"التاريخ الثقافي للقهوة" في كتاب

مزاج الثلاثاء ٢٦/أبريل/٢٠١٦ ٠٩:٥٥ ص

بيروت - العمانية
يسلط كتاب "من التاريخ الثقافي للقهوة والمقاهي" للباحث والأكاديمي محمد م.الأرناؤوط، الضوء على تاريخ القهوة في المنطقة العربية، وانتقالها من اليمن إلى الحجاز فمصر والشام بعد القرن السادس عشر الميلادي، ونقاشات الفقهاء حولها، ومواقف الناس منها، ووصف الشعراء لها.
ويستعرض الكتاب الصادر عن دار جداول للنشر والتوزيع في بيروت، بدايات انتشار القهوة والمقاهي في بلاد الشام الجنوبية، وملامح التغير الثقافي في المجتمع نتيجة ذلك، واستمرار القهوة في طريقها إلى أقصى الشمال (البوسنة) وما تركت من مؤثرات هناك.
كما يضم الكتاب نماذج أو رسائل حول القهوة لكل من: عبد الله الأدكاوي من مصر، ومصطفى الأقحصاري من صربيا، وحسن الأوزيجة لي الهرسكلي من البوسنة.
ويُبرز الكتاب ما تتميز به القهوة عن بقية المشروبات كالشاي، إذ تنطوي على تاريخ ثقافي في العالمين العربي والإسلامي، ويرى الباحث أن هذا الاختلاف بين المشروبين ربما كان بسبب طبيعة القهوة والهيئة التي كانت تُشرب بها، حيث أدى انتشارها إلى حراك ثقافي اجتماعي أسهم في تفعيله ظهور بيوت القهوة (المقاهي) وما صاحب ذلك من استقطاب لمظاهر جديدة من غناء وموسيقى ومسرح شعبي وحكواتي وكراكوز.
ويحلل الكتاب واقعة مكّة التي حدثت عام 1511 م، حيث ضُبطت القهوة وهي تُشرب في جوار الحرم، ورُفع تقرير إلى القاهرة يكشف عن عناصر الارتياب في تأثير هذا المشروب الجديد على الوسط المحلي، وتضمّن هذا التقرير أول أسباب ومظاهر الخلاف حول القهوة بين الفقهاء الذي استمر بعد ذلك لقرون، فقد أدى الخلاف حول تحليل القهوة وتحريمها إلى التأليف في هذا المجال ليثبت كل طرف صحة موقفه، مما أدى إلى تراكم تراث من الرسائل والمدونة الفقهية في هذا المجال.
ونظرا لأن بعض الفقهاء كان لهم اشتغال بالشعر أيضا، لم يكتفوا بالأدلة الفقهية مع القهوة أو ضدها، بل كتبوا فيها الشعر مدحا أو ذما، وهكذا أسهم الشعر في تأسيس أدب خاص حول القهوة.