العمانية - الشبيبة
أصدرت جمعية البيئة العُمانية نسخة إلكترونية جديدة من أطلس الثدييات البحرية المُصوّر والمُلوّن بالكامل، وهو تتويج لجهود استمرت أكثر من 20 عامًا من البحث العلمي ليقدمَ لنا تمثيلًا جغرافيًّا شاملًا لموئل الحيتان والدلافين التي تستوطنُ شمال المحيط الهندي.
وقامت بإنتاج الأطلس شركة المحيطات الخمسة للخدمات البيئية وبتمويلٍ من شركة النهضة للخدمات وبدعمٍ من هيئة البيئة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ومتحف التاريخ الطبيعي.
ويسهم هذا الأطلس في زيادةِ المعرفة عن الحياة الفطرية الفريدة للبحار وسواحل السلطنة، ويتيح فرصةً نادرةً للاطلاع على 20 نوعاً من الحوتيات العُمانية ومعرفة كل ما يتعلق بالتصنيف العلمي وتوزعها الجغرافي والموائل المُفضلة وأحوال التغذية والتكاثر ومواسم وجودها وتاريخ مشاهداتها وأعدادها وتدابير الصون والحماية لكل نوع منها، ويعطي نظرة عامة عن المخاطر التي تواجهها، الطبيعية منها أو البشرية، وبعض النصائح حول كيفية حمايتها.
وتم إعداد البيانات الموجودة في الأطلس بعنايةٍ فائقةٍ مدعومة بمجموعةٍ من الصور والخرائط للحصول على نسخة إلكترونية من الأطلس تُمكّن القرّاء من الاستمتاع والتفاعل والتنقل عبر صفحاته دون القيود التي تفرضها النسخ المطبوعة.
وقالت سعاد الحارثية المديرة التنفيذية لجمعية البيئة العُمانية إن السلطنة تتميز بتنوع بيئي غني، بما في ذلك بيئة بحرية رائعة أصبحت مقصدًا سياحيًّا للزوار من مختلف أنحاء العالم، ولكنها اليوم مهددة بمجموعة من المخاطر ولهذا جاء الأطلس ليكون مرجعًا مهمًّا للدراسات المعنية بالتنوع البيئي، فضلًا عن كونه طريقة ممتعة لنشر الوعي حول هذه البيئة الرائعة وإشراك الأفراد في الحفاظ عليها.
وتأمل أن يستمتع الناس بالصور الرائعة والخرائط والمعلومات عن الحيتان والدلافين في عُمان، التي تم جمعها على مدى آلاف الساعات من البحث والعمل الميداني، وأن يكون الأطلس تذكيرًا بضرورة وضع احتياجات البيئة على رأس الأولويات وأيضًا للحفاظ على جهود حماية التنوع الأحيائي للسلطنة.
وعاشت الحوتيات – التي تضم الحيتان والدلافين وخنازير البحر – في المحيطات منذ ملايين السنين، وهي من الحيوانات المعمرة والتي تتكاثر ببطء شديد وتقضي معظم أوقاتها مختبئةً تحت سطح الماء، ومن ضمن 89 نوعًا منها التي تم تسجيلها حول العالم، هناك 20 نوعًا تستوطن مياه السلطنة ذات الوفرة الإنتاجية.
ويوفر أطلس الثدييات البحرية الذي تم تقسيمه إلى خمسة أجزاء، معلوماتٍ مفصلة عن أكثر الأنواع شيوعًا في مياه السلطنة، ونظرة عالمية عن المخاطر التي تُهدد الحوتيات، والمنظمات وجهود الصون المتعلقة بالحوتيات سواء على الصعيد العالمي أو الإقليمي، كما يستعرض المخاطر التي تحتاج لحلولٍ خاصةٍ مثل ضربات السفن والضوضاء ونشاطات الصيد ونشاطات مشاهدة الحيتان والدلافين.