مسارح الجرائم .. إدارة متخصصة في كشف غموض الجرائم الكبيرة والمُعقدة

بلادنا الاثنين ٠٧/يونيو/٢٠٢١ ١٤:٢٢ م
مسارح الجرائم .. إدارة متخصصة في كشف غموض الجرائم الكبيرة والمُعقدة

مسقط - الشبيبة

مسرح الجريمة هو الشاهد الصامت على ارتكاب الجريمة وتحديد مرتكبيها، وتعتمد آلية عمل فرق مسارح الجرائم في الأجهزة الشرطية حول العالم على نظرية ترك الآثار وعلاقتها بالمجني عليهم والجناة وعلى تأثير التلامس حيث لا بد للمجرم أن يلامس المحيط أو المجني عليهم أثناء ارتكابه الجريمة وعليه يتم تناقل الآثار وهذه النظرية تُعرف بنظرية العالم الفرنسي إدموند لوكارد لتبادل المواد التي تؤكد (أن كل تلامس لابد أن يترك أثراً)، فالجريمة احتكاك واتصال وتلامس بين عدة عناصر من ضمنها الجاني والمجني عليه وأداة الجريمة ومسرح الجريمة.

وتضطلع إدارة مسارح الجرائم بالإدارة العامة للتحريات والتحقيقات الجنائية بدورٍ كبير في كشف وحل غموض الجرائم الكبيرة والمُعقدة ، وحول ذلك قال المقدم منصور بن ناصر الدغيشي مدير إدارة مسارح الجرائم بالإدارة العامة للتحريات والتحقيقات الجنائية إن مسرح الجريمة يُعدّ نقطة الانطلاق الحقيقية للسير في إجراءات البحث والتحري والتحقيق ويُعرف مفهوم مسرح الجريمة على أنه هو المكان الذي تنبثق عنه كافة الأدلة سواء التي تدين المتهم أو تبرؤه باعتباره مستودع سر الجريمة لاحتوائه على الآثار المادية للجريمة والأدلة الجنائية، وهو المكان الذي انتهى فيه النشاط الإجرامي للجاني ويبدأ منه نشاط القائم بالتحقيق الأمر الذي يكسبه أهمية كبرى.

نقل الصورة الحقيقية لمسرح الجريمة

وعن أعمال واختصاصات إدارة مسارح الجرائم أفاد المقدم منصور بن ناصر الدغيشي أنها تختص بالانتقال إلى مسارح الجرائم لإجراء المعاينة الفنيّة لرفع ما قد يوجد من آثار وأدلة مادية والفحص الدقيق للأمكنة والأشياء والأشخاص وكل ما يفيد التحقيق، ونقل الصورة الحقيقية لمسرح الجريمة في أي مرحلة من مراحل التقاضي وقد يستمر إلى ما بعد الحكم النهائي في القضية وما بعد تنفيذ العقوبة، كما تختص بتحديد مسارات العمل الفنيّة المبنيّة على أسس علمية حول آلية عمل إدارة مسارح الجرائم والفرق التابعة لها في القيادات الجغرافية وتطويرها واستحداث الأجهزة المطَّورة بشكلٍ مستمر.

وأوضح أنه يعتمد تشكيل فريق مسرح الجريمة على حسب نوع القضية، فهناك متخصصون أساسيون بشكلٍ عام كالمصور الجنائي وفنيي الأدلة الجنائية المختصين برفع وتحريز الآثار والعينات، إضافة إلى أنه يتم انتداب خبراء وفنيين على حسب نوع القضية، ومن بين هؤلاء الخبراء الطبيب الشرعي، وخبير فحص آثار البصمات، وخبير الفحوص البيولوجية، وخبير فحوص الأسلحة والآلات، وخبير فحوص آثار الحرائق.

الفحص والتحليل الفني

وفور تلقي البلاغ من قبل فرق مسارح الجرائم يتم إستدعاء المختصين من الخبراء للانتقال إلى مسرح الجريمة في أسرع وقت ممكن وذلك لإجراء المعاينة الفنية والتي من خلالها يقوم خبراء وفنيو مسارح الجرائم بالإثبات المادي لحالة الأشياء والأمكنة والأشخاص والوجود المادي للجريمة وإظهار الآثار الجرمية الناتجة عن الجريمة، وهذه الأدلة تخضع للفحوص والتحاليل الفنية باستخدام العلوم التطبيقية في الإدارات التخصصية كالمختبر الجنائي والأدلة الجنائية والطب الشرعي.

تجهيز الفرق التخصصية

وذكر مدير إدارة مسارح الجرائم أن القيادة العامة بشرطة عمان السلطانية تحرص على اقتناء أحدث التقنيات العلمية المستخدمة في مجال الفحوص المخبرية الجنائية وتحديثها باستمرار بما يتواءم ومواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي، وفي هذا المجال تم تجهيز فرق مسارح الجرائم بالمركبات والمعدات اللازمة لأداء عملهم على أكمل وجه، إلى جانب تجهيز إدارة الأدلة الجنائية وإدارة المختبر الجنائي بالأجهزة التكنولوجية المتطورة والقادرة على التعامل مع جميع الآثار المادية لفحصها ومقارنتها فنياًّ.

استعادة الأدلة

وقد تبنت القيادة العامة للشرطة برنامجاً تدريبياً علمياً وعملياً مُصمماً ليمد العاملين بفرق مسارح الجرائم في المحافظات الجغرافية بالمهارات والتقنيات المطلوبة حول كيفية استعادة الأدلة من مسرح الجريمة ويتضمن البرنامج التدريب النظري والتطبيق العملي في بيئات افتراضية متنوعة كالمركبات والمنازل كما أن هناك دورات تخصصية وورش عمل مختلفة تنفذها بيوت خبرة عالمية داخل السلطنة وخارجها للاستفادة من قدراتها وإمكاناتها، وهناك برنامج تطوير مستمر طوال فترة عمل خبراء مسارح الجرائم وتأتي هذه البرامج تنفيذاً للنهج الذي تنتهجه القيادة العامة بشرطة عمان السلطانية لتطوير ورفع كفاءة منتسبيها في كافة العلوم الشرطية التي تعينهم على أداء واجباتهم بكفاءة واقتدار.

تحديات

وعن الظواهر السلبية التي تواجه فرق مسارح الجرائم قال المقدم منصور الدغيشي أنه فورانتقال رجال الشرطة إلى موقع الجريمة أو الحادث يتم تطويق المكان بشريط تحذيري لمنع الاقتراب من مسرح الجريمة غير أن هناك ظواهر سلبية من البعض تتمثل في التجمع والتجمهر حول مسرح الجريمة بداعي الفضول مما قد يتسبب في إخفاء بعض الآثار المادية، كما أن التجمع يعيق عملية وصول المركبات والآليات التي تنقل المختصين الذين يباشرون عملهم في مسارح الجرائم، أضف إلى ذلك قيام البعض بتصوير المسرح وهذا الفعل غير قانوني ومخالف للأنظمة، وقد يؤثر على مسار التحقيق والمحاكمة بعد ذلك وعلى الجمهور التقيد والإلتزام بتعليمات رجال الشرطة الموجودين في مسرح الجريمة.

وشدد مدير إدارة مسارح الجرائم على ضرورة عدم العبث بمسرح الجريمة وترك الأشياء في مكانها، وينبغي الحذر من التقاط أو تحريك الأشياء بمكان الواقعة لأي غرض حتى لو كان القصد لترتيبه وإعادته إلى موضعه فقد تكون هناك آثار مادية لا تُرى بالعين المجرّدة، وعلى المجني عليه الإبلاغ الفوري عن الجريمة وإعطاء رجال الشرطة ما توفرت لديه من معلومات حتى تتمكن تلك الفرق من تحديد المهام المطلوبة.

تأمين الممتلكات

وفي الختام دعا مدير إدارة مسارح الجرائم أصحاب المنازل والمباني والأنشطة التجارية إلى تأمين ممتلكاتهم من خلال تركيب أجهزة المراقبة وأنظمة فتح وغلق الأبواب والتي سوف تسهم في ردع الجناة والتعرف عليهم وتسهل من عمليات البحث والتحري في حال وقوع جريمة.