عدن - إبراهيم مجاهد
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي في إفادة صحفية في جنيف أمس الثلاثاء إن محادثات السلام بشأن اليمن التي كانت مقررة في 14 يناير لن تجري في هذا الموعد وقد تتأجل أسبوعا أو أكثر.
وتابع «الموعد كان محددا يوم 14 ولكني أعتقد أن هذا لم يعد مطروحا... أعتقد أن يوم 14 لم يعد واقعيا الآن. مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن يفكر في موعد بعد 20 يناير. ورجح مراقبون أن يكون القرار الأممي جاء على خلفية تصريحات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الرافضة للحوار. وأكد هؤلاء أن الحوثيين يريدون الاستفادة من المماطلة لتحقيق مكاسب ميدانية مع عدم التزامهم بالقرارات الأممية السابقة.
وعلى عكس الوضع الميداني الذي يشهد مواجهات وأحداث متسارعة بشكل يومي في هذا البلد الفقير الذي دمرته الحرب، يسود الركود على الترتيبات اللازمة المتعلقة بمفاوضات ومباحثات السلام التي كان من المفترض أن تعقد يوم غد الخميس. إلاّ أن المعطيات الراهنة وتصريحات مسؤولين حكوميين يمنيين تؤكد أنه قد تم تأجيل مفاوضات «جنيف3» إلى أواخر يناير الجاري. على الرغم من أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يوجد حالياً في اليمن، ويحاول إقناع طرفي المفاوضات لعقد مباحثات السلام في الموعد المحدد سلفاً. وتأجيل مباحثات السلام اليمنية يأتي في وقت تحدثت وسائل إعلامية عن رفض جماعة الحوثي طلباً تقدم به المبعوث الأممي، لمقابلة المعتقلين السياسيين.
في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية بمحافظة البيضاء اليمنية وسط البلاد، أن طائرات الدرونز الأمريكية (طائرات بدون طيار) نفذت بعد منتصف ليل يوم أمس الأول عدة غارات جوية في منطقة قرض بمديرية البيضاء.
وذكرت المصادر يوم أمس الثلاثاء لـ «الشبيبة» أن تلك الطائرات نفذت ست ضربات جوية على مواقع للمقاومة الشعبية أثناء ما كانت المنطقة تشهد مواجهات عنيفة بين رجال المقاومة الشعبية ومسلحي جماعة «أنصار الله» الحوثيين، المسنودين بقوات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مشيرة إلى أن هذه الضربات أوقعت خسائر بشرية في صفوف مسلحي المقاومة الشعبية.
وأوضحت المصادر بأن جثث عدد من قتلى المقاومة بقيت في المواقع المستهدفة حتى فجر يوم أمس الثلاثاء. تجدر الإشارة إلى مقاتلي الحوثي وقوات صالح تخوض معارك عنيفة مع مقاتلي المقاومة منذ أشهر ولم يتمكنوا من فرض سيطرتهم على محافظة البيضاء.
وتأتي هذه الضربات بعد ساعات من مقتل نجل مستشار الرئيس اليمني د. محمد موسى العامري، رئيس حزب اتحاد الرشاد، ضمن عدد من أفراد المقاومة في مواجهات شهدتها منطقة «آل حميقان» بمديرية الزاهر، إثر تصدي المقاومة الشعبية لهجوم مسلح نفذه مقاتلو جماعة الحوثي وقوات صالح لم يتمكنوا خلاله من إحراز أي تقدم في تلك الجبهات.
يشار إلى أن سكان محافظة سبق اتهموا الطيران الأمريكي بمساندة قوات صالح ومقاتلي الحوثي في المعارك مع القبائل في قيفة رداع في شهر أكتوبر من العام قبل الفائت وقصف قرية خبزة عبر ضربات نفذتها طائرات الدرونز الأمريكية.
وعلى صعيد متصل بالوضع الميداني أحكم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرتهما على سلسلة جبال صلب واتجها صوب جبال «الكولة وقرود المطلة على فرضة نهم ومناطق «الخانق وآل خريص وآل سعد» التابعة لمديرية نهم شرقي صنعاء.
وأشارت مصادر قبلية مقربة للمقاومة إلى أن طلائع المقاومة على وشك الوصول إلى منطقة «آل عامر باتجاه مديرية «بني حشيش» شرق العاصمة صنعاء. وبهذا التقدم يكون الجيش الوطني والمقاومة الشعبية قد اقتربا من صنعاء، حيث لم يعد يفصلهما عنها سوى 30 كيلومترا مربعا.