تشوهات الرئة 'لا تتجاهلوا صعوبات التنفس مطلقاً'

خذ نفس عميق .... وتخيّل الوظائف الهائلة التي تقوم بها رئتاك كل لحظة .

لقد قطعت العلوم الطبية الحديثة خطوات واسعة في علاج أمراض الرئة . ومع ذلك ، هناك المزيد من الفرص لخلق وعياّ أكبر بشأن الرئة والتشخيص والعلاج في عصر كوفيد ـ 19 .

يقول الدكتور ناصر بن حمد البوسعيدي ، استشاري أول الجهاز التنفسي والطب الباطني (الزائر) بمستشفى الحياة الدولي : '' لا تستهين أبداً برئتيك ، ولا تتجاهل بضيق التنفس أو صعوبات التنفس سواء كانت خفيفة أو شديدة ، لأنها قد تكون بسبب سلسلة من المشاكل الصحية الضمنية .

ونظراً لعدم دراية المرضى باضطرابات الرئة بصورة كاملة ، فإن مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو وتوسع الشُعب تظل هذه الحالات المرضية شائعة في جميع المجتمعات . وعلينا أن نتذكر أن الرئتين تتعرضان دائماّ لبيئتنا المحيطة وأجواءنا ، وبالطبع معرضتان للجراثيم.

وأضاف د. البوسعيدي ، وهو أيضاً رئيس اللجنة العلمية لبرنامج الطب الباطني بمجلس عُمان للاختصاصات الطبية ، ورئيس الرابطة العُمانية للجهاز التنفسي ، واستشاري أول للأمراض التنفسية ، ورئيس قسم طب الجهاز التنفسي بالمستشفى السلطاني سابقاً : "بالنسبة للكثيرين ، يمثل ضيق التنفس شعوراً بالانهيار التام ، والألم وثقل الصدر ، وقد يكون علامة مبكرة لاضطرابات رئوية محتملة . لكن لا يوجد سبب للذعر من ضيق التنفس ، قكل ما هو مطلوب هو نهج عملي لفهم رئتيك بشكل أفضل . ومن المهم دائماً النظر في الأسباب الخفية وراء هذا الوضع غير الطبيعي . وبتعبير أدق ، إذا كنت تعاني من ضيق في التنفس وألم في الصدر وإرهاق وسعال مستمر أو حمى ، فعليك طلب العناية الطبية فوراً والكشف عن شكواك للطبيب'' .

وأردف د. البوسعيدي قائلاً :"في وقتنا هذا ، أصبح الناس أكثر وعياً بالصحة ، وعلى دراية بالحالات المرضية الشديدة مثل الالتهاب الرئوي والتليف الكيسي وسرطان الرئة وأمراض الأوعية الدموية الرئوية . باختصار ، يجب على المرء التأكد من أن جهازه التنفسي يعمل بشكل طبيعي في جميع الأوقات . وحتى إن لم يكن لديك تاريخاً مرضياً لأمراض الجهاز التنفسي الناجمة عن التدخين أو أي أمراض رئوية أخرى ناتجة عن مزاولة المهنة ، فإن الفحوصات المنتظمة ستساعدك على حماية الرئتين" .

وعادة ما يلجأ معظم الأشخاص إلى الطبيب في وقت متأخر ، وغالباً بعد وصول المشكلة إلى مرحلة اضطراب تنفسي كبير وبمستويات لا يمكن السيطرة عليها .

لقد عبّر الخبراء عن مخاوفهم بشأن حالات التليف الرئوي المحتملة (تندب الرئة) في عصر كوفيدـ19 ، ورغم ذلك لم يتم الإبلاغ عن مثل هذه الحالات رسمياً بعد . وعلى أية حال ، لا يمكن استبعاد احتمالات تشوهات الرئة في حال تعرضها لعدوى شديدة .

وأشار د. البوسعيدي على أنه لا ينبغي لأحد أن يخفي الأعراض الحقيقية لاضطرابات الرئة عن الطبيب . حيث تُعد حماية صحة أنسجة الرئة أمراً بالغ الأهمية لأن الرئة المتندبة غالباً ما تكون حالة لا رجعة فيها ، ولكن الاكتشاف والعلاج في الوقت المناسب سيفعلان المعجزات ويبطئان أو يوقفان تطور الندوب . ويعتبر المرضى الذين يعانون من عدوى حادة في الرئة والالتهاب الرئوي هم أكثر عرضة للمضاعفات . إن الإهمال والتأخير في العلاج يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الرئة .

وفيما يتعلق بارتداء أغطية الوجه ، قال د. البوسعيدي ، على الرغم من الوباء ، نحتاج إلى مواصلة أنشطتنا اليومية مثل التسوق وزيارة الأصدقاء والأقارب . لذا يجب على المرء أن يستمر في ارتداء الكمامة ما لم يتم إعفاؤه طبياً حيث أن حماية الأشخاص المعرضين بشدة للخطر يمثل دائما تحدياً في كل مكان .

إن معرفة المعلومات الأولية لرئتيك سوف يساعدك على حمايتهما . وهناك حقيقة لا تقبل النقاش وهي أن الأكسجين هو وقود حياتنا . إننا جميعاً نعلم أن رئتينا تستخلص الأكسجين من الهواء الذي نتنفسه عبر الشهيق وتنقله إلى مجرى الدم ، وتطلق الرئتان الغاز المرتجع المسمى بثاني أكسيد الكربون عندما نطلق الزفير .

وتُعد الرئتين عضوين عاليا الكفاءة والتعقيد في الجهاز التنفسي للإنسان . ويحتوي الجهاز التنفسي أيضاً على أنابيب تمتد من الفم والأنف إلى الرئتين وتركيبات مختلفة أخرى في الصدر تسمح للهواء بالتحرك داخل وخارج الرئتين .

وعلاوة على ذلك ، تلعب الرئتان دور المنشّط في إصدار الإنسان للصوت ، وتؤدي الرئتان السليمتان دور المنشّط بشكل كافٍ ، فعندما تستنشق أو تزفر الهواء تصبح الرئتان المصدر الرئيسي للطاقة لاهتزاز الأحبال الصوتية . وعندما تهتز الأحبال الصوتية بمرور الهواء القادم من الرئتين ينتج الصوت .

واختتم البوسعيدي بقوله : نعم ، إنها قصة مذهلة للحياة والتنفس .