كلية الدفاع الوطني تحتفل بتخريج دورة الدفاع الوطني الثامنة

بلادنا الأربعاء ٢٨/يوليو/٢٠٢١ ١٥:٥١ م
كلية الدفاع الوطني تحتفل بتخريج دورة الدفاع الوطني الثامنة

العمانية- الشبيبة 

   احتفلت كلية الدفاع الوطني صباح اليوم بتخريج دورة الدفاع الوطني الثامنة والتي شارك فيها عدد من كبار الضباط من أسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني، وشرطة عُمان السلطانية، والجهات العسكرية والأمنية الأخرى، بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار الموظفين بالوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية المدنية، وذلك تحت رعاية معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وسط اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية بما يحقق التباعد الاجتماعي والسلامة للجميع من فيروس كورونا (كوفيد19).

        بدأ الاحتفال الذي أقيم بمقر الكلية في معسكر بيت الفلج بآيات عطرة من الذكر الحكيم، ثم ألقى اللواء الركن جوي ( مهندس) صالح بن يحيى المسكري آمر كلية الدفاع الوطني كلمة بهذه المناسبة قال فيها: إننا نحتفل اليوم بتخريج الدفعة الثامنة من دورات الدفاع الوطني في هذا الصرح الأكاديمي الشامخ ، حيث ضمّت هذه الدورة نخبة من أبناء عمان الأوفياء من مختلف الجهات العسكرية والأمنية والمدنية ، تلقوا خلالها تأهيلا أكاديميا وعلميا عالي المستوى ، واشتمل على دراسات وطنية وإقليمية ودولية، تعرفوا من خلالها على الأساليب العلمية للتحليل والتخطيط، علاوة على دراسة المتغيرات في البيئتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن الوطني العماني التي سوف تسهم بلا شك في رفع الكفاءة القيادية والإدارية للمشاركين وتعزيز قدراتهم في صناعة واتخاذ القرارات الصحيحة في المستوى الإستراتيجي".

وأضاف قائلا:" إن الجهد والعطاء لا يقف عند حد معيّن، وهنا أود التأكيد على أهمية استغلال ما خرجتم به من حصيلة علمية وعملية وتطبيقها في مجالاتكم ومؤسساتكم، فالأنظار حتماً ستتجه إليكم، وكذلك تطلعات رؤسائكم ومرؤوسيكم لتقديم الجديد والمفيد، وللمساهمة في قيادة ركب التغيير الإيجابي، لذلك فإننانحثّكم على الاستمرار في بذل المزيد من الجهد والعطاء والمثابرة، ونحن على يقين بأنكم ستسهمون في رفعة ورقي هذا الوطن العزيز تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى حفظه الله ورعاه".

بعد ذلك شاهد معالي السيد راعي المناسبة والحضور فيلماً تسجيلياً للدورة الثامنة وما اشتملت عليه من برنامج دراسي تضمن ثلاثة فصول دراسية، بجانب الدراسة النظرية والتطبيقات العملية والزيارات المحلية ذات العلاقة ببرنامج الدورة، إلى جانب المحاضرات والندوات لعدد من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة والقادة العسكريين والأمنيين بالدولة، واستقطابها عدداً من رؤساء المنظمات والمجالس الإقليمية والدولية، والقادة العسكريين أصحاب المناصب العليا، والخبرات والمفكرين والأكاديميين، والباحثين الإستراتيجيين،وصناع القرار من داخل السلطنة وخارجها.

ثم قام معالي السيد وزير الخارجية راعي الحفل بتوزيع الشهادات على المشاركين في الدورة، وعلى الفائزين بالجوائز الفردية للأوراق العلمية والبحثية على مستوى الدورة، حيث حصل العقيدالركن عبدالكاظم بن إبراهيم العجمي من الجيش السلطاني العماني على أفضل بحث تخرج ، وحصل الدكتور راشد بن عبيد الكعبي من الادعاء العام على أفضل ورقة سياسات الأمن الوطني.

بعدها ألقى الفاضل يعقوب بن سيف الشهيمي أحد المشاركين بالدورة من وزارة التربية والتعليم كلمة نيابة عن زملائه المشاركين قال فيها:" لقد قضينا في جنبات وأروقة هذا الصرح الشامخ الوتيد من صروح بناء الإنسان العماني القائد ثلاثة فصول دراسيّة، تنقلّنا خلالها بين دراسة مستفيضة لبيئتنا الوطنيّة بواقعها ومستقبلها، بفرصها وتحدياتها، نستجلي الحقائق، ونستشرف المستقبل، ونبسط الحلول، وتحليل إستراتيجي عميق لمحيطنا الإقليمي وتداعيات استقراره، ونظرة شموليّة لما يعتري العالم من متغيرات، ومحاكاة لأحداثٍ نوغل فيها معرفة وحكمة، ونتصدّى لها واقعا وافتراضا".

  حضر الاحتفال صاحب السمو السيد فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس ، والفريق الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، واللواء الركن سالم بن علي الحوسني قائد الحرس السلطاني العماني ، واللواء الركن مسلم بن محمد جعبوب قائد قوة السلطان الخاصة ، واللواء غصن بن هلال العلوي مساعد رئيس جهاز الأمن الداخلي للعمليات، وسعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية ، والعميد الركن سالم بن سيف الحوسني قائد الجيش السلطاني العماني بالإنابة ، وأعضاء هيئة التوجيه بالكلية.

الجدير بالذكر أن دورة الدفاع الوطني الثامنة بدأت في الرابع من أكتوبر من العام المنصرم، وقد اتخذت الكلية كافة أسباب استخدام التقنية والاتصال المرئي والتعليم عن بعد في إكمال المنهاج الأكاديمي والتدريبي، وتحقيق أهداف الدورة التي تهدف إلى إعداد وتأهيل قادة إستراتيجيين ( عسكريين ومدنيين) من خلال الالتزام بتوفير البيئة الأكاديمية التي تحفز على الإبداع الفكري والتعلم والبحث والتطوير، بهدف إكسابهم المعرفة والمهارات والقيم والاتجاهات التي تمكِّنهم من تولي المناصب القيادية في المستوى الإستراتيجي، والمساهمة الفاعلة في صياغة السياسات العامة وتطوير الإستراتيجيات الوطنية ، واتخاذ القرارات الإستراتيجية السليمة في مجالي الأمن والدفاع ، كما تعتمد بيئة الدراسة بالكلية على الأسلوب التفاعلي والبحث المتعمق والمناقشات المفتوحة لمخلتف القضايا الإستراتيجية المعاصرة.

وبهذه المناسبة أدلى معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية راعي الحفل بتصريح للتوجيه المعنوي قال فيه:" بداية يسعدني كثيرا ويشرفني أن أكون في رحاب هذا الصرح المشرِّف ، وهو كلية الدفاع الوطني بمسقط ، وأن نسجل تهنئة خاصة نبارك فيها لخريجي الدورة الثامنة ونهنئهم لتجاوزهم متطلبات هذه الدورة بكل اقتدار ومثابرة ملموسة حقيقية ، ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في مسيرة ميدان العمل الوطني في خدمة عمان وفي خدمة جلالة السلطان المعظم القائد الأعلى حفظه الله ورعاه".

ولتسليط الضوء على أهمية الدورة على المستوى الوطني أجرى التوجيه المعنوي عدداً من اللقاءات الصحفية لعدد من أعضاء هيئة التوجيه بالكلية والخريجين، حيث قال العميد الركن بحري علي بن عبدالله الشيدي مساعد آمر كلية الدفاع الوطني: "في البداية أود تهنئة الخريجين في هذا اليوم البهيج المشرق من أيام كلية الدفاع الوطني ، كما نهنئ أنفسنا جميعا إكمال الكلية عامها الثامن من بدء مسيرتها الأكاديمية ، حيث استطاعت الكلية أن تتبوأ المكانة العلمية المرموقة فأصبحت في مصاف الكليات المتقدمة التي يشار إليها بالبنان ، وإن ما يعظّم من رسالة الكلية هو الإنتاج المعرفي والفكري الذي تسهم به بشكل مستمر من خلال البحوث والدراسات العلمية التي تقدمها الكلية والندوات السنوية التي تميزت باستخدام منهجية علمية حديثة أهَّلها للخروج بمبادرات من شأنها أن ترفد العمل الحكومي والمؤسسي بالدولة وفق رؤية عمان ( 2040) الهادفة إلى بناء الإنسان العماني فكرياً وعلمياً وتخطيطياً على المستوى الإستراتيجي، ولا شك أن تخرج الفوج الثامن هو يوم وطني بهيج في تاريخ الدولة العمانية الحديثة ، وقد تبادل هؤلاء الكوكبة من أبناء عمان الأوفياء مع بعضهم البعض وتشاركوا مع الآخرين خبراتهم ومعارفهم في مرحلة متقدمة من الدراسات الإستراتيجية بعد أن تلقوا دروساً عملية ومحاضرات علمية متخصصة في الفكر والتخطيط الإستراتيجي".

           من جانبه قال سعادة السفير الدكتور الشيخ عبدالله بن صالح السعدي ( موجه إستراتيجي بالكلية): أود أن أتوجه بالتهنئة الخالصة إلى كافة منتسبي الدورة الثامنة من عسكريين ومدنيين بمناسبة تخرجهم من كلية الدفاع الوطني بعد أن نهلوا من معين العلم والمعرفة في الدراسات الإستراتيجية للأمن والدفاع، حيث أتاحت الكلية الفرصة لهم وعلى مدار عام أكاديمي للارتقاء بفكرهم إلى المستوى الإستراتيجي، وتعد كلية الدفاع الوطني منارة علمية على المستوى الإستراتيجي ليس على مستوى قوات السلطان المسلحة فحسب بل على المستوى الوطني، حيث يسهم برنامج الدفاع الوطني إلى تعزيز الفكر الإبداعي في مختلف جوانب التخطيط والتحليل الإستراتيجي، وقد حرصت الكلية منذ نشأتها على إكساب المشاركين المعرفة والمهارة في اتخاذ القرارات الإستراتيجية وكيفية صنع القرار المعني بالأمن والدفاع الوطني، وقد كان خاتمة هذا البرنامج التمرين الإستراتيجي، الذي تم فيه توظيف الآليات وتطبيق مقررات الدورة في التعامل مع عدد من الأحداث والقضايا الافتراضية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي ،حفظ الله هذا الوطن الغالي وسلطانه المفدى".

         وقال العقيد الركن محمد بن صالح الفارسي (موجه إستراتيجي بالكلية):"يحق لنا أن نفخر اليوم بتخريج الدورة الثامنة من قادة المستقبل لبرنامج الدفاع الوطني من مختلف القطاعات العسكرية والأمنية والمدنية، وقد أسهم برنامج الدفاع الوطني في إثراء المشاركين بالقضايا الوطنية المختلفة وارتباطها بالمتغيرات الإقليمية والعالمية ، مما أضفى بعدا شموليا أكثر إدراكا واستشرافا للقضايا الإستراتيجية، إذ أن التنوع الذي يحققه برنامج الدفاع الوطني وارتباطه الأكاديمي بجامعة السلطان قابوس يمثل ركيزة أساسية في صقل قدرات المشاركين بمختلف العلوم والمعارف، حيث تطرقت فعاليات الدورة الثامنة إلى عدد من القضايا الوطنية كندوة القضايا الإستراتيجية "نهضة متجددة نحو كفاءة مستدامة" وتمرين صنع القرار الإستراتيجي اللذين أسهما في ترجمة الأهداف الإستراتيجية لكلية الدفاع الوطني لتحقيق النهضة المتجددة للسلطنة تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى حفظه الله ورعاه".

كما قال العقيد الركن جوي عبدالله بن فايز الظفري (موجه إستراتيجي بالكلية) :" يأتي تخريج دورة الدفاع الوطني الثامنة تتويجا لما تلقاه المشاركون من تأهيل أكسبهم المعارف والقيم التي تؤهلهم لتولي المناصب على المستوى الإستراتيجي خدمة لهذا الوطن العزيز من خلال البرامج والفعاليات التي نفذها المشاركون في هذه الكلية ضمن بيئة أكاديمية محفزة على الإبداع وعملت على تطوير الفكر الإستراتيجي لهؤلاء القادة الذين يُعوَّل عليهم لتولي المناصب العسكرية والأمنية والمدنية في مختلف الجهات بالسلطنة ، وأسأل الله أن يكتب للمشاركين التوفيق والتيسير في مهام عملهم التي ستلقى على عاتقهم وترجمة كل ما تلقوه من المعارف لخدمة عمان ورفعة شأنها".

من جانبه قال العقيد الركن خميس بن جمعة العريمي أحد المشاركين في الدورة من شؤون البلاط السلطاني :" كان لي الشرف العظيم الانتساب إلى هذا الصرح العلمي الشامخ والنهل من معينه، والذي أُعدّت مقرراته لتتناسب مع معطيات المستقبل في الجانب الإستراتيجي ، وقد تناغمت بيئات الدراسة الإقليمية والدولية مع البيئة الوطنية وأنتجت خلاصة ممتازة أسهمت في تنمية الفكر العالي للمشاركين، كما كان لوجودنا ضمن مجموعة من المشاركين من مختلف الجهات العسكرية والأمنية والمدنية ومن تخصصات مختلفة فوائد كبيرة، حيث أثرت النقاشات فكر التخطيط الإستراتيجي للمشارك ، وأوجدت التوافق بين المشاركين في مختلف القضايا الإستراتيجية التي تهم الوطن ، وبتنفيذ التمرين الإستراتيجي للكلية (صنع القرار-8) وصل المشاركون إلى مستوى عالٍ من الفكر والتخطيط والقدرة على اتخاذ قرارات إستراتيجية، وذلك بشهادة القائمين على التمرين والخبراء والمستشارين ، وختاما أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للقائمين على الكلية".

وقالت الدكتورة إيمان بنت سعيد البوسعيدية إحدى المشاركات في الدورة من ديوان البلاط السلطاني ": تعد دورة كلية الدفاع الوطني تجربة فريدة من نوعها نظرا لما تقدمه من علم ومعرفة تنور بها طريق المشاركين ، وتحثهم على بذل المزيد من الجهود لرفعة هذا الوطن العزيز ، وقد أصبح لجميع المشاركين في الدورة معرفة أكبر وأدق عن الأدوار التي تقوم بها المؤسسات الحكومية وكيفية التخطيط والتحليل ووضع إستراتيجيات لتحقيق النمو الاقتصادي والمجتمعي ، وهنا أود أن أشكر آمر الكلية والموجهين الإستراتيجيين وجميع العاملين بالكلية على ما قدموه لنا من دعم وتحفيز وتوجيه وكل ما اكتسبناه من فوائد".