الوقاية أولوية

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٤/أغسطس/٢٠٢١ ٠٩:٠٦ ص
الوقاية أولوية

بقلم : محمد الرواس

في سباقها مع الزمن تخوض الفرق الطبية بالسلطنة مرحلة الوصول إلى تطعيم أكبر قدر من عدد من السكان تجنباً لانتشار فيروس كوفيد 19هادفة إلى الانتقال إلى مرحلة التعافي بإذن الله ، وفي هذه المرحلة عندما تجاوزت النسبة 70 بالمئة لم يُعد هناك سوى فئة ممن لديهم الريبة والتردد والشك ، وعدم  الاقتناع بأخذ الطعومات ، وتساورهم الأوهام والتوجس والقلق دون مبررات علمية أو منطقية. عنوان هذه المقالة موجه مباشرة لأولئك المترددون الذين لديهم مخاوف من أخذ لقاح فايروس كوفيد ، وحتى نكون أكثر واقعية أثناء طرح هذا الموضوع ونكون أكثر عقلانية ومنطق فأننا نقول أن من أهم التأثيرات اللقاح بصفة عامة هو تعزيز دفاعات الجسم عند أخذ الطعومات التي تساعده على مواجهة الأوبئة لجعل الجهاز المناعي أكثر استعداد لمواجهة الفيروسات والميكروبات وعليه فأن أخذ اللقاح بلا شك هو الحل الأمثل والأولوية القصوى من أجل رفع قدرات الجهاز المناعي للإنسان ، ولقد أخبرني أحد الأطباء فقال لي: أن أخذ اللقاح بهدف توفير الحماية للفرد فقط ليس هو الهدف الوحيد ؛ وليس المبتغى فقط ، بل أن الأمر يتعدى ذلك فالهدف الأسمى هو الوصول إلى اسرة محصنة ومجتمع محصن ، وبلد محصن ، فالحماية لنا ولمن حولنا ايضاً ، مما يجعل الجميع يشعر بالاطمئنان ، سيما الفئة الكبيرة بالسن الذين يعانون من بعض الهواجس والتخوف من أخذ اللقاح خاصة عندما يستمعون إلى  بعض الذين أخذوا اللقاع وهم قلة جراء تعرضهم إلى  سخونة في الجسم أو أوجاع باليد مع حدوث بعض العوارض التي لا تستدعي حتى الذهاب إلى المستوصف. العم سعيد اقتنع بعد محاولات عديدة كي يأخذ جرعة التطعيم بأحد المراكز التي خصصتها وزارة الصحة لتقديم الطعومات بالسلطنة ، ولقد حدثني أحد ابناءه قائلاً : لقد سار أبي معنا متثاقلاً لأخذ الجرعة الأولى وذلك بعد جلسة حوار طويل معه ، وبعد أن حكم عقله في النهاية ، فلقد كان رافضاً في البداية رفضاً شديداً ، لكنه عندما شاهد بأم عينيه ما جرى لأولئك الذين امتنعوا عن أخذ اللقاح - فقد كان أبي متابعاً حريصاً على الأخبار أول بأول- واصروا على عدم الاقدام على هذه الخطوة فأصابهم ما أصابهم جراء عنادهم ، عندها اقنع أبي ولم يمانع بالذهاب ، وأضاف ابنه قائلاً لي: لقد رايته وهو يدخل إلى غرفة التطعيم وهو يمشي نحو الممرضة متثاقلاً فابتسمت له وقلت له « بعدك في شك وقلق أبي» فابتسم قائلا: الأمر ما يخلى يا بني، ومضى لأخذ جرعته الأولى ثم بعد ذلك الثانية ، بعدها احسسنا جميعنا انه بعد ذلك أن نفسيته قد هدأت ولم يعد يتحدث أمامنا بكثير من القلق حول الفايروس كما كان يفعل ذلك من قبل. لا شك ان العوامل النفسية تأتي في مقدمة الأسباب لأولئك المترددين في الحصول على اللقاح لكن ما تغلب عليها هو الواقع الحي الملموس حيث دفع البعض حياتهم مقابل هذا الرفض، وآخرون استنزفوا الكثير من صحتهم في تلقي العلاج لفترات طويلة كادت أنفسهم أن تزهق. أن الحماية هي الهدف الأسمى من أخذ جرعات التطعيم حيث أنها الوسيلة الأمنة بفضل الله تعالى لوقف تفشي الوباء بالمجتمع ، فجميعنا يعلم و-لله الحمد- أن النظم الصحية بالعالم قد قطعت خلال العقود الفائته تقدماً غير مسبوق في مجال العلوم الطبية ؛ فكانت من هذه النتائج انها وفرت في أقل من عام واحد -بفضل المولى عزوجل- طعومات ناجعة لواحد من اشرس الأوبئة في العصر الحديث ، وعندما ننظر إلى تاريخ اللقاحات على عجالة وباختصار شديد نجد أن هناك لقاحات تؤخذ مرة واحدة في العمر مثل لقاح الحصبة ، وأخرى كل عام مثل لقاح طعومات الفشل الكلوي ، وهناك لقاحات تؤخذ كل عام مرة واحدة للإنفلونزا ، بينما أخرى مثل شلل الأطفال يتم اخذها عدة مرات ، والتحصين ضد أي  وباء يجب الا يشعرنا بالقلق والتوجس فالانتقال إلى  مرحلة التعافي -بإذن الله تعالى- تتم عبر مرحلة طبية علمية حالية قد مرت قبلها تجارب كثيرة في تاريخ البشرية من خلال محاربتها للأوبئة والأمراض المستعصية. رسالة : لأولئك الذين أخذوا الجرعتين الأولى والثانية نقول لهم استمروا على أخذكم بالاحترازات الطبية والوقاية الصحية والأخذ بالأسباب عبر الحماية الشخصية والأسرية خاصة أثناء الذهاب للعمل ،أوعند الذهاب الي المراكز التجارية ،أو عبر الاختلاط ،أو السفر فنحن لم نصل بعد إلى مرحلة « مناعة القطيع « .