واشنطن – ش – وكالات
قال مسؤولون أمريكيون يوم أمس الاثنين إن الرئيس باراك أوباما سيعلن اعتزامه إرسال 250 عسكريا أمريكيا إضافيين إلى سوريا فيما يمثل زيادة كبيرة في الوجود الأمريكي الذي يعمل مع قوات سورية محلية تحارب تنظيم داعش .
وبهذه الخطوة سيزيد عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى نحو 300 فرد وتهدف عملية النشر تلك إلى التعجيل بالمكاسب التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة ضد تنظيم داعش ويبدو أنها تعكس تزايد الثقة في قدرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة داخل سوريا والعراق لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
وسيشرح أوباما قراره في كلمة في مدينة هانوفر الألمانية حيث ناقش الأزمة السورية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وسيلتقي الزعيمان مع زعماء أوروبيين رئيسيين آخرين بعد كلمته.
وعلى الرغم من مقاومة أوباما إرسال قوات أمريكية إلى سوريا حيث أدت حرب أهلية بدأت قبل خمس سنوات إلى قتل ما لا يقل عن 250 ألف سوري فقد أرسل 50 جنديا من قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى سوريا العام الفائت فيما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنها مهمة "لمكافحة الإرهاب" وليست محاولة لقلب الموازين في الحرب.
ويؤكد هذا القرار الذي أوردته في البداية صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا لرويترز في أول ابريل نيسان قال إن إدارة أوباما تفكر في زيادة كبيرة في عدد القوات الأمريكية .
وقال مسؤول أمريكي يوم أمس الأول إن أوباما"يعتزم نشر مزيد..من القوات تصل إلى 250 في سوريا." وقال مسؤول ثان في إدارة أوباما إن"الرئيس أجاز سلسلة من الخطوات لزيادة دعم شركائنا في المنطقة بما في ذلك قوات الأمن العراقية بالإضافة إلى القوات المحلية السورية التي تقاتل تنظيم داعش."
وتعهد أوباما بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط لدى انتخابه أول مرة في 2008. ولكن في المرحلة التالية من رئاسته وجد أن من الضروري الاحتفاظ أو زيادة عدد القوات للمساعدة في الصراعات في العراق وسوريا وأفغانستان.
ويختتم أوباما جولة دولية استمرت ستة أيام بدأت في الرياض حيث أجرى محادثات مع زعماء مجلس التعاون الخليجي الذين يشعرون بقلق من تراجع التزام واشنطن بالشرق الأوسط.
وبعد ذلك الاجتماع تفادى أوباما الإجابة على سؤال عما إذا كان سيضيف قوات خاصة في سوريا وقال "لن تكون أي من الخيارات جيدة" إذا أخفقت المحادثات السياسية في إنهاء الحرب الأهلية هناك.
وقال أوباما إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل تنظيم داعش حقق مكاسب كبيرة في تقليص مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا وتقليل عدد أفراده وقطع تمويله.
وقال أوباما في وقت سابق من الشهر الجاري "لدينا قوة دفع ونعتزم الحفاظ على قوة الدفع تلك." وفي العراق تراجع تنظيم داعش منذ ديسمبر عندما فقد الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق. وفي سوريا طردت القوات الحكومة السورية التي يدعمها الروس مقاتلي التنظيم من مدينة تدمر الاستراتيجية .
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أيضا الأسبوع الفائت أنه سيتم إرسال نحو 200 جندي آخرين إلى العراق وذلك بشكل اساسي لتقديم المشورة للقوات العراقية التي تقاتل تنظيم داعش.
وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز في أوائل ابريل نيسان إنه منذ استعادة القوات المدعومة من الولايات المتحدة بلدة الشدادي السورية الاستراتيجية في أواخر فبراير شباط عرض عدد متزايد من المقاتلين العرب في سوريا الإنضمام إلى القتال ضد تنظيم داعش.
وهيمن الوضع في سوريا على المحادثات التي جرت يوم أمس الأول بين أوباما وميركل . وكانت الزعيمة الألمانية قد عادت للتو من زيارة لتركيا لتفقد مخيمات اللاجئين على طول الحدود.
وبعد الاجتماع مع ميركل لمدة 90 دقيقة تقريبا قال أوباما للصحفيين إنه يشعر"بقلق عميق" إزاء تصاعد العنف في سوريا حيث صعدت القوات الحكومية قصف مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حول مدينة حلب الاستراتيجية.
وسينضم إلى الزعيمين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا أولوند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي لبحث الوضع في سوريا وقضايا أخرى في مجال السياسة الخارجية .