بيروت – ش – وكالات
توصل مسؤولون في الحكومة السورية وأكراد صباح أمس الأحد إلى اتفاق يعيد الهدوء إلى مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا ويتضمن تثبيت الهدنة وتبادل المعتقلين بين الطرفين، وفق ما أكد مصدران أمنيان لوكالة فرانس برس.
وقال مصدر أمني كردي "تم التوصل إلى اتفاق يعيد الهدوء إلى مدينة القامشلي وينص على تبادل المعتقلين بين الطرفين" بعد اشتباكات دامية منتصف الأسبوع الحالي.
وأكد مصدر أمني حكومي التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع عقد في مطار القامشلي بين ممثلين عن الحكومة السورية ووحدات حماية الشعب الكردية.
وأوضح المصدر الحكومي أنه "تم الاتفاق على إبقاء مفعول الهدنة" المعمول بها منذ يوم الجمعة، فضلا عن "تبادل المخطوفين والجرحى المصابين بدءا من اليوم الأحد".
وتوصل الطرفان الجمعة إلى اتفاق هدنة بعد يومين على اشتباكات دامية بين قوات الحكومة السورية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها من جهة وقوات الأمن الداخلي الكردية (الأساييش) من جهة ثانية، إثر إشكال وقع عند أحد الحواجز الأمنية في القامشلي، التي نادرا ما تشهد حوادث مماثلة.
وأوضح المصدر الأمني الكردي بدوره أن الاتفاق "يتضمن الإفراج عن الأكراد الموقفين في القامشلي منذ ما قبل العام 2011، وعدم اعتقال أي كردي بسبب التجنيد أو أي سبب آخر، كما عدم اعتقال أي عربي أو مسيحي منضم للوحدات أو يعمل لدى الإدارة الذاتية".
وستسلم قوات النظام بدورها، وفق قوله، لوائح بالمفقودين لديها للنظر فيها لدى القوات الكردية. وأكد المصدر الكردي أن المقاتلين الأكراد لن ينسحبوا من المناطق التي سيطروا عليها خلال الاشتباكات مثل سجن علايا وشوارع ونقاط أخرى تابعة لقوات النظام و"الدفاع الوطني".".
كما يتضمن الاتفاق، بحسب قوله، "تعويض المتضررين من القصف المدفعي لقوات النظام وعائلات الشهداء". وأسفرت الاشتباكات بحسب الأساييش عن سقوط 17 قتيلا مدنيا وعشرة قتلى من المقاتلين الأكراد و31 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وأشار المصدر الكردي إلى أن الأكراد طلبوا خلال المباحثات "إعادة النظر في التشكيلات غير الرسمية مثل كتائب البعث وقوات الدفاع الوطني، إن كان في مراكزهم أو مواقعهم".
وقال المصدر الأمني الحكومي بدوره إنه سيتم "الانتقال تدريجيا خلال مباحثات ستستمر بين الطرفين إلى نقاط أخرى تتعلق بتمركز وتموضع وحدات حماية الشعب الكردية، واللجان الشعبية الحكومية والجيش السوري".
وتتقاسم قوات النظام والأكراد السيطرة على مدينة القامشلي، إذ تسيطر قوات النظام وقوات الدفاع الوطني، على مطار المدينة وأجزاء منها، فيما يسيطر الأكراد على الجزء الاكبر منها.
وانسحبت القوات النظامية السورية تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع في سوريا العام 2012، لكنها احتفظت بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا، أعلن الأكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في مقاطعات كوباني وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة)، وأطلق عليها اسم "روج آفا" (غرب كردستان). وفي مارس الفائت أعلنوا النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.
وفي الأثناء؛ استبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما نشر قوات برية أمريكية في سوريا، وشدد على أن الجهود العسكرية لا يمكن وحدها أن تحل الأزمة السورية.
وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) إنه "سيكون من الخطأ بالنسبة للولايات المتحدة أو بريطانيا العظمى... القيام بإرسال قوات برية والإطاحة بنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد".
وكشف ، خلال زيارته لبريطانيا، أنه لا يعتقد أنه يمكن هزيمة تنظيم داعش خلال الأشهر التسعة المتبقية من ولايته، ولكنه قال :"نستطيع ببطء تقليص البيئة التي يعمل فيها".
ووصف أوباما الموقف في سورية بأنه"مفجع وبه تعقيدات ضخمة"، وأعرب عن اعتقاده بأنه "لن تكون هناك أية حلول بسيطة".
وقال" لكي نحل المشكلات طويلة الأمد في سوريا، لن يحقق ذلك أي حل عسكري وحده- وبالتأكيد مع قيامنا بإرسال قوات برية".
وأشار إلى ضرورة أن يواصل المجتمع الدولي بذل الضغوط على كافة الأطراف، بما في ذلك روسيا وإيران ومجموعات المعارضة المعتدلة "للجلوس على الطاولة ومحاولة التوصل إلى حل انتقالي"، ولكنه أقر بصعوبة ذلك.