عدن – إبراهيم مجاهد – وكالات
حققت القوات الحكومية اليمنية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، ومشاركة قوات خاصة سعودية وإماراتية، تقدما على حساب تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، ضمن عملية واسعة أدت لطرده من أحد معاقله ومقتل مئات من عناصره، بحسب التحالف.
والعملية المستمرة منذ أمس الأول، وحتى أمس الاثنين، وما تزال وقائعها على الأرض جارية، تشارك فيها قوات خاصة سعودية وإماراتية، هي الاكبر ضد المتطرفين منذ بدء التحالف في مارس 2015، تدخله في اليمن لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. واستغل المتطرفون من القاعدة وتنظيم داعش هذا النزاع لتعزيز نفوذهم في جنوب اليمن.
وللمرة الأولى يعلن التحالف مشاركة قوات برية منه في قتال المتطرفين في اليمن، علما انه سبق لهذه القوات تقديم دعم ميداني مباشر للقوات الحكومية، في المعارك ضد المتمردين الصيف الفائت.
وفي وقت مبكر أمس الاثنين، نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن قيادة التحالف "انطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، يشارك فيها الجيش اليمني، وعناصر من القوات الخاصة السعودية، والإماراتية".
وأضافت أن العملية التي انطلقت مساء أمس الأول "أسفرت في ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد عن 800 من عناصر تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم و فرار البقية منهم". والعملية تهدف إلى حرمان العناصر الإرهابية من البيئة الآمنة في اليمن.
وأوضح التحالف أن العملية تأتي "في اطار الجهود الدولية المشتركة لهزيمة التنظيمات الإرهابية في اليمن ودعم الحكومة اليمنية الشرعية لبسط نفوذها وسيطرتها على المدن اليمنية التي سقطت تحت سيطرة تنظيم القاعدة وأهمها مدينة المكلا والتي تعتبر معقل التنظيم".
وتعد السعودية والإمارات أبرز دول التحالف الذي اقتصرت عملياته بداية على الضربات الجوية، وتوسعت بعد اشهر لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر ومعدات وتدريب.
وأفاد مسؤول عسكري يمني "دخلنا وسط المدينة ولم نصادف مقاومة من مقاتلي القاعدة الذين انسحبوا غربا" في اتجاه صحراء حضرموت ومحافظة شبوة المجاورة لها.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، أن سكان المكلا المقدر عددهم بمئتي ألف طلبوا من المتطرفين تجنيب المدينة دمار المعارك. وإضافة إلى استعادة المدينة، أوضحت مصادر عسكرية يمنية ان القوات المهاجمة تمكنت من استعادة مطار الريان في المكلا، ومعسكر للقاعدة قريب من المدينة، وميناء الضبا النفطي شرق حضرموت.
ومنذ ذلك الحين، عزز المتطرفون نفوذهم في جنوب اليمن، لا سيما في عدن، ثاني كبرى مدن البلاد، وذلك رغم استعادة القوات اليمنية والتحالف خمس محافظات جنوبية من الحوثيين منذ يوليو.
وواجهت القوات الحكومية صعوبة في فرض نفوذها على المناطق المستعادة، وشكل المتطرفون الذين تبنوا عمليات وتفجيرات ضد رموز السلطة وحتى قوات الفائت، التحدي الأبرز لاستعادة تثبيت السلطة.
وفي الأثناء؛ هزت ثلاثة انفجارات فجر يوم أمس الاثنين مطار عدن الدولي إثر سقوط ثلاث قذائف داخل مطار عدن الدولي جنوبي اليمن. وفي هذا السياق ذكرت مصادر محلية لـ"الشبيبة" أن مجهولين أطلقوا ثلاث قذائف صاروخية يعتقد أنها "كاتيوشا" من أحدى مناطق محافظة لحج الواقعة بالقرب من محافظة عدن، موضحة أن القذائف وقعت داخل في محيط المطار، بمديرية خور مكسر، وسط مدينة عدن، الذي كانت السلطات المحلية بصدد الإعلان عن استئناف رحلات الطيران وإعادة تشغيل مطار عدن خلال اليومين القادمين. إلاً أن هذه الحادثة قد تدفع السلطات إلى تأجيل هذا الأمر خاصة وأنه لازال هناك تهديد يشكل خطراً على المنشآت الحيوية ومنها مطار عدن الدولي.
وعقب الانفجارات الثلاثة طوقت قوة مشتركة من الأمن والمقاومة الشعبية المنطقة التي يقع فيها المطار وانتشرت حوله، في حين قوة أخرى بالتوجه إلى منطقة صبر، التابعة لمحافظة لحج، حيث يعتقد أن القذائف أطلقت من هناك. إلاّ أن مصادر مطلعة رجحت لـ "الشبيبة" أن تكون القذائف أطلقت من قرية تسمى "كدمة امشعيبي" وتقع بين منطقتي "الوهط" التابعة لمحافظة لحج ومنطقة "جعولة" التابعة لمحافظة عدن.
*-*
لا تقدم في ملف المعتقلين اليمنيين في مشاورات الكويت
عدن – ش
علمت "الشبيبة" من أحد أعضاء الوفد الممثل للحكومة اليمنية في مشاورات السلام المنعقدة في الكويت، أن تراجع ممثلي جماعة الحوثي والرئيس السابق صالح، عن تنفيذ نقطة الإفراج عن المعتقلين السياسيين - وهو المقترح الذي أبدى محمد عبدالسلام حياله في الجلسة المسائية من يوم أمس الاثنين - الموافقة مشترطاً الإفراج عن معتقليهم إلا إنه سرعان ما تراجع بعد أن دعا رئيس الوفد الحكومي للبدء فورا بتبادل الأسماء للإفراج عنهم واقتراح ولد الشيخ تشكيل لجنة للعمل فورا على الاتفاق - أكد أن هذا التراجع أثار استياء المبعوث الأممي ولد الشيخ مما دفعه للقول: إن الحوثيين لا يريدون التقدم في المشاورات وكل ما فتح باب للتقدم أغلقوه..
وذكر المصدر أن المبعوث الأممي أكد على طرفي المشاورات على ضرورة البدء بتنفيذ إجراءات الثقة المتفق عليها في المفاوضات السابقة "جنيف2"، ووتمثل إجراءات الثقة في رفع الحصار عن مدينة تعز المحاصرة، وفتح معابر آمنة للمساعدات الإنسانية و الإفراج عن المعتقلين.
وكان المبعوث الأممي أشار في بيان له مساء أمس الاثنين إلى أن مجموعة لقاءات ثنائية تمت مع رؤساء الوفود ومجموعة من الهيئات الدبلوماسية الموجودة في الكويت للتباحث في مستجدات الوضع اليمني.
ولفت الى أن المندوبين اللذان تم تعيينهما مساء أمس الأول قدما عرضا أوليا تضمن تأكيدات عن تحسن ملحوظ للوضع الأمني. وقد طرحت مجموعة من التدابير لدعم جهود لجنة التهدئة والتواصل واللجان المحلية. وأضاف بأن هناك خياران فقط: البقاء على الحرب أو التشاور وتقديم التنازلات من أجل التوصل إلى السلام.