"لوتشيا دي لاميرمور" بدار الأوبرا السلطانية مسقط

مزاج الخميس ١٤/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٥٥ ص
"لوتشيا دي لاميرمور" بدار الأوبرا السلطانية مسقط

مسقط-ش
تعرض دار الأوبرا السلطانية مسقط الأوبرا الرومانسية (لوتشيا دي لاميرمور) للمؤلف الموسيقي الإيطالي الشهير جياتانو دونيزيتي، وهي واحدة من ثلاث أوبرات يتضمنها الموسم الحالي للدار لهذا المؤلف الذي قدم أعماله في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
العرض من تقديم فرقة مسرح كارلو فيليس من مدينة جنوة الإيطالية، وهو من إخراج المخرج السينمائي الشهير داريو أرجينتو. يستمر العرض ثلاث ليالٍ يوم الخميس 14 و الجمعة 15 والسبت 16 يناير الجاري، عند السابعة مساء.
ويتصف هذا العرض –الذي تدور أحداثه في سكوتلاند في العصر القوطي- بديكوراته المتقنة التي تحيي الطراز المعماري لتلك الحقبة.
نص الأوبرا مستوحى بالأساس من الرواية الكلاسيكية للسير وولتر سكوت التي تحمل عنوان (جسر لاميرمور) والتي نشرت للمرة الأولى عام 1819م. والرواية نفسها مبنية على حكاية شفهية يتناقلها أهالي سكوتلاند وتدور أحداثها في نهايات القرن السادس عشر في أراضي سكوتلاند المنخفضة المتصارعة، حيث يسيطر الرجال على مجريات الأمور. إنه عالم لا تترك فيه خصومات العشائر و المناورات السياسية والثارات القديمة مكانا لامرأة تقع في حب الرجل الخطأ.
وتتمحور الحكاية حول لوسي (لوشيا) آستون، والتي تعشق رجلا –يدعى إدجار- تعادي عائلته عائلتها، لذا فإن حبهما لا يجب لها السعادة التي كانت تحلم بها، الأسوأ من ذلك أن الحب يتحول إلى جنون مطبق وغضب عارم. تقع لوسي في شَرَك معقد، بين سيطرة إخوانها على القرار، وغيرة حبيبها إدجار، والعداوة المتأصلة بين عشيرتها وعشيرة حبيبها. ما يحدث لاحقا أنه يتم توريط لوسي في زواج مرتّب، فتتحطم روحها الهشة.
في الأوبرا مشهد يعتبر الأشهر بين مشاهد الغضب والعصبية التي احتواها هذا العمل، هو المشهد الذي ينتظره جمهور هذا العرض دائما. إنه مشهد سخط لوسي على الوضع القائم، فتغني لوسي بصوت السوبرانو أغنية تضج بالعاطفة وتُشبِعُها أنغام دونيزيتي تأججا. يجسد هذا العرض نموذجا للأوبرا الرومانسية الإيطالية في مراحلها المبكرة، بوجود أسلوب أداء الـ (بيل كانتو)، وتعني حرفيا (الصوت الجميل)، حيث الاكتراث كبير بإيجاد مساحات غنائية داخل الأوبرا لتُظهِر فيها السوبرانو "حلاوة" صوتها عبر مستوى من أداء فنانة السوبرانو يسمى (كولوراتشورا) coloratura. هذا الصوت الجميل الذي غالبا ما يعبّر في هذا النوع من الأوبرات عن عواطف متأججة تسيطر عليها إما رغبات ارتكاب الجريمة أو نوبات الجنون والغضب العارم، أو الحتف، جميعها يتم التعبير عنها بالغناء القوي أكثر من المشاهد التمثيلية.
تجسد (لوتشيا دي لاميرمور) حال الأوبرا الإيطالية في أوج عظمتها في القرن التاسع عشر، في صنف التراجيديا الرومانسية. إنها حكاية مثيرة مفعمة بأغاني البيل كانتو (الصوت الجميل) والموسيقى المرهفة التي ستعزفها في هذا العرض الأوركسترا المذهلة لفرقة مسرح كارلو فيليس من مدينة جنوة. إنه من نافل القول أن حكاية هذه الأوبرا لا تزال مرتبطة بواقع عصرنا، حيث ما زالت تجري الكثير من وقائع الزواج المرتب وزواج الإكراه في الكثير من مناطق العالم و ثقافاته.
هناك عرضان أوبراليّان آخران لجياتانو دونيزيتي على جدول العرض في موسم 2015 / 2016 بدار الأوبرا السلطانية مسقط. الأول هو (إكسير الحب) وهي أوبرا كوميدية تدور حول جُرعة الحب، تقدمها فرقة (لا فينيس) من مدينة البندقية في 17 و19 و20 فبراير القادم. والثانية هي (ابنة الكتيبة) وهي أوبرا ساخرة عن فتاة ربتها كتيبة كاملة، تقدمها فرقة مسرح ماسيمو من مدينة باليرمو، وتعرض في 11 و12 و14 مايو.