التعليم الذاتي .. خطوة "تقدمية"

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٥/أبريل/٢٠١٦ ٠٩:٥٠ ص

ناصر اليحمدي

ظهرت على الساحة التعليمية مبادرات جديدة في نظري أنها إيجابية كونها تصب في صالح الطالب والمعلم وولي الأمر وبالتالي المنظومة التعليمية ككل .. وهذه المبادرات عبارة عن بوابات ومواقع تفاعلية على الانترنت مثل موقع "دروس عمان" وبوابة "واثق" التعليمية وغيرهما تقدم خدمات تساعد على التعلم الذاتي حيث تحتوي على شرح وملخصات للمناهج التعليمية بكافة مراحلها باستخدام الأدوات التقنية المتطورة والفيديوهات التي تساهم في تثبيت المعلومة لدى الطالب .. كما أنها تتضمن كما كبيرا من الامتحانات التي تساعد الطالب وولي الأمر على تقييم المستوى التعليمي الخاص بهذا الطالب وإجاباتها النموذجية التي تعرفه بكيفية صياغة الإجابة في الامتحان المدرسي.
لاشك أن مثل هذه المواقع تساعد على رفع المستوى التعليمي للطالب في ظل محدودية العمل المدرسي كونها تساعده على مراجعة دروسه وتوصيل المعلومة وترسيخها في ذهنه لاستخدامها أدوات حديثة تواكب مستجدات العصر الذي يعيشه فتجذبه من خلال عرضها بطريقة مبتكرة وحديثة .. كما أنها تدربه على اجتياز الامتحانات بسهولة من خلال بنك الأسئلة الذي يضم آلاف الأسئلة وكلما حل فيها أكثر ازدادت ثقته بنفسه وارتفعت قدرته في التعامل مع الامتحان المدرسي.. وفي نهاية الحل ترصد النتائج والدرجات التي يستطيع ولي الأمر من خلالها متابعة مستوى ابنه التعليمي.
الجميل أن المعلم نفسه يستفيد من مثل هذه المواقع لأنها تساعده على التواصل مع الطالب وتوجيهه بطريقة متطورة وحديثة وتشرح له كيفية توصيل المعلومة بصورة غير تقليدية وبالتالي تحسن من طريقة المعلم نفسه في طرح المعلومات وشرح المقررات الدراسية وتعمل على تطوير قدراته وتوجيهه لأداء رسالته بصورة مثالية وبسيطة ومتطورة.
لاشك أن مواقع التعليم الذاتي خطوة نحو تطوير مسيرة التعليم في السلطنة فهي إلى جانب الارتقاء بالمستوى التعليمي للطالب وعرض المعلومة في صورة عصرية وتصل لكل طالب في مكانه أيا كان فإنها تحارب ظاهرة الدروس الخصوصية التي تستنزف دخل الكثير من الأسر لأن ما تحصله من الطالب يعد مبلغا رمزيا مقارنة بما ينفقه على الدروس الخصوصية.
إن التطور التكنولوجي المذهل الذي يعيشه عصرنا الحالي يتطلب تطويرا للمنظومة التعليمية حتى تواكب وتلاحق التدفق المعلوماتي الرهيب وبالتالي نستطيع بطلابنا وأجيالنا الصاعدة أن نلحق بركب التقدم .. فقطار المعرفة يسير بسرعة جنونية ويحتاج لآليات خاصة وتقنية عصرية للحاق به ولأسلوب مستحدث في إلقاء المعلومة.
لاشك أن ربط تطور التكنولوجيا بكافة قضايا التنمية يسرع الوصول للأهداف التنموية وتحقيق التنمية الشاملة .. والتعليم الإلكتروني ينشئ جيلا واعيا ممسكا بتلابيب التقنيات الحديثة مواكبا للعالم الخارجي في مختلف المجالات المعرفية والعلمية قادرا على النهوض بمجتمعهوتحمل أعباء البناء.
نرجو أن تدعم وزارة التربية والتعليم مثل هذه المواقع وتكون تحت إشرافها حتى نضمن دقة المعلومات فما تقدمه من جهود وخدمات يثمنها الجميع طلابا وأولياء أمور ومعلمين ونتمنى لهم المزيد من التوفيق وللطلاب النجاح .. وفقهم الله جميعا للسمو بأوطانهم ورفع راياتها خفاقة عالية.

* * *
مواقف غربية متناقضة ضد إسرائيل والعرب
موقفان متناقضان تعرض لهما مسئولان أجنبيان يوضحان مدى التناقض الذي يتعامل به المجتمع الدولي مع المسلمين من ناحية والإسرائيليين من ناحية أخرى .. ففي السويد أجبرت الحكومة وزيرا على تقديم استقالته بعد أن قارن الإسرائيليين بالنازيين وقال إن ما تمارسه قوات الاحتلال في حق الفلسطينيين يشبه إلى حد بعيد ا ضطهاد اليهود في ألمانيا النازية .. وبالطبع قامت الدنيا ولم تقعد وندد المسئولون في الدولة العبرية بهذه التصريحات واعتبروها معادية للسامية ولكي تنال السويد رضا بني صهيون سارعت بمطالبة الوزير بتقديم استقالته وقد كان.
على الجانب الآخر صرح وزير الداخلية البلجيكي بأن سياسة دمج المسلمين الأجانب في المجتمع فشلت بدليل احتفالهم إثر اعتداءات بروكسل وطالب بتوقيف الإرهابيين وإبعادهم عن المجتمع ووصفهم بأنهم ورم أسفله سرطان علاجه أصعب بكثير في إشارة إلى انتشار التطرف بين المهاجرين ليعمم بذلك هذه الصفة على جميع المهاجرين .. ورغم أن هذه التصريحات نارية إلا أن كل ما قيل عنها إنها "تثير الجدل" ولم يتم اتخاذ أي إجراء رسمي ضد الوزير المخطئ.
السؤال الذي يفرض نفسه .. لماذا يخشى العالم إسرائيل رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز ستة ملايين بكثير ولا يأبه بالمليار ونصف المليار مسلم حول العالم ؟.
لقد دأبت إسرائيل على استخدام تهمة معاداة السامية كفزاعة ضد كل من لا يأتي على هواها .. فهذا الاتهام يخشاه الغرب لأنهم يعلمون جيدا أنه سوف يجر عليهم الخراب التام حيث ترفع القضايا وتشن حملات إعلامية للتشهير بهم .. وبالرغم مما ترتكبه قوات الاحتلال من ممارسات قمعية غير أخلاقية وعنصرية بغيضة تجاه الشعب الفلسطيني إلا أن الغرب لا يجرؤ على انتقادها أو الاختلاف معها .. فقد استطاعت أن تدر عطف العالم واستغلت المحرقة النازية لاستصدار قرار أممي يجرم تصاعد الكراهية للإسرائيليين أو تنامي معاداة السامية واتخذته ذريعة لقمع أي رأي يخالف سياستها أو ينتقدها حتى لو قامت بعمل مخالف للشرعية الدولية والإنسانية .. كما أن الدعم الأمريكي المفتوح والانحياز الأعمى والوقوف اللامحدود بجانب بني صهيون حتى لو كانت على باطل جعل العالم يتملق الطفل المدلل إسرائيل حتى ينال رضا ماما أمريكا.
لاشك أنه مما يخشاه المجتمع الدولي أيضا والذي يؤدي إلى محاباة الدولة العبرية هو نفوذ اللوبي الصهيوني الذي تمتد أذرعه لجميع دول العالم وتتحكم في اقتصادها وإعلامها فمن ناحية وسائل الإعلام تقلب الحقائق وتغيب العقول ومن ناحية أخرى النقود توجه السياسات حيثما تريد.
وعلى النقيض نجد العالم الإسلامي رغم كثرته التي وصفها رسولنا الكريم "كغثاء السيل" فإنه يعاني من التمزق والتشرذم والصراع الداخلي والتخلف التكنولوجي رغم ما يملكه من إمكانات مادية وبشرية وطبيعية ولكن ينقصه الوحدة وتوحيد الرؤية والرأي .. وهذا الضعف جعله غير قادر على طرح نفسه بقوة على العالم ساهم في ذلك التطرف الذي استشرى بين جنباته وأدى إلى تغير المزاج العام الغربي تجاه المسلمين وزعزعة الثقة فيهم وبالتالي لفظهم واضطهادهم باسم مكافحة الإرهاب حتى أصبحت مكافحته بحد ذاتها ممارسات إرهابية.
آن الأوان لأن يستفيق العرب من سباتهم ويستعيدون مكانتهم التي تليق بهم .. فالعبرة ليست بالكثرة بل بالتأثير والنفوذ والوحدة التي تعد السبيل أمامهم لاكتساب احترام العالم .. أما الفرقة التي تؤدي للضعف فلن تجر عليهم سوى الهوان والذل.

* * *
من فيض الخاطر
عثرت بالصدفة على مذكراتي التي كنت كتبتها منذ سنوات بعيدة .. كلمات حملت ذكريات الجامعة وبداية العمل والزواج .. ودهشت مما كتبته في تلك الأوراق .. فأنا أتذكر الآن تلك السنوات بأنها كانت من أجمل أيام عمري .. ومع ذلك وجدتني أصفها في مذكراتي بأنها كانت أوقات شقاء وتعب حيث كانت تثقلني المسئوليات ما بين الدراسة ثم بيتي وعملي .. حتى إنني أحسست بالفشل يلاحقني في كل لحظة من حياتي.
ذهلت فعلا .. كيف كان هذا شعوري وقتها ؟!! .. أدركت أن المشاعر تتغير مع تغير الزمن وأن ما نعيشه لا نشعر بمدى حلاوته لأننا لا نبحث عن الجميل في أيامنا ولا نتذوق منها سوى طعم المرارة والتعب التي تغلب على أية حلاوة.
اليوم تعلمت الدرس .. سأنقب عن الجميل في يومي وأعيشه وأدونه .. حتى لا آتي بعد عشرة أو عشرين عاما إذا كان في العمر بقية فأتذكرها بعد فوات الأوان بأنها كانت أيضا من أجمل أيام حياتي !!.

* * *
آخر كلام
عندما سُئل أرسطو: كيف تحكم على إنسان ؟
أجاب: أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ