اختلال التوازن الهرموني

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٥/أغسطس/٢٠٢١ ٠٨:٣٧ ص
اختلال التوازن الهرموني

بقلم: مسعود المسكري

مما لا شك فيه، إذا لم يتم معالجة اختلال التوازن الهرموني لدى الإنسان فسيؤدي ذلك إلى سلسلة من المشاكل الصحية التي تهدد حياته وتضفي عليها شعوراًطاغياً بالإكتئاب.

أكد ذلك الدكتور مسعود المسكري استشاري أول الغدد الصماء الزائر بمستشفى الحياة الدولي، وأشار إلى أن الحفاظ على التوازن الطبيعي للهرمونات في نظام الغدد الصماء لدى الفرد يلعب دوراً هاماً في حياته اليومية، فيمكننا تشبيه اختلال الهرمونات بالجسم بمثابة»خروج السمك من الماء».

ويقول الدكتور مسعود المسكري الحاصل على درجة الدكتوراه في الغدد الصماء من المملكة المتحدة « بالطبع، مستويات الهرمونات تتغير في أوقات مختلفة من حياتنا، وإن قلة الوعي بأهمية الهرمونات في حياة الإنسان الصحية ونشر المعلومات الخاطئة والمضللة حول مشاكل الغدد الصماء وعلاجاتها، غالباً ما تثني المرضى عن البحث عن التشخيص المبكر والعلاج.فعلى الإنسان أن لا يعيش مدى حياته يتعاطى الأدوية لعلاج جميع إضطرابات الغدد الصماء».

وأضاف: إن مشاكل الغدد الصماء كما نعرفها تتعلق باالأمراض التي تصيب غدد الإنسان مثل الغدة الدرقية والغدة النخامية والبنكرياس والمبيض والخصيتين والغدة الجاردرقية والوطاء (الهايبوثلاموس) والغدد الكظرية، وهي ببساطة عبارة عن تنظيم اضطرابات الغدد الصماء بشكل خاطيء أو إفراز غير طبيعي للهرمونات.

وتفرز الغدد الهرمونات مباشرة في مجرى الدم، ويعتبر الأداء السليم للغدد أمراً ضرورياً للحياة حيث تلعب الغدد الدور الرئيسي في حياة الإنسان طوال حياته. وقد تؤدي الاضطرابات في الغدد إلى خلل أداء وظيفي أو فرط أداء وظيفي، وقد تؤدي إلى اضطراب الأداء العام للغدد الصماء بالكامل، وقد تؤدي أيضاً إلى اختلال التوازن الهرموني، وغالباً ما تسبب اضطرابات الغدد الصماء تورماً أو ضعفاً في الغدد أو كلاهما..وتتدهور مستويات الهرمونات لدى الرجال والنساء مع تقدم العمر. وفي الأساس تتحكم الهرمونات في كافة أنشطة الإنسان بما في ذلك التمثيل الغذائي والنمو والتطور والتكاثر والإستجابة للبيئة المحيطة ومقدار الطاقة والتغذية التي يحتاجها الإنسان لأداء انشطته.

يمكنكم الشعور بالراحة والطمأنينة والعافية عندما تكتشفون أحدث تقنيات التشخيص والعلاج فيما يتعلق بالغدد الصماء. واستمتعوا بحياتكم بشكل طبيعي عندما تعلمون أنه يمكن اليوم التعامل مع مرض السكري أو الغدة الدرقية أو مشاكل الغدد الصماء الأخرى بسهولة ويسر.

إنه يجب التعامل مع حالات الغدد الصماء بحذر، فبالنسبة للنساء، وبغض النظر عن العمر، تمثل السيطرة على مرض السكري والغدة الدرقية تحدياً كبيراً لأن العديد من المرضى يتجاهلن الأعراض المبكرة. ويسبب انخفاض مستوى هرمون الاستروجين تعرق غير طبيعي وذلك يعتبر شكوى دائمة للعديد من النساء. إن التشخيص المبكر من شأنه تحسين نمط الحياة ومساعدة المرضى على التعامل مع العديد من المشكلات الصحية بما فيها مرض السكري والغدة الدرقية.

وأكد المسكري إن اضطرابات الغدة الدرقية أثناء الحمل وأمراض الغدة النخامية وهشاشة العظام ونقص فيتامين د. ومتلازمة تكيس المبايض والعقم عند النساء والضعف الجنسي لدى الرجال، إلى جانب العديد من المشكلات الصحية الأخرى هي اضطرابات الغدد الصماء الشائعة التي يصادفها أثناء التشخيص.

وشدد على عدم تجاهل الأعراض التقليدية لاختلال التوازن الهرموني وعدم تجاهل رأي طبيب الرعاية الأولى الخاص بك عندما يحيلك إلى اخصائي الغدد الصماء عند معاناتك من مشكلة في نظام الغدد الصماء. وحتى في حالة حفاظك على نمط حياة صحي وجيد ولديك أعراض تتمثل في التعب المستمر وزيادة أو فقدان الوزن بشكل غير متوقع والتعب الذهني (ضباب الدماغ) ومشاكل النوم والصداع وجفاف المهبل، فعليك بزيارة الطبيب العام وأخذ رأي الخبراء.

وأضاف المسكري: إن الأقراص الروتينية ليست كافية لعلاج مشاكل الغدد الصماء. كما أنه لا ينبغي للمرء تناول أدوية الغدة الدرقية (غير الضرورية) دون استشارة إخصائي الغدد الصماء من ذوي الخبرة. كما انصح بإجراء فحوصات الغدة الدرقية والسكري مرة كل عام.

جدير بالذكر أن الدكتور مسعود المسكري يمارس طب الغدد الصماء منذ ما يقارب ثلاثة عقود، وحصل على التدريب اللازم في المملكة المتحدة والسلطنة وعمل استاذا للغدد الصماء في جامعة السلطان قابوس.

وتقدم مستشفى الحياة التشخيص والعلاج لجميع حالات الإختلال الهرموني بما في ذلك مرض السكري والغدة الدرقية ومشاكل التمثيل الغذائي ومشاكل الغدة النخامية وانقطاع الطمث وهشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم والدهون وقصر القامة والعقم وعلاج الأنسولين لمرضى السكر ومتلازمة تكيس المبايض....الخ، كما تساعد المستشفى المرضى على تحسين نمط حياتهم.