جعلان بني بو علي تختنق مرورياً ..وأهالي الولاية يناشدون بحلول عاجلة

بلادنا الأربعاء ٢٨/يوليو/٢٠٢١ ٠٩:١٣ ص
جعلان بني بو علي تختنق مرورياً ..وأهالي الولاية يناشدون بحلول عاجلة

مسقط - الشبيبة

يعاني سكان ولاية جعلان بني بو علي منذ سنوات من الازدحام والاختناقات المرورية في شوارع الولاية حيث أصبحت هاجساً ومعاناة يومية يلمسها المقيم والزائر للولاية والشارع الرئيسي الذي يربط الولاية والمتفرع من طريق الشرقية السريع بولاية الكامل والوافي انشيء منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وبمرور السنوات زادت الكثافة السكانية والعمرانية للولاية حيث وصل عدد سكان الولاية حسب تعداد 2020 إلى ما يقارب 110 آلاف نسمة ناهيك عن الزيادة السكانية والعمرانية مستقبلت وإنشاء المباني على أطراف الطريق الرئيسي الذي يمر وسط مركز الولاية.

الشبيبة التقت بعض من أهالي الولاية لتنقل آرائهم ومطالبهم الى الجهات المختصة ومحاولة إيجاد حلول ناجعة من المسؤولين أصحاب الاختصاص في القريب العاجل تخفف من معاناة سكان الولاية ومستخدمي الطريق بوجه عام.

أسباب المشكلة

يقول ناصر بن سعيد الصائغ لو أردنا تشخيص وضع الطريق الحالي فمن الجدير ذكره بأنه قد دخل الخدمة في عام 1988م في وقت كان يقدر التعداد السكاني للولاية وقتها ما يقارب الخمسين ألف نسمة، ولم يكن عدد المركبات آنذاك تصل إلى ربع عدد المركبات المستخدمة في الوقت الحالي باختلاف أحجامها، كما أن الطريق وقتها كانت على أطراف الولاية والأحياء المأهولة بالسكان والسوق، وكان الغرض من إنشاء الطريق ليكون واصلاً لأبناء الولاية التي تعتبر طرف المحافظة من الجهة الجنوبية الشرقية ولم يكن الطريق يستمر يصلها بما بعدها من الجهة الجنوبية. أما اليوم فقد تغيرت كل تلك المعطيات فقفزعدد السكان لتتجاوز المائة ألف نسمة وتضاعفت أعداد المركبات وانتشرت المباني وتحمل الطريق دوراً جديداً يضاف لدوره السابق ليكون واصلاً بين محافظتي الوسطى وظفار وبالتالي فقد اكتسب بعداً استراتيجياً آخر وفي الوقت الذي لم يتم إضافة أي جديد سوى دوار واحد وعدد كبير من كواسر السرعة التي أسهمت بدورها إلى زيادة الاختناق المروري وتعطيل حركة السير وأصبح مرتادي الطريق يأخذون وقتاً طويلاً للوصول مقاصدهم عبر الوضع الحالي رغم قصر المسافة نسبياً وذلك طوال العام وفي معظم أوقات اليوم، وتتضاعف المشكلة لتصل إلى التوقف التام لفترات طويلة خلال المناسبات والإجازات والعطل الأسبوعية وفصل الصيف.

ويضيف الصائغ: فيما يتعلق بالحلول فأرى أن الوضع يتطلب حزمة من الحلول معاً، والعناية بتطوير الولاية وازدواجية الطريق الحالي من المجمع الصحي إلى مركز شرطة جعلان بني بو علي، ومن الدوار إلى نهاية السوق القديم أمر لا مناص منه وجانباً لم يعد يحتمل التأخير عطفاً على الوضع القائم، ويتمثل الجزء الثاني من الحل في إنشاء الطريق المزدوج الذي أعلنت عنه وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات قبل حوالي عامين، كما أن إنشاء الطريق من منطقة القرحة إلى شرق منطقة الرباعية ليصل بالشارع الحالي من الجهة الجنوبية لمركز الولاية، وسيعمل على تخفيف الاختناقات كجزء ثالث من الحل، ومن المهم أيضاً أن يتم رصف بعض المسارات البينية بمنطقة السوق القديم لتكون جزء رابع من الحل، مع تنظيم المداخل وعزل قاصدي المحلات والسوق عن عابري الطريق.

أزمة

محمد الغنبوصي يقول: ولاية جعلان بني بوعلي تعتبر ضمن الولايات الكبرى مساحةً وكثافة سكانية عالية. كما أنها تعتبر إحدى الولايات التي تزخر بنشاط تجاري وبها أحد أكبر الأسواق على مستوى السلطنة الولاية في السنوات الأخيرة أصبحت تعاني من الاختناقات المرورية الشديدة، وهذه الأزمة لم تعد موسمية بل أزمة لطوال العام، وهذا بسبب زيادة الكثافة السكانية ونمو النشاط التجاري فيها بشكل كبير والمحزن في هذا بأن البنية التحتية المرورية لم تتغير منذ عام 1988 إلى يومنا هذا.

تساؤلات

ويضيف:التساؤلات المتكررة دائماً من سكان الولاية أين الجهات المختصة عن هذه الولاية وأين المناشدات المستمرة خلال العقد الأخير ولماذا لا تكون هناك استجابة لها او رد من قبل الجهات المعنية.. الولاية بعد خمسين عاماً من النهضة وهي بنفس شبكة الطرق القديمة التي أصبحت لا تتناسب مع رؤية عمان 2040 في التنمية العمرانية والاقتصادية، كما أن الطرق الحالية تعتبر عائق لتطوير قطاعي النقل والاتصالات على حدٍ سوى، وهذا الأمر يؤثر على مواكبة المتغيرات والمستجدات في تطلعات الرؤية في البنية الأساسية.

وقال:هنا نتساءل ألا تستحق الولاية بأن يتم الالتفات لها وإعطائها حقها من التنمية في تطوير بنيتها الأساسية من طرق ذات تخطيط يتناسب مع مساحتها وكثافتها وحجم النشاط التجاري فيها كونها إحدى الولايات الرابطة بين ولايات محافظة جنوب الشرقية ومحافظة الوسطى والتي ساهمت كثيراً في تنشيط القطاع السياحي والتجاري وتصدير الثروات السمكية إلى مختلف محافظات السلطنة وإلى أسواق الخليج.

فيما يخص الحلول يقول الغنبوصي: هناك حلول كثيرة تم طرحها على جميع الجهات المسؤولة عن هذا الشارع، ولكن بدون أي تحرك من هذه الجهات للعمل من أجل حل الأزمة ومن الحلول مناقصة لعمل ازدواجية الشارع من مجمع جعلان الصحي بداية مدخل الولاية الى مدخل قرية الجوابي، وفتح طريق مباشر من المجمع الصحي باتجاه المنطقة الصناعية، ووضع حل للطريق من الدوار الى منطقة السوق.

هاجس

من جانبه قال علي الكاسبي أن موضوع الازدحام المروري أصبح هاجساً يؤرق مرتادي الطرق في ولاية جعلان بني بوعلي من أهل الولاية ومن القاصدين لمواقعها السياحية وسوقها التجاري المتنوع. المشكلة تتمثل في عدم استيعاب شبكة الطرق الحالية للكثافة السكانية العالية وللواقع الاقتصادي وفي غياب التخطيط العمراني والهندسي السليم لهذه الشبكة مما يسبب تأخيراً ازعاجا لمرتادي الطرق.

ويضيف:هذا ما يتطلب دراسة للملف على ارض الواقع، والاتيان بخطط تحسينية مما قد يساهم في رفع الانسيابية المرورية وتسهيل حركة مرتادي الطرق. الأمر الذي سيساهم بشكل مباشر في تسهيل الحركة وتطوير الحركة الاقتصادية في الولاية وعلى صعيد أوسع فإن كل هذا سينصب في تحقيق تنمية جغرافية شاملة قائمة على تطوير القطاع اللوجستي في السلطنة كون أن الولاية تربط عدة ولايات حيوية في السلطنة وهذا ما يعتبر من أهم أولويات رؤية عمان 2040.

المواطنون لم يكتفو بتسليط الضوء على المشكلة فقط وإنما تعدوا ذلك إلى إبداء وطرح العديد من الحلول المختلفة، الأمر الذي يؤكد وجود هذه المشكلة فعليا وتأثيرها على فئة كبير من المواطنين، ونرجو أن تُطرح هذه الحلول مقترحات على طاولة المسؤولين ومناقشتها مما يعزز الشراكة بين المواطن والمسؤولين في التنمية العمرانية.