’مدائن’ تدعو رجال الأعمال السعوديين إلى الاستثمار في مدينة عبري الصناعية

مؤشر الاثنين ٣٠/أغسطس/٢٠٢١ ١٧:٢٧ م
’مدائن’ تدعو رجال الأعمال السعوديين إلى الاستثمار في مدينة عبري الصناعية

مسقط - الشبيبة

قام معالي المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، وزير الاستثمار بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، والوفد المرافق له بزيارة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن، بمقرها في واحة المعرفة مسقط، حيث كان في استقبال الوفد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن، وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، رئيس مجلس إدارة "مدائن"، والذي أكد خلال كلمته الترحيبية على عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين، مبيناً أهمية التكامل الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين.

كما دعا سعادته المستثمرين ورجال الأعمال السعوديين إلى الاستثمار في مدينة عبري الصناعية الواقعة على الطريق المؤدي للمنفذ الحدودي الجديد بين السلطنة والمملكة، والتي تشكل نقطة مهمة بمثابة محطة لمناولة التجارة البينية بين البلدين، وفرصة للصناعات السعودية سواء تلك التي تستهدف السوق العماني أو الأسواق التي تعد السلطنة بوابة بحرية أو برية لها، حيث ستكون هذه المدينة الصناعية مدينة شاملة متعددة الاستخدامات، وتضم بالإضافة للقطاع الصناعي قطاعات استثمارية أخرى، أهمها القطاع اللوجستي، وأشار رئيس مجلس إدارة "مدائن" إلى أن مدينة الرسيل الصناعية التي افتتحت في العام 1985م؛ تعد أولى المدن الاقتصادية والصناعية في السلطنة، حيث كانت من بواكير نهضة عمان الحديثة، ونتيجة للنجاح الذي حققته، فقد قامت مدائن بإنشاء مجموعة من المدن الصناعية في كافة محافظات السلطنة، وكان آخرها مدينة عبري الصناعية التي يجري العمل على إنشائها، وتم طرح مناقصة تنميتها وتطويرها، موضحاً سعادته أن إجمالي المساحات للمدن الصناعية القائمة حاليا أو التي هي تحت التطوير تبلغ ما يقارب من (140مليون م2)، وتضم ما يقرب من (2200) مشروع استثماري، وبحجم استثمار يصل إلى (6.8) مليار ريال عماني تقريبا، بينما يتجاوز عدد العاملين بها (62) ألف عاملا وعاملة، وتشكل الصناعات التحويلية الأغلبية المطلقة من إجمالي الاستثمارات في المدن الصناعية التابعة لمدائن، حيث تشكل ما يقارب (83 %) من إجمالي الاستثمارات، ووفقا للمسح الصناعي للعام 2020م للصناعات القائمة في المدن الصناعية، فقد تجاوزت قيمة المواد الأولية الداخلة في الإنتاج مليار ريال عماني، وكان المستورد منها أكثر من (71%)، وهذا يشكل حافزا للصناعات العنقودية في المملكة العربية السعودية للتوسع في المدن الصناعية العمانية، كما تجاوزت قيمة منتجات المصانع والمشاريع القائمة في المدن الصناعية العمانية (3.7) مليار ريال عماني خلال العام 2020م، فيما بلغت نسبة الصادرات منها ما يربو عن (73 %).

وقال سعادته أن واحة المعرفة مسقط التي تأسست في العام 2003م، كأول مدينة تقنية معلومات في السلطنة، تعد الذراع التقني لـ"مدائن"، ومنذ تأسيسها وهي تؤدي دورا محوريا في إحداث نقلة نوعية وإعادة تشكيل مشهد الأعمال التجارية في السلطنة من خلال إيجاد بيئة تكاملية يمكن من خلالها للمؤسسات التي تقوم أعمالها على المعرفة، على اختلاف أحجامها الانطلاق بثقة نحو تحقيق أهدافها المحلية والعالمية، كما تهدف واحة المعرفة مسقط إلى تعزيز مكانة السلطنة كمركز أعمال ريادي متميز يوفر فرص واعدة لتأسيس الأعمال والابتكار، وتضم اليوم الواحة أكثر من 190 شركة محلية وإقليمية ودولية، كما تختلف هذه الشركات في أحجامها بين المؤسسات الناشئة (الصغيرة والمتوسطة) المحلية والمؤسسات التعليمية الرائدة، إلى المؤسسات التي تشهد نموا متسارعا بالاستفادة من السمعة المشهودة للواحة بصفتها مركزا للتميز والفرص، كما تضم الواحة مجموعة من المؤسسات الدولية متعددة الجنسيات، مستفيدة من وفرة المواهب والكوادر العمانية القادرة على العمل والتعامل باللغات الأجنبية، علاوة على استفادتها من الروابط التجارية القوية للواحة، وموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط الكثير من مراكز الفرص والاستثمار. وتحظى المؤسسات الناشئة المتطلعة للمستقبل بفرص الاحتضان في اثنتين من حاضنات واحة المعرفة مسقط والمجهزة بكل ما يحتاجه رائد الأعمال للانطلاق والنمو، في حين تحظى المؤسسات الأخرى بكل فئاتها بفرص التميز والنمو في ظل المرافق الاستثنائية المتوفرة.

مدائن 2040

من جانبها، قدّمت ابتسام بنت أحمد الفروجية، مدير عام خدمات المستثمرين في مدائن، نبذة عن أبرز ملامح رؤية مدائن٢٠٤٠ وما تتضمنه من مدن صناعية حالية ومستقبلية، والحوافز والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين، والفرص المتاحة للاستثمار، حيث أوضحت أن رؤية مدائن المستقبلية تسعى أن تكون الذراع الحكومي المعزز للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة عبر الشراكة مع القطاع الخاص لتطوير وتشغيل مدن أعمال متكاملة الخدمات، ذات سرعة استجابة للمتغيرات تعتمد على أفضل الحلول والتقنيات، تلبي احتياجات ومتطلبات الأعمال، وتراعي المعايير البيئية، وذلك بالتركيز على الخدمات التشغيلية، خدمات القيمة المضافة، والبنية الأساسية المميزة، ومشيرة إلى أن مدائن منحت مؤخرا المزيد من الصلاحيات كوضع الخطط المستقبلية لإنشاء مدن صناعية جديدة وتطوير القائمة منها، العمل على جذب وتوطين الاستثمارات المحلية والأجنبية، وكذلك تأجير الأراضي والمنشآت التي تقع ضمن المناطق التي تتولى إدارتها وتشغيلها أو الإشراف عليها، وتوفير وتطوير الخدمات وإنشاء المرافق العامة اللازمة داخل المناطق كالطرق وشبكات الخدمات بالتنسيق مع الجهات المزودة لها، وأيضا تقرير حق الانتفاع على كل أو جزء من أراضي المناطق للمستثمرين، وذلك دون التقيد بأحكام قانون تنظيم الانتفاع بأراضي السلطنة، بالإضافة إلى تمثيل السلطنة في المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والدولية ذات الصلة باختصاصات المؤسسة، علاوة على تأسيس الشركات وفقا للقوانين المعمول بها أو المساهمة فيها بغرض تطوير المناطق أو إدارة أو تنمية أو تطوير قطاعاتها الأساسية أو الترويج لها.

وحول أبرز المشاريع التي تعكف "مدائن" على تنفيذها في المرحلة الحالية والمستقبلية، أوضحت الفروجية أن مشروع مدينة صحار للسيارات ( موتكار) في مدينة صحار الصناعية يهدف إلى إيجاد مركز لإعادة تصدير السيارات المستعملة إلى أسواق آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، وتتكون منطقة المشروع من قطعتين أرضيتين بمساحة إجمالية 954096 متر مربع، ويضم المخطط الرئيسي معارض السيارات وقطع الغيار ، بالإضافة إلى مرافق خدمة المركبات وساحات وقوف الشاحنات، وأيضا إدارة المرور والجمارك التابعة لشرطة عمان السلطانية المتكاملة ضمن المشروع الذي يقع على مقربة من ميناء صحار، ومن المقرر أن يضم المشروع خدمات متكاملة للمستأجرين والمستثمرين في صناعة السيارات.

كما استعرضت الفروجية مشروع ميناء صور التجاري الذي يهدف إلى إنشاء بنية أساسية ذات قيمة عالية للتجارة البحرية العالمية في ُعمان، تماشيا مع خطة الحكومة في جعل القطاع اللوجيستي الشريان الرئيسي للاقتصاد، مع الاستمرار في الوقت ذاته في دعم وتشجيع التنمية الاقتصادية للمدينة الصناعية بصور، بالإضافة إلى مختلف القطاعات الأخرى، ودعما لتنمية الاجتماعية في محافظة جنوب الشرقية، حيث يشتمل المخطط الرئيسي التصوري للميناء على منشآت لوجستية داخلية، كما يتميز المخطط بالمرونة الكافية لتلبية المتطلبات المختلفة للشحن والاستيراد للمواد.

كما أشارت ابتسام الفروجية خلال العرض إلى مشروع تطوير البنية الأساسية لمدينة مرمول الصناعية التي تقع في ولاية شليم وتبعد حوالي 372 كم من الدقم و 341 كم من صلالة وعن مسقط 819 كم، ويهدف المشروع إلى توفير بيئة استثمارية متخصصة بقطاع النفط والغاز بالشراكة بين مدائن وشركة تنمية نفط عمان، كما تركز الصناعات المستهدفة بالمدينة الصناعية على صناعات المتعلقة بحقول النفط والصناعات التعدينية، وتتميز المنطقة بتوفر أكبر مخزون للجبس ولايم ستون. واختتمت الفروجية العرض بالتعريف بمبادرات تعزيز الاستثمارات لـ "مدائن" والمتمثلة في المجمعات المتخصصة، حيث يقوم المشروع على منح أراضي فضاء للمطورين العقاريين بميزات تنافسية، للعمل على تطويرها واستثمارها وبناء مشاريع ومجمعات صناعية تخصصية كالمجمعات الغذائية والمجمعات البلاستيكية في عدة مدن صناعية، بالإضافة إلى الاستثمار في المشاريع الخدمية بجميع المدن الصناعية كالفنادق والمجمعات الرياضية، والمجمعات السكنية، الترفيه، المدارس والجامعات، المستشفيات والعيادات، ومراكز التسوق النقل والمواصلات.

بعدها، قام معالي المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، وزير الاستثمار بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، والوفد المرافق له بزيارة لمدينة الرسيل الصناعية تضمنت جولة ميدانية في شركة أريج للزيوت النباتية ومشتقاتها التي تأسست في عام 1982وبدأت بإجمالي طاقة إنتاجية تصل حوالي 9000 طن في السنة وبخط إنتاج واحد فقط ومرت بعدة مراحل التوسعة وكان آخرها في عام 2012 ، حيث بلغت طاقتها الإنتاجية حوالي 180000 طن في السنة وتقوم بإنتاج مختلف أنواع زيوت الطعام والسمن النباتي والسمن الطبيعي ومنتج الزبدة بالإضافة إلى دهون خاصة لغرض الصناعة، هذا بالإضافة إلى خط لإنتاج المايونيز، كما تقوم الشركة أيضاً بتلبية معظم احتياجات المطاعم والمخابز وبعض مصانع الأغذية وشركات التموين من الدهون والزيوت الغذائية و الصناعية، كما قام الوفد بجولة في شركة صناعة الكابلات العمانية التي تأسست عام 1984م، حيث قام المسؤولون في الشركة بتقديم نبذة تعريفية للوفد أوضحوا من خلالها أنها أول شركة عمانية على مستوى السلطنة تحصل على شهادة نظام ISO 9000 وخلال فترة وجيزة لم تتجاوز ستة أشهر، بالإضافة إلى فوزها بمسابقة كأس جلالة السلطان لأفضل خمسة مصانع لعامين متتاليين 1991 و1992 . واختتم الوفد السعودي زيارته لمدينة الرسيل الصناعية بجولة في الشركة العمانية للألياف البصرية التي تأسست في عام 1999 وتعمل على إنتاج وتصميم الألياف البصرية وكابلات الألياف البصرية.