مرحبا بالاتحاد الدولي للصحفيين

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٤/يونيو/٢٠٢١ ٢١:٣٢ م
مرحبا بالاتحاد الدولي للصحفيين

بقلم : علي بن راشد المطاعني

‏يكتسب موضوع استضافة السلطنة ممثلة في جمعية الصحفيين العُمانية اجتماعات الاتحاد الدولي للصحفيين عام 2022، أهمية كبيرة على العديد من الأصعدة والمستويات الوطنية والإقلمية والدولية لما يمثله هذا الحضور الإعلامي الدولي من أهمية كبيرة في التعريف بالسلطنة في كل الجوانب الحضارية والتاريخية والثقافية. والسياحية والتقليدية التي تتميز بها، فضلا عن إطلاع المشاركين من الإعلاميين من 180 نقابة صحفية حول العالم بالرؤية المستقبلية العُمانية 2040 وملامح المستقبل في السلطنة، وماتمثله انطباعاتهم وآراءهم وتجاربهم الإعلامية من مصداقية عند المتلقي في كل دول العالم باعتبارهم يمثلون منظمات صحفية غير حكومية لها مصداقيتها في التعاطي الإعلامي من مختلف المؤسسات الإعلامية على اختلافها المسموعة منها والمرئية والمقروءة في العالم وبعدد اللغات العالمية الحية.

الأمر الذي يتطلب من الحكومة وكافة أجهزة الدولة العمل على الإستفادة من هذه التظاهرة الإعلامية وذلك بإعداد برنامجا حافلا أنيقا وجذابا لعرض كل ما يمكن عرضه وإطلاعه لضيوف السلطنة من الإعلاميين وتنظيم زيارات للمعالم واللقى الحضارية والإقتصادية في البلاد ولإطلاعهم على ما تزخر به السلطنة من مقومات وفرص لبناء المستقبل.

بلا شك أن فوز جمعية الصحفيين العُمانية بشرف تنظيم هذه الاجتماعات في خضم منافسة قوية إحتدمت مع العديد من الدول تعد خطوة مهمة تُحسب للجمعية في دورها الإقليمي والدولي وما تبذله من جهود في التعريف بالسلطنة، ذلك يشكل في مجملة تتويجا مبهرا للعديد من الفعاليات والمعارض والزيارات التي نظمتها للعديد من دول العالم، فضلاعن ماتحظي به الجمعية من سمعة دولية كبيرة إكتسبتها في فترة وجيزة من عمرها البالغ 17 عاما فقط، وهذا قد تم بجهود دؤوبة بذلت على مدى السنوات الماضية، وكذلك تعبر هذه الإستضافة عن ثقة الإتحاد الدولي للصحافة بإمكانيات وقدرات الجمعية في تنظيم هذا الحدث الدولي الكبير كما ونوعا، وقدراتها على الوفاء بإلتزامات التنظيم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

إلا أن ما يجب أن نعرفه قبل أي شيء أن إستضافة السلطنة لهذه الفعالية الإعلامية الدولية لم يأت من فراغ، فالإتحاد الدولي للصحافة ينتقي بدقة الدول التي لها سمعة إيجابية في الساحة الإقليمية والدولية وفي كل الجوانب السياسية والحقوقية وريادتها على المستوى الدولي وإحترامها لحقوق الإنسان وتعدد الثقافات فيها وتجانس مكوناتها الديمغرافية وإحترام الحريات ونظافة سجلها الخاص بحرية التعبير والتجمع السلمي وغيره من الحقوق.

لذا فإن الإستضافة في معناها الحقيقي والواقعي لم تكن أبدا خبط عشواء خصوصا من قبل مؤسسة دولية معنية بحرية الرأي والتعبير على مستوى العالم وتعمل ابدا على تعزيز مبدأ حرية العمل الصحفي وإبداء الرأي وعدم مضايقة الصحفيين في عملهم والدفاع عنهم في الملمات في العالم.

ويحسب للجمعية بأنها لم تدخر جهدا في تقديم ملفا متكاملا عن كل هذه الجوانب المضيئة في السلطنة التي تحتاج إلى إماطة اللثام عنها على النطاق الدولي، والتي تسمى بالقوى الناعمة أو الهادئة والقادرة وبسلاسة على إستقطاب الآخرين وتشجيع المستثمرين وتعزيز السمعة وتأطير وتزيين الصورة الذهنية بديعة الألوان عن السلطنة في العالم عبر هذه الفعالية رفيعة المستوى.

كما أن الإستضافة تعني متابعة دقيقة لها من قبل أكثر من 600 ألف عضوا في الإتحاد الدولي للصحافة في شتى بقاع العالم، وهي نقطة شديدة التوهج وتعد في حد ذاتها حدثا عالميا بإمتياز يتطلب أن نعد العدة له كاملة وإستثماره كما ينبغي، فهو بمثابة تعزيز ولا أروع لما تبذله الحكومة من جهد في تنفيذ رؤية عُمان 2040 وما تحمله من آمال عراض في بناء مستقبل هذا الوطن على عمد وأركان راسخة في أعماق الأرض ومن خلال تهيئة مناخ الإستثمار وتحفيز المستثمرين وتعريف العالم بهذا الوطن وإرثه التاريخي التليد ومقوماته المتعددة والمتنوعة والمتداخلة أبداعا لايضاهي وجمالا لايقارن، فضلا عن ان السانحة هي بالقطع تعد حدثا سياحيا رائعا يتعين أن نعد له للتعريف بالشموخ السياحي الممتزج بنحو فريد مابين الحداثة والأصالة، وهو تمازج تمتاز به السلطنة لوحدها في المنطقة بإعتبارها أقدم أمبراطورية في شبه جزيرة العرب.

إذن على الحكومة بكل أجهزتها إغتنام هذه الفرصة التي أفلحت الجمعية في انتزاعها من العديد من المتنافسين لنيل هذا الشرف، ومن ثم تهيئة كل السبل لإنجاح هذا الحدث الإعلامي العالمي وتوظيفه لخدمة السلطنة حضاريا وسياحيا وتنمويا وإقتصاديا وذلك من خلال دمج إمكانياتها مع الجمعية وتوفير كل المعينات التي يتطلبها هذا الحدث الإعلامي الضخم.

فالسلطنة لها مكانة دولية كبيرة في المحافل ‏الدولية وإستضافتها لهذا الحدث يعد قيمة تضاف إلى ما تحظى به قبلا، وهنا تتطابق السيرة الحسنة مع الواقع المشاهد للضيوف، فإذا بالنتيجة تمثل حقيقة لاتقبل الجدل والقائلة بأن السلطنة هي فعلا كما يقال عنها، فمن رأى ليس كمن سمع، وهذا هدف إستراتيجي ستعمد الجمعية لجعله ناطقا بكل لغات العالم أمام ضيوفنا الكرام.

نأمل أن تكلل هذه الجهود وغيرها بالنجاح والتوفيق وأن يعمل الجميع كل في موقعه على إظهار الوجه الصبوح لهذا الوطن، وتأكيد إمكانياته لشعوب العالم بكل الطرق الممكنة والمتاحة في زخم هذه الفعالية الدولية الهامة.