ظاهــــرة التســول تنتشر في خريف صلالة

بلادنا الأحد ٠٥/سبتمبر/٢٠٢١ ٠٨:٤٤ ص
ظاهــــرة التســول تنتشر في خريف صلالة

صلالة - علي باقي

انتشرت خلال الآونة الاخيرة ظاهرة التسول وهي ظاهرة دخيلة على المجتمع العماني المتعاون والمتماسك .ويستعطف ممتهنو هذه الظاهرة مشاعر الناس من خلال عبارات تحمل نبرة الحزن والمرض والحاجة وظروف الحياة القاسية التي يمرون بها مما يؤدي إلى استعطاف الناس معهم الامر الذي بلا شك تنتج عنه جوانب سلبية اخرى في حالة تهاونت الجهات المعنية او تعاون المجتمع في التساهل والتعاون معهم كما أن تعاون المجتمع ووعيه عن هذه الظاهرة يلعب الدور الاساسي والمساند للقضاء عليها.

سرقات ودخول

بدأت تظهر بعض الجوانب السلبية جراء انتشار ظاهرة التسول من سرقات ودخول بيوت اثناء فترات مختلفة والأغلب خلال الفترة الصباحية لتواجد الكثير من الرجال في العمل حيث يتجول المتسولون في مواقع مختلفة من الاحياء السكنية والأسواق والمساجد والمتنزهات والحدائق اضافة الى الانتشار الواسع في مناطق السهل والجبل خلال موسم الخريف. ومع الحركة السياحية النشطة لزوار محافظة ظفار انتشرت شبكة كبيرة من المتسولين من خلال مجموعات من الرجال والشباب والنساء في ربوع المحافظة مما لاحظ الكثير طرق انتشارهم وتنسيقهم في مختلف المواقع ويدل ذلك على البرنامج الذي تنتهجه هذه الفئة وطرق انتشارهم وحتى نقاط التجمع والعودة وأكد الكثير من ابناء المجتمع أن هذه الشبكة تستخدم سيارات مختلفة تقلهم من مواقع الى اخرى وتنسيق فيما بينهم حتى لا يتواجدوا بشكل دائم في موقع معين. وتشير الدلائل على وجود من يخطط وينظم هذا العمل من خلال هذه الفئة التي اصبحت منتشرة بشكل واسع والتي تعكس مدى رقي وحضارة المجتمع العماني خاصة وان الكثير منهم يخرجون باللبس العماني الجانب الذي هيأ لهم تقبل المجتمع ومساندته.

الشبيبة رصدت لقاءات مع مختلف المؤسسات والأفراد والذين تحدثوا عن خطورة هذه الظاهرة حيث اتفق الجميع على مكافحتها والانتباه لها.

ظاهرة دخيلة

سعادة الشيخ عيسى بن أحمد المعشني والي رخيوت قال: ظاهرة التسول غير حضارية وهي دخيلة وهناك الكثير ممن يتعاطف مع هذه الفئة التي اصبحت منتشرة الان بشكل واسع ولاحظها الكثير حتى الضيوف والزوار للمحافظة خلال موسم الخريف بالتحديد ولا بد من وعي المجتمع وإدراكه لهذه الجوانب السلبية فالتساهل في غير موقعه لا يخدم المجتمع ولا البلد.فلا بد من تكاتف الجميع للقضاء على هذه الظواهر السلبية وخلال الفترة القريبة سيكون هناك اجتماع لدينا في الولاية بتواجد الجهات ذات الاختصاص وكذلك المعنيين من ابناء المجتمع حول هذا الموضوع فتثقيف المجمتع ووعيه أمر مهم ومساند.

خطيرة على الأسر والأطفال

من جانبه أكد نائب رئيس بلدية ظفار علي بن سالم فاضل ان التسول من الظواهر الغير صحية والدخيلة على المجتمع العماني بشكل عام حيث كثرت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة وبشكل ملحوظ في محافظة ظفار ومدينة صلالة بشكل خاص وقد أبدى الكثير من أبناء المجتمع إنزعاجهم وامتعاضهم من هذه الظاهرة.

وقال فاضل: كما أصبحت-ظاهرة التسول- تشكل خطراً على الأسر والأطفال حيث يمكن استخدام هذه الظاهرة للتسلل إلى البيوت وبشتى الطرق وبحجة الفقر والحاجة مما قد تتسبب بعواقب وخيمة ومنها القتل لا سمح الله. ومن هذا المنطلق وحيث أن بلدية ظفار تمثل إحدى المؤسسات المعنية بتوعية المجتمع حول العديد من الظواهر السلبية والممارسات الخاطئة فإنه وبلا شك تعنى بهذه الظاهرة من حيث التوعية بأخطارها والحذر من فئات المتسولين المختلفة فلم تعد هذه الظاهرة حكرا على المحتاجين فقط وإنما أصبحت أسلوبا جديدا ومبتكرا للسرقة والإحتيال في غالب الأحيان.

عمل مشترك

أما محمد بن حميد الكلباني مدير عام المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار فقد قال: بالفعل ظاهرة التسول أصبحت مزعجة للجميع سواء من قبل المواطنين وحتى المقيمين وزوار المحافظة لذلك هناك تنسيق وعمل مشترك بين الجهات ذات الاختصاص وهي التنمية الاجتماعية وشرطة عمان السلطانية ووزارة العمل وعقد لقاء بين هذه الجهات في هذا الامر فتم تخصيص فريق مشترك يعمل على مدار الساعة بالتناوب لتلقي البلاغات واتخاذ الإجراءات اللازمة كما أن هناك إجراءات لكل جهة من خلال فرز مختلف الحالات لإحالتها إلى الادعاء العام حيث تصنف تلك الحالات وفق مخالفتها من هم وفق لائحة وزارة التنمية وكذلك البعض منهم وفق قانون العمل مع وزارة العمل والبعض الآخر الإقامات والتي تتبع شرطة عمان السلطانية وبهذه الفرق المشتركة والتعاون بين الجهات ذات الاختصاص وكذلك دور المواطن والمجتمع في ذلك نأمل ان تكون هناك فاعلية والضبط والتقليل من هذه الظاهرة في المحافظة والتي أخذت بالانتشار وخصوصاً من الوافدين وهناك إجراءات حاسمة للحد من هذه الظاهرة حيث تدعو الجهات المعنية المختصة جميع أفراد المجتمع الو الوعي حول هذه الظاهرة السلبية التي انتشرت بشكل كبير وما يتنج عنها من أمور سلبية عديدة وسلوك غير حضاري وهناك توجه حول مكافحة هذه الظاهرة من خلال ما ذكرت بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص وضبط هذه الأعداد وإحالتها إلى الادعاء وتصنيفها حسب كل لائحة تنظيمية.

استغلال المشاعر

ويضيف الكلباني: أيضاً هناك فئة أخرى تستقل مشاعر المواطن من خلال الباعة المتجولين «التوافق» بهدف الطلب والتسول وحتى لا يلفت النظر على انه بائع ونجد الكثير من خلال البلاغات التي ترد الينا ان نسبة كبيرة منهم من فئة الشباب هذا إضافة إلى انتشارهم الكبير في مختلف المواقع وخطورتهم أيضاً في الأحياء السكنية ودخولهم المنازل وهنا نؤكد بعد الجهات المعنية لا بد من دور ومساندة المجتمع للتصدي حول هذه الظاهرة والسلوك الغير حضاري من قبل الوافدين التي شكلت مشهد غير لائق.ودعم الجهود الرسمية والتواصل مع المعنيين جانب مهم كما ان لدينا برنامج توعوي في هذا الجانب لوعي المجتمع وعدم استعطافه بتلك العبارات والأساليب.طيبة وتكاتف المواطن العماني مقدر في الكثير من الحالات هذا واجب انساني ولكن في هذه الظاهرة اصبح الكثير يستغلون هذه المشاعر وهذه الطبية لأغراض مختلفة وجمع أموال لا نعرف في ماذا تصرف وكيف تدار.وهناك خط ساخن للتواصل مع المعنيين في ضبطية هذه الفئات من خلال الاتصال على الرقم 92941463.

جهود رسمية

وقال د.سالم بن عبدالله الوهيبي مدير عام العمل بمحافظة ظفار: ظاهرة التسول انتشرت بصورة كبيرة وهناك جهود رسمية من مختلف الجهات والكل يعمل معا حول القضاء عليها وكذلك ضبط المخالفين وإحالتهم الى الجهات القضائية وقانون الوزارة لا يسمح للوافدين بترك العمل الموجود وفق ماذونية الدخول إلى عمل اخر ومن وجد متسولا ويخص قانون العمل فإن الوزارة تقوم بترحيله بعد أن يخضع للإجراءات القانونية ومع العمل المشترك بين الوزارة والجهات ذات العلاقة سوف يتم دارسة وتقييم مختلف الحالات التي ضبطت حتى يتسنى للجهات المعنية معرفتها واتخاذ الاجراءات اللازمة وهنا نؤكد بأن دور المجتمع مهم جدا في التعاون مع الجهات ذات الاختصاص وكذلك عدم التهاون والتعاون مع هذه الاعداد التي اصبحت في ازدياد ملحوظ في جميع المواقع.

معالجة هذه الظاهرة

ويقول د.محمد بن سعيد الشعشعي مدير عام المديرية العامة للإعلام والإذاعة والتلفزيون بمحافظة ظفار: انتشرت في السنوات الاخيرة ظاهرة التسول في محافظة ظفار وخصوصا اثناء موسم الخريف وشهر رمضان المبارك دون ان نجد معالجة حقيقية لهذه الظاهرة التي تتفاقم وبشكل مخيف ومقلق وعليه يجب على الجهات المختصة متابعه هذا الموضوع وبجدية صارمة للمخالفين المتسولين وان تطبق عليهم الاجراءات القانونية لأن استمرار هذا الوضع به اساءه للبلد ويعكس جانب سلبي للسائح الذي يعتقد بأن هذا المتسول ابن البلد وان هناك عوز وفقر وهذا ليس بطيب ولا بصحيح، كما ان التسول يزعج السائح والمواطن وكذلك المقيم عندما يقابلك المتسول في الاسواق والأماكن العامه والطرقات وعند اشارات المرور ويجعلك ان تستعجل وتذهب سريعا من ذلك المكان، وهذا امر غير مقبول اطلاقا واعتقد ان الجانب التوعوي مهم في هذا الخصوص فيجب ان تنظم جهة الاختصاص حملة اعلامية توعوية باستخدام وسائل الاعلام الرسمية وأدوات التواصل الاجتماعي بما فيهم المشاهير والمؤثرين لتباين وتوضيح أضرار التسول وخطورته وعدم التعاطف مع هؤلاء تحت أي مبرر كذلك شرح تفاصيل العقوبات المترتبة على المخالفين ولا ننسى الدور الكبير المنوط بالشيوخ وأئمة المساجد وأهل العلم والأعيان لتبصير الناس بعدم التعاطف مع المتسول وإنما ابلاغ الجهات المختصة عنه.

خطر حقيقي

وقال عبدالله بن علي المقدم مدير بلدية سدح: التسول خطر حقيقي يهدد المجتمع العماني حقيقة ظاهرة التسول ظاهرة دخيلة على مجتمعنا والدليل أن كل المتسولين هم من جنسيات شقيقة تدخل السلطنة بشكل جماعات وهناك من يديرهم بشكل منظم من خلال وسائل وآليات تنقلهم من مكان الى اخر في كل ربوع ولايات المحافظة وهؤلا يمثلون خطرا على امن البلد من خلال أمتهان بعضهم أيضا لمهنة السرقة والنهب والسطو بأشكاله وبعض الجرائم الاخرى عليه وللحفاظ على الهوية الحضارية لمجتمعنا العماني نرجو من الجهات المختصة مكافحة ظاهر التسول والقضاء عليها لمخاطرها الكبيرة وحفظ عمان وسلطانها وأهلها من كل مكروه.

ظاهرة منبوذة

من جانبه قال الاعلامي طارق بن سالم النهدي: تعتبر ظاهره التسول من الظواهر المنفرة للعامة خاصة خلال المواسم السياحية، حيث نلاحظ العديد من الفئات السنية وقد اتخذت مكاناً لها تارة بجانب مكائن السحب الآلي وتارة في محطات الوقود مستغلةً بذلك عطف وسماحه هذا الشعب الكريم السباق لفعل الخير، ألاحظ ايضا أن هنالك عدم الابلاغ عن هذه الظواهر، فقد قامت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية بتشكيل فريق معني بتلقي البلاغات ومكافحة الظواهر السلبية من بينها ظاهرة التسول، فهذا الفريق عمله الأساسي هو القبض على الحالات والبحث في أوضاعها المالية والاجتماعية التي دفعتها إلى ارتكاب ذلك الفعل المشين، وعند تبيان حاجه هذه الحالات إلى المساعدة تقوم على الفور بذلك، في المقابل اذا تم اكتشاف أن الحالات المضبوطة تمتهن التسول عندها يتم تحويلها إلى المسائلة القانونية، عليه انصح كافة المواطنين الى عدم التردد في الإبلاغ عن هذه الظاهرة وأن يتجهوا إلى الجمعيات الخيرية المعتمده لتلقي المساعدات وإيصالها الى الحالات المحتاجة بدلا من تسليمها لأناس لا نعلم ما هي خلفيتهم الاجتماعية والمالية.

منبوذة من المجتمع

وفي الختام قال محمد بن عقيل ال ابراهيم: تعد ظاهرة التسول من الظواهر الدخيلة على مجتمعنا العماني وهي ظاهرة منبوذة في المجتمع رغم رواجها وانتشارها حيث يتوزع هؤلاء المتسولون في الشوارع العامة وأمام المحال التجارية وفي الأماكن التي يزدحم فيها الناس عموماً ورغم كل الجهود والمحاولات المبذولة من الجهات الحكومية في سبيل إيقاف تلك الظاهرة إلا أنها ما زالت غير قادرة على اقتلاعها أو تغيير فهم القائمين عليها بمدى سلبية وخطورة ما يقومون به قد يكون من أسباب التسول الفقر ولكن ليس للجميع ومع الأسف صار بعض الوافدين سواء عربا أو من دول شرق آسيا يمتهنونها كمهنه فصرنا لا نميز بين المحتاج الحقيقي المستحق لهذا المال وبين الممتهن لهذه المهنه وفي هذا الإطار يجب تطبيق عليهم القانون بصرامة لردع مثل هذه الظاهرة المنبوذة في مجتمعنا.