مسقط – حنان العمدوني
قالت رئيسة مجلس إدارة جمعية بهجة العمانية للأيتام ابتهاج بنت سالم اليافعية إن الجمعية استطاعت خلال سنتين منذ إنشائها أن تضمن كفالة 90 % من الأيتام المسجلين فيها والذين بلغ عددهم 776 يتيماً ويتيمة متوجة هذه الجهود بالحصول على جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي.
وأشارت اليافعية في تصريح لـ “الشبيبة” إلى أن مصادر الجمعية تعتمد على تبرعات عامة الناس والشركات التجارية بالإضافة لمبلغ 4000 ريال عماني تقدم سنويا من وزارة التنمية الاجتماعية لدعم الميزانية التشغيلية للجمعية.
وحول طلبات التبني وإجراءاته استبعدت اليافعية توجه الجمعية لقبولها كونها لا تقع ضمن نطاق عمل الجمعية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها قد تكون ضمن التطورات المستقبلية. وأكدت أن هذه الإجراءات تخضع لشروط دقيقة جداً من قبل الجهات المختصة في السلطنة من أجل الموافقة على التبني.
إنشاء الجمعية
وتحدثت اليافعية عن فكرة تأسيس الجمعية فقالت: بدأت الفكرة بكفالة عشرين يتيماً في روضة جمعية المرأة العمانية في صلالة ونظرا لنجاح الفكرة واستعداد عدد من الشركات للرعاية والتمويل، انبثقت فكرة تأسيس جمعية للأيتام حيث كان الدور الرئيسي لتأسيس الجمعية للدكتور عبدالرب بن سالم اليافعي إلى أن تم إشهارها في 10 فبراير 2014.
وذكرت أن الهدف الأساسي هو اليتيم ورعايته من كل النواحي المادية والنفسية والاجتماعية والتعليمية ومن هذا المنطلق تم وضع أهداف الجمعية لتكون النواة الأولى لانطلاقتها.
وأضافت: تمثلت أهدافنا في توفير أوجه الرعاية المعنوية والنفسية والمادية للأيتام ورعاية الأيتام بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة والأفراد وتبادل الخبرات والمعرفة وكفالة مالية شهرية للأيتام وتأسيس مشاريع وقف للأيتام وفتح أفرع للجمعية في مختلف محافظات السلطنة وإقامة الأنشطة الثقافية والتوعوية في مختلف محافظات السلطنة.
مشاريع المستقبل
وقالت رئيسة مجلس إدارة جمعية بهجة العمانية للأيتام إن الخطط المستقبلية تتمثل في فتح أفرع في مختلف المحافظات وبناء مبنى وقفي للأيتام وتطوير الخدمات المقدمة للأيتام بحيث تشمل المحيط الأسري وبخاصة الأم التي تؤدي دوراً أساسياً ومحورياً في حياة اليتيم.
وأضافت: نسعى لوضع خطط لمشاريع التمكين والاستدامة وتطوير وتأهيل اليتيم والأرملة بتزويدهم بالدورات والبرامج اللازمة التي تحولهم لفئة منتجة وفاعلة وجاهزة لسوق العمل.
وأشارت إلى أن جمعية بهجة وإن كانت جديدة في الساحة إلا أن لكادرها خبرات سابقة في العمل التطوعي بالإضافة أن ما تحقق على أرض الواقع خلال عامين من العطاء يعد مقياسا للنجاح بل والتميز.
وذكرت أن أبرز ما قدمته جمعية بهجة العمانية للأيتام خلال الفترة الماضية كان كفالة 90 % من الأيتام المسجلين فيها، كما شاركت الجمعية في الفعاليات والأنشطة المختلفة وكان لها حضور فاعل في مختلف المناسبات وتم تسليط الضوء على الجمعية من قبل الأشقاء في مملكة البحرين حيث فازت الجمعية بجائزة السنابل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي نظرا لما تقدمه من خدمات تتعدد في الكفالات بالراتب الشهري أو بكفالات التموين الغذائي أو بالرعاية الطبية أو التعليمية أو إقامة الحلقات التوعوية وعرض كل فعالياتها عبر موقعها الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي.
الرعاية التعليمية
وعن الرعاية التعليمية التي تقدمها الجمعية قالت اليافعية: استكمالا لمشروع التعليم المجاني للايتام لما قبل سن المدرسة وضعت آلية للعام الدراسي الحالي حيث قدمت الكفالة للأيتام تحت سن المدرسة لتحمل تكاليف رسوم تسجيلهم الدراسية بالتعاون مع عدد من الروضات والمدارس وبعد سن الثانوية استمر العطاء لطالب العلم حيث كان للجمعية برنامج تحمل نفقات بعض المعسرين من الأيتام لدفع أقساط دراستهم الجامعية بالإضافة لإيفاد عشرة طلاب من الأيتام للحصول على دبلوم الأياتا الدولي.
وأكدت بالقول: بحسب ميزانية الجمعية لهذا البرنامج، فإننا لن نتوانى في تقديم ما هو أفضل لليتيم، ما يسهم في رفع مستوى التعليم لديه وتأهيله ومواكبة أقرانه من أبناء الوطن.
المعوقات والتحديات
وتطرقت اليافعية إلى ما يواجه العمل في المجال التطوعي فأشارت إلى أن ديمومة الموارد المالية هي أهم التحديات.
وأوضحت: بدون العجلة المحركة لا تستطيع التقـــدم، وهنـــا تأتي التحديات في استمـــراريـــة العمل بنسق ووتيرة عالية بل وتطـــور دائم ومستمــــر، وعلــــيه فإن جمعية بهجة تعمل على مدار الساعة من خلال كادرها المتفرغ للعمل بشكل متواصل خلال أيام الاسبوع وبخطط وبرامج توضع للحد من انقطاع الموارد المالية المخصصة لرعاية الايتام وآلية تشغيلية للجمعية حيث تسعى الجمعية لإنشاء المبنى الوقفي ليكون أحد أهم موارد الجمعية الثابتة.
وأشارت إلى تحديات أخرى في إطار المفهوم التعاوني والشراكة مع القطاع الخاص حيث تسعى الجمعية لبناء الثقة وتعزيز مفهوم الشراكة بين المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص.
أثر إيجابي
وأكدت اليافعية أن رعاية الجمعية لـ 776 يتيماً منذ الصغر تتضمن توجيههم التوجيه الصحيح ورعايتهم الرعاية اللازمة لإعدادهم للغد نحو خدمة الوطن بحب وتفان.
وقالت إن النتائج ستؤتي ثمارها حين يصبحون مواطنين فاعلين في المجتمع ويكونون في الغد القريب آباء وأمهات ونواة لأسر جديدة وسليمة، معتبرة أن الأسرة السليمة هي نواة المجتمع السليم.
فروع جديدة
وحول نية الجمعية فتح فروع لها قالت اليافعية إن ذلك يقع ضمن أهداف الجمعية بفتح فروع بمختلف محافظات السلطنة ومنها العاصمة مسقط. وأكدت أن تحمل المسؤولية الاجتماعية واجب وطني وديني وأخلاقي تتكافل فيه القطاعات الحكومية والخاصة وغيرها وتتعاون لتصبح سندا لبعضها من أجل بناء مجتمع سليم وليصبح الجميع شركاء في العطاء تحت مظلة مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- موجهة خالص شكرها وتقديرها لكل من شارك وساهم وأعطى من وقته وجهده وماله من أجل خدمة الأيتام.