استطلاع: 74 % من الفرنسيين لا يريدون هولاند ولا ساركوزي تراجع شعبية الرئيس الفرنسي تضعه في مأزق

الحدث الاثنين ٠٤/يناير/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
استطلاع: 74 % من الفرنسيين لا يريدون هولاند ولا ساركوزي

تراجع شعبية الرئيس الفرنسي تضعه في مأزق

باريس – – وكالات

كشفت نتائج استطلاع أجري في فرنسا أن غالبية كبيرة من الفرنسيين لا يريدون الرئيس فرانسوا هولاند ولا سابقه نيكولا ساركوزي أن يترشحا للانتخابات الرئاسية في العام المقبل. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد «أودوكسا» لصالح صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية الصادرة امس السبت أن نسبة الرافضين لكل من هولاند وساركوزي بلغت 74%.

في المقابل، أبدى 24% ممن شملهم الاستطلاع تأييدهم لترشح الاثنين.
وأوضحت النتائج أن السياسي المحافظ ورئيس الوزراء السابق الان جوبيه هو اكثر الشخصيات المفضلة لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية بتأييد بلغت نسبته 56%، فيما وصلت نسبة تأييد مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية المتطرفة لمنصب الرئيس إلى 37%.
وشمل الاستطلاع سؤال 1042 شخصا عبر الإنترنت في الفترة بين الثالث والعشرين حتى الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي.

انتقادات

يذكر ان ارئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، تعرض للانتقادات بعد ساعات قليلة من خطابه الموجه إلى شعبه، لتهنئتهم بالعام الميلادي الجديد، حيث قال الكثير من الفرنسيين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، إنه مصاب بهوس الإرهاب، وأن ما حمله خطابه من تبريرات كثيرة يدل على إدراكه أن شعبه غير راض عنه.

أما من الناحية السياسية فلم تنتظر الشخصيات السياسية الفرنسية، وسارعت لانتقاد خطابه، حيث قال جان لوك ميلونشون الناطق باسم حزب اليسار: »هولاند كان يزاول أمرين في خطابه، وهما أنه يتحدث ويستمع لنفسه، وكان كلامه خال من الواقعية، ولكن في نهاية الأمر، وبعد نهاية كلمته لم يتغير شيء من كم القضايا التي طرحها، إن الشعب الفرنسي هو المتورط الحقيقي في هذه المشكلات». وقال المنسق السياسي لحزب اليسار إريك كوكوريل، في تعليق قصير له مع إذاعة «فرانس إينفو»، «قال هولاند الكثير في خطابه، ولكن مضمونه يبرهن على استمراره في سياسته الفاشلة التي تبعد عن الواقع، ولم تنجح هذا العام ، فكان من الأولى أن تكون نجحت في الأعوام الـ3 السابقة من ولايته. ومن ناحيته قال كريستيان استروسى أحد نواب الحزب الجمهور، «عن كلمته كانت على الإرهاب وليست من أجل التهنئة كما ادعى، وعن البطالة والاقتصاد، فحديثه غير واقعي على أرض الواقع. وأخيراً رئيسة الجبهة الوطنية مارين لو بان التي قالت: «أنا لا أعلم لماذا تحدث هولاند اليوم، هل ليفضح نفسه ويعترف بفشله أمام الفرنسيين؟، أم ظهر لتقييم الوضع الفاشل في فرنسا الذي تسبب فيه؟»، وأكملت «كلمة الرئيس الفرنسي بمثابة كذبة، لا تتعلق بمصالح الفرنسيين».

وكان الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند قد اكد إن خطر تنفيذ المتشددين لمزيد من الهجمات في فرنسا لا يزال عند أعلى مستوى. جاء ذلك في رسالة بمناسبة العام الجديد دافع فيها أيضا عن تعديلات دستورية تعزز حملة على الجماعات المتشددة عقب هجمات باريس في نوفمبر التي قتل فيها 130 شخصا، وقال هولاند «لم ننته من الإرهاب»، وأضاف: «الخطر لا يزال قائما... لا يزال في الواقع عند أعلى مستوياته.. ونحن نحبط بشكل منتظم هجمات مدبرة».
يذكر ان وزارة الداخلية الفرنسية ذكرت أن ليلة رأس السنة شهدت إضرام النار في أكثر من 800 سيارة في جميع أرجاء البلاد.
وقال وزير الداخلية الفرنسي بيرنار كازنوف على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن هذا العدد يقل عن عدد السيارات التي أحرقت ليلة رأس السنة عام 2015/‏2014 بنسبة 14.5 %.
وقد صار إضرام النار في السيارات ليلة رأس السنة تقليدا في الأحياء الاجتماعية الفقيرة بصفة رئيسية.
وغالبا ما يكون القائمون بذلك شبابا يعبرون عن احتجاجهم على أوضاعهم الحياتية وسخطهم على النظام السياسي.
وتأتي ليلــــة رأس الســـنة وسط إجراءات أمنية مشددة بعد سبعة أسابيع من الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس في الثالث عشر من نوفمبر الماضي.

جدل

قالت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية ان الغالبية العظمى من المواطنين الفرنسيين يؤيدون مشروع قانون سحب الجنسية الذي تم اقتراحه الفترة الماضية من قبل رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، حيث عبر الفرنسيين عن موافقتهم على كل الإجراءات التصعيدية، ضد المسلمين والمهاجرين ذوي الأصول الإسلامية.

ووفقًا للصحيفة الفرنسية، أوضح استطلاع للرأي أجراه مركز «أوبينيون واى» أن 85% من الفرنسيين مع قرار هولاند، كما كانت نسبة الجمهوريين المؤيدين للقرار 96%، و97% لدى مؤيدي حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، وكشف الاستطلاع أيضا أن نسبة 93% من مؤيدي اليمين والوسط يساندون تلك الإجراءات الحكومية المقترحة عن نزع الجنسية الفرنسية عن مزدوجيها المتهمون بتهم إرهابية، وهناك 73% من مؤيدي اليسار، و83% من الحزب الاشتراكي. الجدير بالذكر أن الصحف الفرنسية هاجمت بشدة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بسبب مشروع قانون سحب الجنسية من مزدوجي الجنسية المدانين بقضايا الإرهاب، فيما عدا صحيفة «لو فيجارو» التي رحبت بالموضوع.

وكانت الصحف الفرنسية قد هاجمت الرئيس هولاند، بسبب مشروع القانون وقال موقع «20 مينيت الفرنسى»، إن الصحف تهاجم بشدة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بسبب سحب الجنسية من مزدوجي الجنسية المدانين في قضايا الإرهاب وكل من يمثلون خطراً على الأمن القومى لفرنسا. إلا أن صحيفة لو فيجارو، تعد من الصحف القليلة التي رحبت بهذا القرار، وفي مقالة للكاتب «بول هنرى دو ليمبرت» كانت تتلخص في أن الرئيس الفرنسي يختار الصواب وما هو في الصالح العام الفرنسي، ويستحق التحية.
من جانبه قال نيكولا بيتو الكاتب بصحيفة «لوبينيون»: »إن ما اختاره هولاند ليس لمكافحة الإرهاب لكنه هو الإرهاب بعينه، كما أنه الهدف الذي تسعى إليه التنظيمات المتطرفة وهو تقسيم وحدة الجمهورية، ولقد أصبحت فرنسا بهذا القرار تواجه خطراً، وأن نزع الجنسية من مزدوجيها أمر أبعد من اللازم وأن التوتر هو ما دفعه لاتخاذ هذا القرار».

فيما قالت لوران جوفيرن في «لا ليبراسيون» ان هناك إجماعا كبيرا على رفض هذا مشروع القانون، وما أطلقه الرئيس هولاند غير صحيح وبعيد عن مطلبات مكافحة الإرهاب، وقالت صحيفة «لومانيتيه» إنه ليس قانون بل «حقد» نابع من داخله، كما أن هولاند بهذا العمل يقضى على قرنين من قتال اليساريين ومحاربتهم للوصول إلى المساواة الجمهورية، كما أن حالة الطوارئ هي الأخرى تعد إشارة واضحة على الضعف الأمني وهزيمة للديموقراطية في فرنسا.

وقال برونو ديف الكاتب في صحيفة «سود أويست»، إن القانون الجديد المتعلق بسحب الجنسية من مزدوجيها يعد تثمين لأفكار الجبهة الوطنية المتطرف، وهو إبراز لعقيدة مارين لو بان التي تود الاستقلال بفرنسا، ومن ناحية أخرى سوف تستغل «لو بان» هذا القانون كدعاية لها في انتخابات 2017 كما نجحت في استغلال حادث باريس الأخير سياسيا والهيمنة على المرحلة الأولى من الانتخابات الإقليمية.
يشار إلى أن وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا، أكدت في كلمتها للإذاعة الحكومية الجزائرية، خلال زيارتها للجزائر، أن »مسألة سحب الجنسية من شخص ولد في فرنسا، أصبحت مثيرة للرأي العام العالمي، بين صواب القرار أو عشوائيته، وأنا أعتقد أن هذا القرار لن يكون له أي ناحية إيجابية بشأن مجال مكافحة الإرهاب، لأننا أمام نوع جديد من الإرهاب وأشخاص ينتحرون بمحض إرادتهم ويسافرون من أجل القتال».