في صفوف الشباب المحرومين». وقال مسؤول أمني كبير لوكالة فرانس برس «الفراغ الذي نتج عن محاصرة بن علي للشأن الديني، ملأته مواقع الإنترنت والفضائيات الدينية الأجنبية التكفيرية خصوصا منذ منتصف التسعينيات، ما أدى إلى انتشار الفكر المتطرف في دولة مالكية أشعرية».
وتابع: «نحن اليوم ندفع ضريبة سياسة بن علي الخاطئة في التعاطي مع الدين». وظاهرة التطرف ليست جديدة في تونس، إذ سبق لأعداد من التونسيين أن قاتلوا في التسعينيات في البوسنة والشيشان، وفي بداية سنوات الـ2000 في أفغانستان والعراق، لكن لم يسبق أن بلغ العدد ما هو عليه اليوم، وفق ما يقول فريق عمل الأمم المتحدة.
وقال أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة التونسية عبد اللطيف الحناشي إن من أسباب ارتفاع أعداد (الجهاديين) التونسيين في سوريا ما شهدته البلاد من «دعاية سياسية ودينية مركزة ضد النظام السوري»، زمن حكومة «الترويكا» التي قادتها حركة النهضة من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014.
وكانت تونس أول دولة عربية تعلن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق وتعترف رسميا بالمعارضة السورية، وثاني دولة في العالم تستضيف على أرضها مؤتمر «أصدقاء سوريا»، ما شجع «شبكات متعددة الجنسيات» على اتخاذ هذه الاعتبارات «مبررا» لتجنيد مقاتلين تونسيين وإرسالهم إلى سوريا.