واشنطن ترفض صفقة بيونجيانج

الحدث الثلاثاء ٢٦/أبريل/٢٠١٦ ٠٨:١٥ ص
واشنطن ترفض صفقة بيونجيانج

واشنطن - ش – وكالات

رفض الرئيس الأمريكى باراك أوباما العرض الذى قدمته كوريا الشمالية بشأن وقف التدريبات العسكرية السنوية مع كوريا الجنوبية مقابل تعليق البرنامج النووى الكورى الشمالى.
ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية- على موقعها الإلكترونى امس الاثنين، عن أوباما قوله، فى مؤتمر صحفى مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى هانوفر أنه لا يأخذ على محمل الجد عرض كوريا الشمالية لوقف برنامجها الصاروخى إذا أنهت الولايات المتحدة تدريباتها العسكرية السنوية مع كوريا الجنوبية
وقال أوباما أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن تعزيز تحالفاتها ودفاعاتها العسكرية ضد كوريا الشمالية، قبل أن تظهر هذه الدولة جدية نحو التخلص من الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف أوباما أن تصرفات كوريا الشمالية الاستفزازية المتكررة، بما فى ذلك ما ورد عن إطلاق صاروخ باليستى من على متن غواصة إنما يظهر أن بيونج يانج غير ملتزمة باستقرار شبه الجزيرة الكورية.

نزع ااسلحة النووية اولا
وتابع الرئيس الأمريكى "إذا أظهرت كوريا الشمالية جدية فى نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، فإننا سنكون على استعداد للدخول فى محادثات جادة معهم لتخفيف التوترات"، مضيفا أنه كان بإمكان كوريا الشمالية "أن تفعل ما هو أفضل" من مجرد الإعلان "عبر بيان صحفى" أنها تعتزم التراجع عن تطوير الأسلحة النووية. يذكر أن كوريا الشمالية أجرت منذ يومين اختبارا لإطلاق صاروخ باليستى من غواصة، وفقا لما أعلنته القيادة الاستراتيجية الأمريكية. ولم يتضح إلى أى مدى وصل الصاروخ، وقالت الولايات المتحدة أنه "لا يشكل تهديدا لأمريكا الشمالية"، بينما قال مسئولون كوريون جنوبيون أن الصاروخ سقط فيما يبدو على بعد 19 ميلا تقريبا.
وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما،قد اعرب في وقت سابق عن رغبته فى أن تمارس الصين مزيدا من الضغط على كوريا الشمالية، التى أجرت أخيرا تجارب عسكرية جديدة وصفها بأنها "استفزازية". وقال أوباما من ألمانيا غداة تجربة لبيونج يانج فى بحر اليابان لإطلاق صاروخ بحر-أرض "أن كوريا الشمالية، لا تزال تتصرف بصورة استفزازية" مشددا على أن الضغوط الصينية على النظام "لا ترقى إلى المستوى المطلوب".
كما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أن التجربة التى أجرتها كوريا الشمالية فى بحر اليابان لصاروخ بالستى بحر-أرض "خرق فاضح" لقرارات مجلس الامن الدولى . وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أعلنت فى وقت سابق أن "كوريا الشمالية أجرت السبت على ما يبدو تجربة لإطلاق صاروخ بالستى استراتيجى بحر-ارض" قرابة الساعة 9,30 ت غ فى بحر اليابان قرب مرفأ سينبو. وقال المتحدث ان الصاروخ حلق لحوالى ثلاثين كلم لكن يبدو ان عملية الاطلاق "فشلت، وقال جون كربى المتحدث باسم الخارجية فى بيان "نراقب عن كثب انشطة كوريا الشمالية والوضع فى شبه الجزيرة الكورية خصوصا الانشطة العسكرية الكورية الشمالية".
يذكر ان وزير الخارجية الكوري الشمالي ري سو-يونج كان قد اعلن إن بلاده مستعدة لوقف التجارب النووية إذا علقت الولايات المتحدة المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية، حسبما ذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية .
ونقلت "يونهاب" عن ري قوله في مقابلة صحفية مع وكالة أنباء اسوشيتدبرس إن بلاده مضطرة لتطوير أسلحة نووية بسبب ما تسميه التهديدات النووية والسياسة العدائية من الولايات المتحدة تجاهها .
وقال ري "أوقفوا المناورات الحربية النووية في شبه الجزيرة الكورية، ومن ثم يتوجب علينا أن نوقف التجارب النووية أيضا".
وكانت كوريا الشمالية قد تقدمت بنفس الطلب في الماضي، ولكن الولايات المتحدة رفضت ذلك رفضا قاطعا، مشددة على أن كوريا الشمالية ممنوعة من التجارب النووية بموجب قرارات الأمم المتحدة وأن المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية تدريبات دفاعية بحتة.

وجاء مقترح ري الأخير وسط تزايد المخاوف من إمكانية قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية أخرى قريبا، بعد بضعة أشهر من التجربة النووية الرابعة في كانون ثان/ يناير الماضي، في الفترة التي تعد فيها بيونجيانج لمؤتمر حزب العمال العام في الشهر المقبل.

صاروخ باليستى
من جهة اخرى ذكرت تحليلات عسكرية كورية جنوبية أن كوريا الشمالية تعمل على بناء غواصة تزن 3 آلاف طن، بالإضافة إلى تصنيع صاروخ باليستى يطلق من غواصة يصل مداه إلى أكثر من ألفى كيلومتر، للوصول إلى الأراضى الأمريكية، وذلك بعد أن اكتسبت الثقة من التجربة التى أجرتها منذ يومين لإطلاق صاروخ باليستى من غواصة
. وأوردت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية أن السلطة العسكرية فى سول ترى أن كوريا الشمالية نجحت فى المراحل الأولية للتجربة، والتى تشمل إطلاق صاروخ بالستى من غواصة، وإشعاله فوق سطح الماء وتحليقه فى الجو، وأنها ستواصل التجربة مستقبلا لتمديد مسافة التحليق، والتى اكتفت بـ30 كيلومترا لهذه المرة. ويرى خبراء عسكريون أن كوريا الشمالية ربما تكون قد بدأت فى مرحلة إنشاء غواصة تزن 3 آلاف طن، وتطوير صواريخ يبلغ مداها أكثر من ألفى كيلومتر، لأنها ترى أن هذه المسافة كافية لتهديد الولايات المتحدة الأمريكية. وحسب تقدير الخبراء للقوة الدافعة للصاروخ الباليستى الذى أطلقته كوريا الشمالية، أمس الأول، فوق سطح الماء، فإن الصاروخ كان بإمكانه التحليق فى الجو لأكثر من ألفى كيلومتر، حيث يتكون الصاروخ من عقود صلبة تشتعل لفترة طويلة. واعتبرت الوكالة أن السؤال الذى يل دون إجابة واضحة هو السبب فى سقوط الصاروخ مبكرا، ونقلت عن خبير فى الغواصات قوله "إن تحليق الصاروخ لحوالى 30 كيلومترا يشير إلى وصول تقنية الشمال فى هذا المجال إلى مرحلة ما". وأشارت الوكالة إلى أن الغواصات الكورية الشمالية التى تزن ألفى طن، تواجه صعوبات فى النزول إلى عمق 50 مترا تحت الماء، ولا يمكنها حمل أكثر من صاروخ واحد، لهذا فإن كوريا الشمالية تسعى لإنشاء غواصة تزن 3 آلاف طن، لتحمل أكثر من 3 صواريخ باليستية لرفع تهديداتها النووية التى تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية.