بقلم : محمد بن علي البلوشي
ذهبت آخر مرة إلى صلالة في خريف 2011 فكانت زيارة عمل عابرة وقصيرة ، إلا أنها رائعة كشعور أي شخص يتغير عليه الطقس من الحار الحارق إلى البارد المنعش ، وأكثر وقت أمضيت فيه في المدينة كان لحوالي شهر إلى 40 يوماً ، وفي موسم الخريف كذلك.
ومن نعم الله علينا أن هذه المدينة وبعض الولايات تستقبل الطقس الاستثنائي فيفد الناس إليها من مختلف محافظات عمان .تتحمل الطاقة الاستيعابية لصلالة حوالي مليون زائر في طول الموسم ويبدأ اختبار قدرة خدمات المدينة على تحمل الحشود القادمة من شمال البلاد ومن الخارج حينما تصطف الطوابير على محطات الوقود أو ضعف شبكة الاتصالات أو استمرار الناس في البحث عن أماكن للإقامة..أو الازدحام المروري هذه مشكلات مزمنة لكنها ليست معقدة أو صعبة بل تحتاج إلى سلسلة خطط لتطوير البنية الأساسية ووضع الاحتياجات المستقبلية للمدينة لما بعد 50 عاماً على سبيل المثال.وتوسع في أماكن الخريف بإيجاد مواقع جديدة بخدمات أخرى..أما خطط الطوارئ لموسم الخريف فهي مجرد مهدئات مؤقتة ربما. في كل موسم يسأل الناس ويتكرر السؤال سنوياً وكانه أصبح عادة سواء كانت عادة حقة أم ترف الأسئلة :أين الخدمات؟ وأين الترفيه؟ وأين وأين والأسئلة لاتتوقف ولن تنتهي. الجولة في الخريف في السهول والجبال التي تكتسي باللون الأخضر مفتوحة للجميع والكثيرون يفضلون السيارة للتنقل مع عائلاتهم ومن ثم اختيار المكان المناسب لقضاء الوقت في أحضان الطبيعة والهواء العليل كما يقال.اختيار بقعة معينة قد لاتتوفر بها الخدمات أمراً طبيعياً فليس في كل مكان خدمة..الخدمات تتوفر في الأماكن التي تشكل مركزاً للتجمعات البشرية من السياح والزوار..كما هي الحال في بقية دول العالم على الأقل التي زرتها وسافرت إليها ورأيت مافيها. الأسئلة مرة أخرى أين الخدمات: من حق الناس أن تسأل حينما ترى نقصاً بالخدمات أو تردياً وتراجعاً فيها فالخدمات في الخريف أكثرها على المرافق العامة.. توفر الترفيه في مواقع معينة وبخاصة حينما تكون السياحة العائلية هي أصل السياحة في خريف صلالة.ومع ذلك لابد أن تضع بلدية ظفار هذه الجوانب في الاعتبار فحينما يتحدث الناس عن الخدمات فإنهم يعانون من شيء.وتملك البلدية من الموارد والإمكانيات ما يخيرها لتلافي الأسئلة التي تتحدث عن الخدمات والقصور فيها وبخاصة أن خريف صلالة كموسم سياحي حتى الآن تحت مسؤولية واشراف بلدية ظفار. والبلدية معظم كوادرها والعاملين فيها من أبناء المحافظة وهم يعلمون ماذا ينقص وماذا تحتاج المناطق السياحية في الولايات التي يفد إليها السياح والزوار ويعبرونها في كل مرة من خدمات فأهل مكة ادرى بشعابها. في هذه الفترة يتواجد عدد كبير من مسؤولي الحكومة في محافظة ظفار وهي تتشرف حالياً بوجود جلالة السلطان المعظم مما يعني أن الحكومة بمسؤوليها وعلى رأسهم الوزراء ممن تقع مسؤوليات وزاراتهم ضمن ما تحتاجه المحافظة والموسم يقومون بالوقوف على الاحتياجات ووضع رؤى من شأنها أن ترتقي بخارطة السياحة في صلالة والولايات الاخرى إلى مستوى طموحات الناس..فهي فرصة سانحة لإبداء الآراء لكل مايهم لتطوير الموسم وشحنه على قائمة السياحة المحلية أولا ثم الخليجية وهي الأهم كذلك لما يمثله سياح التعاون من قدرة إنفاقية على السياحة. قبل كل شي أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تتولى وزارة التراث والسياحة إدارة موسم الخريف ليخرج من الإطار المحلي إلى مستوى أكبر فالموسم وصناعة السياحة فيه لا يمكن أن تلبي طموحاته مسؤولية بلدية محافظة ولا يمكن مقارنة إمكانيات بلدية مسقط وهي مسؤولة عن عاصمة البلاد بمسؤولية وامكانيات بلدية ظفار مع طموحاتنا التي لاتتوقف لأن تتحول صلالة إلى عاصمة سياحية واقتصادية للبلاد وتوفير كل الإمكانيات لها من بنية أساسية قوية إلى إعادة تخطيط مفهوم السياحة وتجميل أسواق المدينة التقليدية وبناء مفهوم وسط المدينة ليكون نقطة ألتقاء متعارف عليها بعد رحلة بين السهول والجبال.. في السابق كنت أرى أنه ليس من السهولة أن يتقبل المجتمع المحلي مايقال عن تطوير السياحة حتى وإن كان إيجابياً كما هي العادة مع الأجيال المختلفة واليوم مع وجود أجيال شابة من أبناء المحافظة فإن الوعي بالسياحة يزداد يوما بعد يوم فهم يستفيدون منها ويرون أثر أنفاق السياح والزوار حينما يأتون للموسم فالكل يستفيد ومن المهم أن تزداد دائرة الأستفادة لتشمل كل الفرص المتاحة وعدم الاتكاء على العمالة غير العمانية فقط. نحن في سباق لأن نضع مدينة صلالة وبقية الولايات على خريطة الريادة السياحية ليستفيد الكل ولكي تظل محافظة ظفار هي خيارنا الأول..هذا في وقت بدأت تظهر فيه أقاليم في المنطقة تمتاز بنفس الأجواء الخريفية وهنا ينبغي أننا قد سبقنا الآخرين قبل أن نحاول اللحاق بهم وهم الذين جاؤوا متاخرين.
الهجرة للجنوب
محمد بن علي البلوشي
ذهبت أخر مرة إلى صلالة في خريف 2011 فكانت زيارة عمل عابرة وقصيرة إلا انها رائعة كشعور أي شخص يتغير عليه الطقس من الحار الحارق إلى البارد المنعش واكثر وقت امضيت فيه في المدينة كان لحوالي شهر إلى 40 يوما وفي موسم الخريف كذلك.ومن نعم الله علينا أن هذه المدينة وبعض الولايات تستقبل الطقس الأستثنائي فيفد الناس إليها من مختلف محافظات عمان .تتحمل الطاقة الإستيعابية لصلالة حوالي مليون زائر في طول الموسم ويبدأ أختبار قدرة خدمات المدينة على تحمل الحشود القادمة من شمال البلاد ومن الخارج حينما تصطف الطوابير على محطات الوقود أو ضعف شبكة الاتصالات أو أستمرار الناس في البحث عن أماكن للإقامة..أو الإزدحام المروري هذه مشكلات مزمنة لكنها ليست معقدة أو صعبة بل تحتاج إلى سلسلة خطط لتطوير البنية الأساسية ووضع الأحتياجات المستقبلية للمدينة لمابعد 50 عاما على سبيل المثال.وتوسع في أماكن الخريف بإيجاد مواقع جديدة بخدمات أخرى..اما خطط الطوارئ لموسم الخريف فهي مجرد مهدئات مؤقتة ربما.
في كل موسم يسأل الناس ويتكرر السؤال سنويا وكانه أصبح عادة سواء كانت عادة حقة أم ترف الأسئلة :أين الخدمات وأين الترفيه وأين وأين والأسئلة لاتتوقف ولن تنتهي.
الجولة في الخريف في السهول والجبال التي تكتسي باللون الأخضر مفتوحة للجميع والكثيرون يفضلون السيارة للتنقل مع عائلاتهم ومن ثم اختيار المكان المناسب لقضاء الوقت في أحضان الطبيعة والهواء العليل كما يقال.اختيار بقعة معينة قد لاتتوفر بها الخدمات امرا طبيعيا فليس في كل مكان خدمة..الخدمات تتوفر في الأماكن التي تشكل مركزا للتجمعات البشرية من السياح والزوار..كما هي الحال في بقية دول العالم على الأقل التي زرتها وسافرت إليها ورأيت مافيها.
الأسئلة مرة أخرى أين الخدمات: من حق الناس أن تسأل حينما ترى نقصا بالخدمات أو ترديا وتراجعا فيها فالخدمات في الخريف اكثرها على المرافق العامة .. توفر الترفيه في مواقع معينة وبخاصة حينما تكون السياحة العائلية هي أصل السياحة في خريف صلالة.ومع ذلك لابد أن تضع بلدية ظفار هذه الجوانب في الإعتبار فحينما يتحدث الناس عن الخدمات فإنهم يعانون من شيء.وتملك البلدية من الموارد والإمكانيات مايخيرها لتلافي الأسئلة التي تتحدث عن الخدمات والقصور فيها وبخاصة أن خريف صلالة كموسم سياحي حتى الأن تحت مسؤولية واشراف بلدية ظفار.والبلدية معظم كوادرها والعاملين فيها من أبناء المحافظة وهم يعلمون ماذا ينقص وماذا تحتاج المناطق السياحية في الولايات التي يفد إليها السياح والزوار ويعبرونها في كل مرة من خدمات فأهل مكة ادرى بشعابها.
في هذه الفترة يتواجد عدد كبير من مسؤولي الحكومة في محافظة ظفار وهي تتشرف حاليا بوجود جلالة السلطان المعظم مما يعني أن الحكومة بمسؤوليها وعلى رأسهم الوزراء ممن تقع مسؤوليات وزاراتهم ضمن ماتحتاجه المحافظة والموسم يقومون بالوقوف على الأحتياجات ووضع رؤى من شأنها أن ترتقي بخارطة السياحة في صلالة والولايات الاخرى إلى مستوى طموحات الناس..فهي فرصة سانحة لإبداء الأراء لكل مايهم لتطوير الموسم وشحنه على قائمة السياحة المحلية أولا ثم الخليجية وهي الأهم كذلك لما يمثله سياح التعاون من قدرة إنفاقية على السياحة.
قبل كل شي أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تتولى وزارة التراث والسياحة إدارة موسم الخريف ليخرج من الإطار المحلي إلى مستوى اكبر فالموسم وصناعة السياحة فيه لايمكن أن تلبي طموحاته مسؤولية بلدية محافظة ولايمكن مقارنة إمكانيات بلدية مسقط وهي مسؤولة عن عاصمة البلاد بمسؤولية وامكانيات بلدية ظفار مع طموحاتنا التي لاتتوقف لأن تتحول صلالة إلى عاصمة سياحية واقتصادية للبلاد وتوفير كل الإمكانيات لها من بنية أساسية قوية إلى إعادة تخطيط مفهوم السياحة وتجميل أسواق المدينة التقليدية وبناء مفهوم وسط المدينة ليكون نقطة ألتقاء متعارف عليها بعد رحلة بين السهول والجبال..
في السابق كنت أرى أنه ليس من السهولة أن يتقبل المجتمع المحلي مايقال عن تطوير السياحة حتى وان كان إيجابيا كما هي العادة مع الأجيال المختلفة واليوم مع وجود أجيال شابة من أبناء المحافظة فإن الوعي بالسياحة يزداد يوما بعد يوم فهم يستفيدون منها ويرون أثر أنفاق السياح والزوار حينما يأتون للموسم فالكل يستفيد ومن المهم أن تزداد دائرة الأستفادة لتشمل كل الفرص المتاحة وعدم الإتكاء على العمالة غير العمانية فقط.
نحن في سباق لأن نضع مدينة صلالة وبقية الولايات على خريطة الريادة السياحية ليستفيد الكل ولكي تظل محافظة ظفار هي خيارنا الأول..هذا في وقت بدأت تظهر فيه أقاليم في المنطقة تمتاز بنفس الأجواء الخريفية وهنا ينبغي أننا قد سبقنا الاخرين قبل أن نحاول اللحاق بهم وهم الذين جاءوا متاخرين.