مئات البلايين من الدولارات تكلفة الانتقال الى الطاقة النظيفة

مؤشر الاثنين ٢٥/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:١٠ م

مسقط -ش
ألزم اتفاق باريس موقعيه السعي الى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الارضية بحدود "اقل بكثير من درجتين مئويتين" والى "مواصلة الجهود" لئلا يتجاوز 1,5 درجات. غير ان هذا الهدف الطموح جدا يتطلب إرادة راسخة ومئات المليارات من الدولارات.
ويعد التوقيع على اتفاقية باريس للمناخ مرحلة اولية فقط إذ أن الاتفاق لن لن يسري الا بعد مصادقة برلمانات 55 بلداً عليه هي مسؤولة عن 55% على الاقل من انبعاثات غازات الدفيئة، هو ما يستبعد البدء ه قبل العام 2017 وفق ما نقلت وكالات الأنباء المتابعة للاتفاق. واعلنت الصين والولايات المتحدة، اكبر دولتين ملوثتين في العالم، انهما ستصادقان على الاتفاق هذه السنة. لكن الاتحاد الاوروبي قد يقوم بذلك في غضون سنة ونصف السنة.
واعتبر شهر مارس الفائت الاكثر سخونة على الاطلاق بحسب الارصاد الاميركية. وتم كسر درجة الحرارة القياسية لمدة 11 شهرا متتالية، في حدث غير مسبوق منذ 137 عاما من القياسات.
واتخذت 13 دولة صغيرة معرضة لمخاطر فادحة منها فيجي، توفالو، المالديف، بيليز، بربادوس، وساموا الاجراءات اللازمة للمصادقة على الاتفاق الجمعة.
لكن للتوصل الى عتبة 55 دولة يجب ضمان مصادقة بلد او اثنين من كبار الملوثين كالولايات المتحدة، الصين، الاتحاد الاوروبي، روسيا، الهند. وسبق ان وعدت بكين مسؤولة عن 20% من الانبعاثات وواشنطن المسؤولة عن 18% من الانبعاثات باتمام ذلك قبل نهاية العام.
في وقت سابق صرحت وزيرة البيئة والطاقة الفرنسية سيغولين روايال التي تتراس المؤتمر الحادي والعشرين حول المناخ "لم يشهد اي اتفاق دولي على الاطلاق هذا العدد من التوقيعات في يوم واحد"، علما ان 165 بلدا تمثلت في الاجتماع.
ويعود عدد التوقيعات القياسي السابق الى العام 1982 عندما وقع 119 بلدا اتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار.

غياب القادة
وقللت روايال من اهمية غياب قادة عدد من الدول التي تعتبر محورية لانها تتسبب في الكثير من التلوث، كالرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، مؤكدة ان "غياب البعض لا يضعف الاتفاق".
وحتى الان صادقت 15 دولة معظمها من الدول الصغيرة المعرضة لمخاطر فادحة على الاتفاق. .
وتمثل الدول التي وقعت الجمعة ، بالتزامن مع احياء يوم الارض العالمي، الاتفاق مصدرا لـ 93 بالمئة لانبعاثات الغازات المسببة الاحتباس الحراري، بحسب معهد "وورلد ريسورسز" غير الحكومي.
واشاد المجتمع المدني بهذه الدفعة للاتفاق. وقال مايكل بروني المدير التنفيذي لنادي سييرا "انه منعطف للانسانية لتتجه الى اقتصاد نظيف بنسبة مئة بالمئة".
ويرتبط الاحتباس الحرار بشكل مباشر بالنمو الاقتصادي غذ أن لزيادة معدل الإنتاج دور اساسي في زيادة معدل الانبعاث، فضلاً عن العلاقة المباشرة للنمو الاقتصادي بزيادة عدد الرحلات الجوية واستهلاك الوقود والسيارات مما يساهم في سخونة الأرض.
ومن الأسباب التي تساهم في زيادة سخونة الارض زيادة الدول حجم إنتاجها النفطي بسبب انخفاض اسعار النفط مما ساهم في ارتفاع معدلات الانبعاث، الا أن توقف الكثير من الحفارات النفطية الأميركية عن العمل بسبب الأزمة نفسها أدى إلى انخفاض بسيط في الانبعاثات في شمال القارة الأميركية، غير أن زيادة الإنتاج في الدول النفطية الأخرى وبشكل كبير ساهم بإبقاء المعدلات العالمية للابعاثات الكربونية فوق الحدود المقبولة.
ويبدو أن العدد الأكبر من الدول الصناعية غير مستعدة بعد لاستبدال الطاقة الإحفورية بطاقة بديلة إذ أن ذلك يتطلب استثمارات ببلايين الدولارات وإعداد بنية أساسية ملائمة لذلك. بالإضافة إلى أن بعض الدول الصيرة نسبياً تعتمد على الطاقة الأحفورية لتحصيل الضرائب إذ تفرض ضرائب مرتفعة على الوقود والطاقة مما جعلها تتريث قبل المضي قدماً بالطاقة النظيفة إذ يؤثر الأمر بشكل مباشر على إيراداتها.

وفي المقابل ساهم الاحتباس الحراري بتقلص حجم الغابات في العالم، مما ادى إلى ارتفاع بعض أسعار المواد الأساسية كالاخشاب والكاوتشوك الطبيعي، بالإضافة إلى ارتفاع اسعار الغذاء بشكل كبير.
إذ ساهم الاحتباس الحراري في ارتفاع اسعار القمح العالمية واسعار الحبوب كما أددى غلى تقليص أحجام المحاصيل بسبب صعوبات الري. ومن المتوقع أن ترتفع اسعار الغذاء بنحو 50 في المئة في السنوات الخمس المقبلة في حال لم تتخذ غجراءات فورية للحد من هذه الظاهرة.
وأدى إلى زيادة معدلات الفقر في الدول الأكثر فقراً في القارة الافريقية، كما ساهم الجفاف في ارتفاع أسعار المياه وتفشي الكثير من الأمراض مما كلف الاقتصاد العالمي بلايين الدولارات لمكافتحها.
النينو
ومن الاسباب المباشرة للاحتباس الحراري ما يعلرف بظاهرة النينو الطبيعية والتي تتسبب في حدوث جفاف في بعض المناطق، في حين تزيد الفيضانات في مناطق أخرى. وتشكل افريقيا أيضاً المنطقة الأكثر تأثراً في هذه الظاهرة إذ نقص الطعام إلى أقصى مستوياته في فبراير الفائت. كما أصابت ظاهرة النينو مناطق الكاريبي وأمريكا الوسطى والجنوبية خلال الأشهر الستة المقبلة. وأدت ظاهرة النينو إلى تراجع كبير في كميات الامطار في الدول الاستوائية بلغت نحو 20 في المئة. وعانت أندونيسيا من جفاف شديد، وقلت الرياح الموسمية في الهند بحوالي 15 في المئة. ومع استمرار الجفاف والفيضانات، وأعلنت هيئة التنمية الدولية البريطانية أنها قدمت دعما طارئا لـ 2.6 مليون إنسان يعانون من سوء التغذية.
لذلك يتعتبر الاحتياس الحراري مكلفاً جداً للاقتصاد العالمي بل أن تكلفته تتخطى باشواط الالتزام بالمعايير البيئة الصارمة والبحث عن خطط بديلة لتطبيق الاقتصاد النظيف إذ ما يمكن أن توفره الدول الصناعية الآن ستضطر لإنفاقه مضاعفاً في السنوات القليلة المقبلة.