الحرب الإلكترونية هو استعمال الطّيف الكهرومغناطيسي لمنع استعمال هذه الوسيلة من قبل الخصم، في حين يتم استخدامها من جانب القوات الصديقة بأكثر الطرق فعالية. للحرب الإلكترونية ثلاثة عناصر رئيسية: الدعم الإلكتروني، والهجوم الإلكتروني، والحماية الإكترونية.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم أن الولايات المتحدة فتحت جبهة جديدة لمحاربة تنظيم داعش حيث بدأت قيادة الحرب الإليكترونية الأمريكية شن هجمات ضد شبكات الكمبيوتر الخاصة بالتنظيم الإرهابى لتتماشى جنبا إلى جنب مع هجمات الأسلحة التقليدية
. وأضافت الصحيفة الأمريكية " إن مثل هذا التحرك يعكس رغبة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى إدخال الأسلحة الإليكترونية السرية فى الحرب ضد تنظيم داعش والذى اثبت فاعليته فى استخدام وسائل الاتصال والتشفير الحديثة لتجنيد عناصر وتنفيذ عمليات إرهابية
". وذكرت الصحيفة أن وكالة امن القومى الأمريكية والمسئولة عن المراقبة الالكترونية ظلت لسنوات تتنصت على عناصر تنظيم داعش وكانت غالبا ما تقدم تقارير يومية للرئيس الأمريكى عن عمليات المراقبة.
في السياق نفسه نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا بعنوان " روسيا تنتصر على الولايات المتحدة في الحرب الإلكترونية".
ونقلت الصحيفة عن مجلة " Foreign Policy " الامريكية قولها إن روسيا تستخدم أسلحة وآليات قائمة على التكنولوجيات العالية من شأنها التشويش على الطائرات بلا طيار وحجب كافة الاتصالات في منطقة العمليات الحربية.
وأشارت الصحيفة إلى ان الطائرات بلا طيار التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تتابع سير النزاع في جنوب شرق أوكرانيا تواجه مقاومة شديدة من جانب القوات الروسية التي تشوش إلكترونيا على عملها وتقوم بتعميتها عمليا.
وقالت مجلة " Foreign Policy ": يعتبر ذلك حلقة واحدة في سلسلة عمليات الحرب الإلكترونية البارعة التي يخوضها الجيش الروسي في أوكرانيا وكانت مفاجأة الى الخبراء الأمريكيين. فقد وجدوا انفسهم يواجهون الجيش الروسي في أوكرانيا وسوريا المجهز بمنظومات الحرب الإلكترونية من طراز "كراسنوخا" . وتقوم هذه المنظومات بالتشويش على الرادارات والطائرات بلا طيار ، مما جعل كبار الضباط في الجيش الأمريكي يعترفون بأنهم قد تأخروا عن الروس في هذا المجال".
ونقلت المجلة عن رونالد بونتيوس نائب قائد القوات الإلكترونية الأمريكية قوله: لا يمكن القول إننا نمضي قدما بوتائر سريعة كما تقضي بذلك الخطورة التي نواجهها".
وجاء في مقال " Foreign Policy" أن" الروس استعرضوا قدرات حربهم الإلكترونية منذ بدء تدخلهم في القرم في ربيع عام 2014 . وبعد أن استخدموا معدات الحرب الإلكترونية وجد العسكريون الأوكرانيون أجهزتهم اللاسلكية عاطلة حيث تنقطع عن العمل لمدة ساعات "،
وأضافت أن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أبلغوا قيادتهم أكثر من مرة بأن طائراتهم بلا طيار تتعرض لعملية إسكات اتصالاتها عبر نظام " GPS " للملاحة الفضائية من قبل وسائل الحرب الإلكترونية الروسية.
التشويش على عمل طائرات بلا طيارالتشويش على عمل طائرات بلا طيار
واعترف جافري تشيرتش رئيس إدارة الحرب الإلكترونية في القوات البرية الأمريكية بأن تصفية التأخر الأمريكي في هذا المجال هو أمر غير سهل لأن ذلك يتطلب تجاوز النقص في معدات الحرب الإلكترونية والخبراء ذوي الكفاءة العالية في ظروف عجز الميزانية العسكرية.
ونقلت المجلة عنه قوله إنه تمكن من تدريب بضع مئات من الخبراء في هذا المجال وهذا يشكل قطرة في البحر بالمقارنة مع قوة الحرب الإلكترونية التي تمتلكها كل من روسيا والصين.
وفي هذا السياق كانت الرئيسة السابقة لإدارة الحرب الإلكترونية في القوات البرية الأمريكية قد أعلنت في أغسطس الماضي أن قدرات روسيا على الاتصالات اللاسلكية تزيد عن قدرات الولايات المتحدة في هذا المجال بعدة أضعاف. وأضافت قائلة:" لدينا استطلاع إلكتروني لاسلكي ممتاز، وبوسعنا التنصت على العدو طيلة 24 ساعة يوميا. لكن القدرات الروسية على إسكات اتصالاتنا تزيد بعدة أضعاف ما لدينا".