بقلم: علي المطاعني
الجهود المبذولة للنهوض بالقطاع السياحي في السلطنة كبيرة ومقدرة من كافة الجوانب سواء الأطر والتشريعات والإجراءات والإستثمارات العامة والخاصة، وإدارة الأصول وفق محددات معينة يجب الإيمان بها تتمثل في الإمكانيات وطبيعة القطاع السياحي.
فما تبذله شركة عمران للتنمية السياحية كذراع إستثماري للحكومة من جهود مقدرة في قطاع السياحة في النهوض بالمنشآت الإيوائية في كافة محافطات السلطنة والوجهات السياحية بالتحديد كأحد الجوانب الرئيسية للقطاع وبهدف توفير مكان لائق ومناسب للسائح قبل دعوته لزيارة السلطنة، أو للسائح المحلي قبل تجواله في ربوع البلاد، وبإعتبار أن الإقامة هي من أهم الأولويات التي تسعى كل دولة لتوفيرها، وعمران ومن خلال إستثماراتها وإدارة الأصول السياحية تسعى لتشييد المنشآت الايوائية في الأمكنة التي يمثل الإستثمار فيها تحديات للقطاع الخاص كأحد الأسس المكملة للمنظومة السياحية في البلاد.
ولعل الإستثمار في منتجع أليلا حنو مرباط يعد أحد أهم الإستثمارات للشركة في هذا القطاع الحيوي والمهم لرفد القطاع السياحي في محافطة ظفار، فهذا المنتجع الذي يقع في ولاية مرباط الساحلية يُعد إضافة قيمة للقطاع السياحي في السلطنة بما يوفره من إقامة فريدة وتجربة سياحية نوعية لأي سائح يقيم فيه لما يتمتع به من مرافق وخدمات نوعية تبهج النفس وتسر الخاطر وتشرح الصدر.
الأمر الذي يبعث على الإرتياح لهذا التطور اللافت في هذا المنتجع سواء من حيث الإستقبال والرحابة والخدمة والجودة فضلا عن أبجديات وأساسيات الترحاب والكرم والضيافة العُمانية الأصيلة والمتوارثة أبا عن جد عبر العصور والأزمان.
فالمنتجع يضم 112 وحدة فندقية منها 96 غرفة متنوعة و16 فيلا عالية المستوى قادرة على توفير إقامة ممتعة للزوار وعلى مدار العام تجعل السائح يعيش لحظات لاتنسى وإجازة ستظل عالقة في ذهنه أبدا، ذلك نتاج طبيعي لما يقدمه المنتجع من خدمات نوعية ومرافق صديقة للبيئة تجمع بين الأصالة والحداثة الهادفة إلى الربط بحبال ألوان قوس قزح بين المكونات الطبيعية والتطور الحديث في البناء والتشييد،مع تسخير ذكي ولماح لكل مكونات البيئة وتوظيفيها بإنسجام لخدمة القطاع السياحي والإستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة التي تتوفر في السلطنة.
وعلى الرغم من حداثة إنشاء هذا المنتجع، إلا إننا وعندما نتصفح سجل الزوار نلحظ مدى الإعجاب والاشادة بما يقدمه لضيوفه من تجارب سياحية فريدة قادرة على خطف أبصار النخب السياحية من داخل السلطنة وخارجها، وفي ذات الوقت إضفاء قيمة عالية للمنظومة السياحية بالبلاد في ظل منافسة عالمية لارحمة ولا هوادة فيها للسيطرة على مفاصل وشرايين أسواق الحراك السياحي العالمي.
نعلم جيدا أن الحفاظ على هذا المستوى النوعي المتميز للنمط السياحي المخضب بإرثة الحضاري والتاريخي سيبقى ميزان القوى يميل لصالحنا في كل النزالات الآنية والقادمة بحول الله، مع الإقرار بأن تحقيق الإنتصار أمر ممكن، ويبقى التحدي الأكبر والأضخم هو الحفاظ على هذه الإنتصارات داوية وفي كل النزالات المستقبلية.
أن مثل هذه المنتجعات الرائعة تُعد نموذجا يحتذى به في كل الإستثمارات المقبلة في هذا المجال، فالسائح وكما نعلم وعندما يتخذ قراره بقضاء إجازة له ممتعة فيما خلف البحار مع عائلته بعد طول شهور من الكد والعمل يختار كأمر طبيعي المنتجعات التي توفر له الملاذ الآمن والهادي والطبيعة الخلابة والأجواء الجميلة والطقس المعتدل، وهي الأدوات التي تنسيه شهور الضنى وقبل القدوم إلينا على الرحب والسعة، وهذا ما نملكه الآن في مرباط.
لا ينبغي أن يغيب عن البال حقيقة أن إستثمارات عمران في المنشآت الإيوائية وإدارتها للإصول تعظم دائما من القيمة المضافة لهذا الجهد ومن كافة الجوانب كإثراء الأسواق المحلية وتكاملية الشراء الموحد وتفضيل المنتجات المحلية وتوطين الوظائف وخدمة المجتمع وتجسيد المسؤولية الإجتماعية من خلال العديد من المبادرات التي تشرك فيها أفراد المجتمع في تقديم المنتجات والخدمات السياحية.
نأمل أن تعزز هذه الإستثمارات النوعية والمتكئة بفخر على كنوزنا الطبيعية والحضارية وتطويرها بما يخدم القطاع السياحي ورفد المجتمع، وإنشاء المزيد من المنتجعات التي تفعل ما نملكه من حضارة هي الأعلى كعبا على الصعيد الإنساني والبشري وعلى مستوى كوكبنا، ولنقدم بعد ذلك فاكهتنا السياحية للعالم وهي كما نعلم لاتقاوم شكلا وطعما ومضمونا.