" روسيف " .... سيدة البرازيل الحديدية التي انتصرت على السرطان وهزمتها السياسة

الحدث الثلاثاء ٢٦/أبريل/٢٠١٦ ٠٩:١٥ ص

ريو دي جانيرو –
كشفت وسائل إعلام برازيلية عن تضاؤل فرص بقاء ديلما روسيف في منصبها كرئيسة للبرازيل. وذكرت البوابة الإلكترونية لصحيفة «فوليا دي ساو باولو» أن 50 عضواً من أصل 81 عضواً في مجلس الشيوخ يعتزمون التصويت بـ«نعم» خلال الاقتراع على عزل روسيف مؤقتاً من منصبها.

وأوضحت الصحيفة أن وقف روسيف عن ممارسة مهمات منصبها لفترة مبدئية بـ180 يوماً، يتطلب فقط تأييد 41 عضواً في مجلس الشيوخ.

ومن المرجح أن يتم التصويت على عزل روسيف مؤقتاً في السابع عشر من مايو المقبل، وفي هذه الحال سيتولى القيام بمهمات روسيف نائبها ميشيل تامر الذي انسحب حزبه «الحركة الديمقراطية» من الائتلاف الحاكم مع حزب العمال اليساري الذي تنتمي إليه روسيف، بعد أن دعا تامر وزراء الحكومة المنتمين لحزب الحركة الديمقراطية للاستقالة.
وخلال فترة تعليق عمل روسيف، ستقوم سلطات القضاء بالنظر في اتهامات لها بالتلاعب في حسابات حكومية للتغطية على وجود عجز، ويتطلب عزل روسيف نهائياً في الخريف المقبل موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ. وكان مجلس النواب صوَّت بأغلبية واضحة لصالح العزل المؤقت لروسيف التي تنتهي فترة رئاستها بالأساس في نهاية 2018.

جوانب شخصية

ونقلاً عن «هافينجتون بوست عربي» فروسيف لا تسمح بكشف الكثير من جوانب حياتها الخاصة: فهي تؤمن بالخرافات ولا تستطيع النوم ما لم تقرأ بضع صفحات من كتاب ما، ومعجبة بمسلسل «لعبة العروش» (جيم أوف ذي ثرونز)، تحب النزهات الليلية على دراجة نارية في برازيليا دون أن يتعرّف إليها أحد.

خضعت لعدة عمليات تجميلية وتبييض الأسنان بهدف كسب دعم الناخبين! وقد بدت على إثرها أكثر نضارة وتخلت عن نظاراتها السميكة التي كانت تعطيها صورة المجتهدة أكثر منها الذكية. كما أنها أعلنت أنها خضعت للعلاج من السرطان ما أسهم في تخفيف حدة صورتها لدى الجمهور. ويقول الأطباء إنها شُفيت من المرض. روسيف تزوجت مرتين، وهي اليوم مطلقة، ولديها ابنة تدعى «باولا» وأصبحت جدة لحفيد يبلغ الرابعة من العمر. لُقبت روسيف بـ»سيدة البرازيل الحديدية»، بسبب شدتها وسلوكها المزاجي، فقد عُرفت بتعنيفها للوزراء على الملأ، وقد صنفتها فوربس كأقوى نساء العالم في العام 2015.

النشأة

ديلما فانا روسيف ولدت 14 ديسمبر 1947، هي سياسية برازيلية ورئيسة البرازيل السادسة والثلاثين منذ الأول من يناير العام 2011، وأول امرأة برازيلية في المنصب، وهي عضو في حزب العمال البرازيلي، سنة 2005 عُيّنت كوزيرة لشؤون الرئاسة من قِبل الرئيس لولا دا سيلفا، لتصبح أول امرأة تتولى ذلك المنصب. رُشحت لرئاسة البرازيل في الانتخابات الرئاسية البرازيلية لعام 2010 وفازت بنسبة 58 % من إجمالي الأصوات مقابل حصول منافسها مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرازيلي المعارض جوزيه سيرا على نحو 44 % من الأصوات في الجولة الثانية. وتسلمت المنصب رسمياً في الأول من يناير 2011.

ديلما ابنة مهاجر بلغاري، ولدت في مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية، التحقت بصفوف أقصى اليسار وناضلت ضد سياسة القمع التي انتهجها الحكم الاستبدادي. أمضت ثلاث سنوات من حياتها في السجن واستعادت حريتها سنة 1972.
درست الاقتصاد وهي في حزب العمال وأيّدت التيار المعتدل فيه. عيّنها الرئيس دا سيلفا وزيرة الطاقة، وفي 2005 كلفها بتشكيل الحكومة بعد استقالة عدد من أصحاب الأسماء الكبرى بسبب فضيحة فساد هزّت البلاد. روسيف مطلقة مرتين وقد نجت من الموت بالسرطان.
واجهت حكومة ديلما روسيف احتجاجات واسعة في يونيو 2013، كان رفع أسعار تذاكر النقل العام شرارتها، وفي 20 يونيو نزل إلى الشوارع نحو 800 ألف متظاهر. في أول خطاب لها، وعدت ديلما روسيف بميثاق كبير لتحسين الخدمات العامة، ولاحقاً دعت إلى استفتاء شعبي لتشكيل جمعية تأسيسية لإجراء «إصلاح سياسي».
في بداية نشاطها السياسي تم توقيفها في يناير 1970 في ساو باولو وحُكم عليها بالسجن ست سنوات، لكن تم الإفراج عنها في نهاية 1972. وفي بداية 1980 ساهمت في إعادة تأسيس الحزب الديمقراطي العمالي وهو حزب يساري شعبوي الذي كان يتزعمه ليونيل بريزولا، والتحقت بعده بحزب العمال سنة 1986.
سنة 2002 عينها لولا دي سيلفا وزيرة للمناجم والطاقة في حكومته واستمرت في المنصب حتى العام 2005، ثم وزيرة من العام 2005 حتى العام 2010. وترأست حينذاك مجلس إدارة عملاق النفط «بتروبراس».
رغم أنه لم يسبق لروسيف أن خاضت أي انتخابات في السابق وكانت هي شبه مجهولة بالنسبة للبرازيليين، قام لولا بتقديمها سنة 2009 كمرشحة لحزب «حزب العمال» اليساري بينما لم تكن قد ترشحت لأي اقتراع من قبل وليست من الأعضاء التاريخيين للحزب. وفي الأول من يناير 2011 تسلمت الوشاح الرئاسي من لولا ذا سيلفا.

أول رئيسة

وقالت في الأول من يناير 2011 عند تسلمها الوشاح الرئاسي من ايدي لولا «أنا سعيدة، ولم أشعر بذلك إلا نادراً في حياتي، للفرصة التي أعطاني إيّاها التاريخ بأن أكون أول امرأة تترأس البرازيل».

ولولا دي سيلفا هو من اختار ديلما كما يطلق عليها البرازيليون، لخلافته رغم أنه لم يسبق لها أن خاضت انتخابات ولا هي عضو تاريخي في حزب العمال. لكن الرئيس المنتهية ولايته يؤكد أن خصالها السياسية والإدارية أقنعته بأنها «أفضل» المرشحين. وقال عنها لولا بعد تعيينها في الحكومة «لقد وصلت ومعها حاسوبها الصغير. وبدأنا نتناقش وشعرت بأن لديها شيئاً مختلفاً».
وقالت روسيف في يونيو حين أعلن حزبها حزب العمال (يسار) ترشيحها رسمياً للانتخابات الرئاسية «بعد هذا الرجل العظيم (لولا) ستتولى حكم البرازيل امرأة ستواصل (قيادة) البرازيل (على نهج) لولا». وروسيف معروفة بحزمها وصرامتها وأيضاً بتقريعها علناً الوزراء. وقالت مازحة أثناء مقابلة مع الصحفيين «أنا في حكومة وفي بلد لا يتحمل فيه أي رجل وزر مواقفه. أنا المرأة الفظة الوحيدة في البرازيل ومحاطة برجال لبقين».

وفي 2005 هزت فضيحة تمويل موازٍ للحملة الانتخابية لحزب العمال قيادة الحزب وأجبرت كبار مسؤوليه في الحكومة على الاستقالة. وهو ما جعل روسيف التي كانت وزيرة للطاقة تتولى ثاني أهم المناصب في الحكومة.

ومنذ 2007 يقدم لولا روسيف باعتبارها «أم برنامج تسريع النمو» الذي يموّل استثمارات ضخمة في البنى التحتية في البلاد.