شاب عماني ينقذ فتاتين في حادث مروري شنيع

بلادنا الأحد ٢٩/أغسطس/٢٠٢١ ١٣:٣٧ م
شاب عماني ينقذ فتاتين في حادث مروري شنيع

مسقط - علي البادي

أستطاع حمد بن حسن العامري من ولاية إبراء في محافظة شمال الشرقية برفقة شقيقه أن يساعد في انقاذ فتاتين بعد تعرضهما لحادث شنيع يوم السبت الفائت في محافظة مسقط.

تفاصيل الحادث

وتحدث حمد العامري 28 سنة لـ "الشبيبة عن تفاصيل الحادث المروري حيث قال:"كنت متوجها بسيارتي برفقة أخي الاصغر الى ولاية المصنعة في محافظة جنوب الباطنة ، بحكم أن عائلة زوجتي تسكن هناك ، اثناء ذالك وخلال مروري بمحافظة مسقط في ولاية السيب وبالتحديد في المعبيلة بالقرب من الصناعية، حدث حادث مروري امامي قرابة الساعة الواحدة والنصف ظهرا ، لقد كان شنيعا جدا ، تناثرت حجارة الرخام في الشارع من احدى الشاحنات ثم انحرفت عن الطريق مما ادى الى اصطكاكها باحدى السيارات من نوع مرسيديس ادى الى اصطدام رأس الشاحنة بالمرسيديس وتضررها بالكامل."

يكمل العامري:"دون اي تفكير ، وانا اشاهد الحادث المؤلم امام عيني ، خففت السرعة وانزل من السيارة وهي ما زالت تتحرك في منتصف الشارع وانادي على اخي بأن يمسك بمقود السيارة ويركنها على جانب الطريق ، فركضت مسرعا الى مكان الحادث محاولا انقاذ ممن هم في سيارة المرسيدس ."

السيارة تحطمت بالكامل

اشار حمد العامري :" عندما رأيت سيارة المرسيدس علمت يقينا انه من المستحيل أن يكون احدا" قد بقي على قيد الحياة حيث أن السيارة قد تحطمت بالكامل وتداخل بعضها البعض مع الشاحنة ولا مجال لبقاء احدهم على قيد الحياة ."

يكمل العامري:"اقتربت من سيارة المرسيدس وانادي على من بالداخل لعلي اسمع صوت احدهم، واذ بصوت خافت جدا يستغيث من ناحية مرافق السائق ، فناديت على ممن حولي بأن هناك صوت يأتي من الداخل."

اقترب حمد اكثر واذ بفتاة تسيل من رأسها الدماء ، يقول حمد :"حمدت الله اولا على ان هناك ما يزال احدهم حيا ، اشحت بناظري عن الفتاة حيث لم يكن هناك غطاء على شعرها ، اخذت اشق منفذا الى نافذة باب السيارة ، فكسرتها ثم خلعت المصر من على رأسي وغطيت به رأسها ، يكمل: واذ بفتاة اخرى بجانبها ايضا والتي كان تقود المرسيدس تسيل من رأسها الدماء كذلك فناديت عليها فاستجابت : الحمدلله ما زالوا احياء ، نظرت في الكرسي الخلفي فلم ارى احدهم فعلمت انهما فقط اثنتين ، ثم خلعت المصر ايضا من على راس اخي الذي كان بجانبي يحاول مساعدتي لانقاذهن وغطيت به راس الفتاة الاخرى ، ثم نظرت من حولي ليساعدوني في اخراجهما واذ بالجميع كان يصور بهاتفه المحمول ، يزمجر حمد بصوت عال: اوقفوا التصوير ومدوا ايديكم للمساعدة ، هناك احدهم ما زال حيا ، انها فتاة ، اوقفوا التصوير ."

غير مبالين

يقول حمد :"كان هناك حوالي 20 شخصا حول الحادث اكتفوا فقط بالتصوير عبر هواتفهم المحمولة دون ان يرف جفن احدهم للمساعدة ، غضبت من ذالك ولم اتمالك نفسي وانا ارى الجميع غير مبالين بذالك . يكمل :كان هناك احدهم يملك سيارة من جمس فطلبت منه أن يسحب الباب لمرافق السائق بواسطة حبل ، وقد استجاب لذالك ، فسحبنا الباب بقوة حتى انخلع من مكانه."

قام حمد باخراج الفتاة فحملها بذراعيه وناولها احدهم لينقلها الى المستشفى ، يهرع حمد الى الجهة الاخرى ليساعد الفتاة التي كان تقود السيارة ، قام هو واحدهم كذالك بسحب الحديد وما يحول دون الفتاة ، يقول حمد:"خلعنا الباب ولكن كانت قدم الفتاة عالقة وفي ذالك الوقت تصل سيارات الدفاع المدني والاسعاف ، فقطعوا الحديد واخرجوا قدمها ، وتم نقلها مباشرة الى سيارة الاسعاف."

واجبي

يؤكد حمد :" انا سعيد جدا لانقاذ الفتاتين ، وهما الآن الحمدلله بصحة جيدة ويعود الفضل لله اولا الذي وفقني لاكون سببا في ذالك ، انني فعلت ما يمليه علي ديني وضميري ، ولا اعتبر نفسي شجاعا كما يقول الاخرين ، فهذا واجبي في انقاذ من يحتاج المساعدة ."

هذا وقد قام زوج احدى الفتاتين بلقاء حمد وتقديم الشكر له ، يقول حمد:" عندما تنقذ روحًا تشعر بسعادة كبيرة ، فكما يقول سبحانه وتعالى ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ، لذا على الجميع أن يشكر الله لانه شاء أن يبقيهما احياء ، فلو شاهدت حالة السيارة فلن تفكر ابدا أن من في السيارة ما زالوا احياء ، ثم الشكر لله في أن يجعلني سببا في انقاذ حياتهما ."

اختتم حمد حديثه بتوجيه الشكر لصاحب المركبة الذي ساعده في انقاذ الفتاتين ، كما وجه شكره لمن تواصل معه من الاعلاميين ولإدارة الدفاع المدني والاسعاف في محافظة مسقط والى شرطة عمان السلطانية .