كابول -ش - وكالات
صرح الرئيس الافغاني أشرف غني امس الاثنين بأن بلاده "لم تعد تتوقع أن تعيد باكستان طالبان إلى طاولة المفاوضات"، وذلك في ابتعاد عن سياسة أفغانستان في الاتكاء على جارتها للتوسط في المحادثات مع المسلحين المتشددين.
إلا أن الرئيس أشرف غني قال - في خطاب ألقاه أمام مجلسي البرلمان في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين - إنه سيطلب من باكستان القيام بعمليات عسكرية ضد طالبان داخل أراضيها.
ويأتي هذا التحول في السياسة بعد الهجوم الدموي الذي وقع في العاصمة الأفغانية الاسبوع الماضي وأسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين.
وقال قائد شرطة كابول، عبد الرحمن رحيمي، في تصريحات للصحفيين مساء أمس الاول السبت، إن شبكة حقاني التابعة لحركة طالبان الأفغانية في باكستان هي التي خططت للهجوم.
يذكر ان مسئولون أمنيون فى أفغانستان قالوا في وقت سابق إن اشتباكا وقع بين القوات الافغانية والباكستانية فى منطقة جوشتا فى إقليم نانكارهار بشرق البلاد. ونقلت وكالة أنباء خامة برس الأفغانية فى نشرتها باللغة الانجليزية عن المسؤولين قولهم إن الحادث وقع بعد أن بدأت القوات الباكستانية بقصف منطقة جوشتا مجبرة القوات الافغانية على الرد.
وقال المسؤولون الأفغان إن الاشتباكات استمرت لساعات عديدة وأسفرت عن مقتل أحد أفراد شرطة حرس الحدود وإصابة اثنين اخرين بينما قالت باكستان إن اثنين من جنودها أصيبا فى الاشتباكات. يشار إلى أن الجيش الباكستانى صعد من انتهاكاته للحدود الافغانية فى الأشهر الأخيرة وانتهكت مروحيات تابعة لسلاح الجو الباكستانى مجال أفغانستان الجوى ملقية العديد من القنابل على إقليم كونار الشهر الماضى. وأثارت انتهاكات القوات الباكستانية للحدود الافغانية غضب المسؤولين فى كابول الذين قالوا إنها تنتهك السيادة الوطنية الافغانية.
وكان الرئيس الأفغانى السابق حامد قرضاى، قد حث مؤخرا حركة (طالبان) على الانضمام إلى مباحثات السلام مع الحكومة الأفغانية، فى محاولة لوضع نهاية لأعمال العنف، والمساعدة فى التوصل إلى سلامة واستقرار البلاد. وذكرت وكالة أنباء (خامة برس) الأفغانية أن تصريحات قرضاى جاءت عند لقاءه مع ممثلين عن حزب الاسلام خلال محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية.
يأتى هذا فى الوقت الذى رفضت فيه حركة (طالبان) الانضمام إلى محادثات السلام لعدم تنفيذ الشروط التى فرضتها الحركة على الرغم من توقع الحكومة أن تجرى محادثات مباشرة مع الحركة فى أوائل شهر مارس. وتشمل الشروط المسبقة التى وضعتها طالبان الإنسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان والاعتراف الرسمى بالمكتب السياسى للحركة فى قطر وشطب اسم الحركة من على القائمة السوداء للأمم المتحدة ووقف اعتقالات والتخلص من عناصر طالبان وإطلاق سراح المسجونيين التابعين لطالبان من السجون. ويعتقد مسئولو الأمن الأفغان أن حركة طالبان سوف تواصل أعمال العنف على الرغم من جهود ودعوات الحكومة لبدء مفاوضات السلام. وقال القائم بأعمال رئيس المخابرات الأفغانى مسعود أندرابى الشهر الماضى إن حركة طالبان سوف تواصل أعمال العنف بالمساعدة الكاملة من الاستخبارات العسكرية الباكستانية.