المستشفى السلطاني يحقق إنجازاً نوعياً

بلادنا الأحد ٢٤/أبريل/٢٠١٦ ٠٨:٠٥ ص
المستشفى السلطاني يحقق إنجازاً نوعياً

مسقط -
استطاع المستشفى السلطاني، ممثلا بوحدتي جراحة القولون والمسالك البولية من تحقيق إنجاز طبي نوعي في مجال علاج الأورام هو الأول من نوعه في السلطنة.

وقد تمكن طاقم طبي جراحي بالمستشفى السلطاني من استخدام تقنية علاجية نوعية تتمثل في استئصال ورم سرطاني من الدرجة الرابعة منتشر في أعضاء متفرقة بالحوض إلى جانب تشكيل مثانة بديلة للبول بواسطة الأمعاء الدقيقة (Total pelvic excenteration with clear conduit and intraperitoneal hypothermic chemotherapy).

وقد أجرى هذا التدخل الجراحي فريق جراحي من المستشفى السلطاني مكون من د.مرتضى القبطان، ود.راشد بن محمد العلوي، ود.سالم البوسعيدي، ود.عامد بن خميس العريمي، ود.سامح إبراهيم، ود.محمود شعبان، بالتعاون مع أطباء التخدير والكادر التمريضي.
وتمثلت العملية الجراحية في استئصال الورم المنتشر في أعضاء المستقيم، والمثانة، والبروستاتا، وأجزاء أخرى بمنطقة الحوض وفتحة الشرج. وقام الأطباء بتشكيل مثانة اصطناعية من أجزاء الأمعاء الدقيقة ثم ربطها بالحالبين، بعد ذلك قام الكادر الطبي بترميم جداري الحوض السفلي والبطن، وفي المرحلة الأخيرة من التدخل الجراحي، تم وضع علاج كيماوي مُسخن في بطن المريض لمدة ساعة كاملة، علماً بأن هذه العملية الجراحية استغرقت حوالي 8 ساعات. وحول هذه العملية الجراحية النوعية، قال د. راشد العلوي، استشاري جراحة القولون: «غالباً ما يجرى هذا النوع من التدخلات الجراحية في الدول المتقدمة في مجال الطبي، والمراكز المتخصصة، نظراً للحاجة الماسة إلى توافر طاقم جراحي متكامل من تخصصات طبية عديدة يمتلكون المهارة والدقة اللازمة للإجراء هذه العملية الجراحية الدقيقة».
وأضاف العلوي «تتجلى صعوبات هذا النوع من التدخلات الجراحية في أن نسبة نجاح العملية الجراحية ضئيلة ولا تتعدى 50 %، نظراً لانتشار الورم في أماكن متفرقة من الجسم، والحاجة إلى تشكيل مثانة بديلة بواسطة الأمعاء الدقيقة، ناهيك عن الحاجة إلى وجود كادر طبي متخصص لمتابعة الوضع الصحي للمريض ما بعد العملية».
وأردف بالقول: «هنالك العديد من المميزات لهذا التدخل الجراحي تتمثل في استئصال الأورام المنتشرة في الجسم والتخلص منها، وتحسن الحالة الصحية للمريض إلى جانب قدرته على مزاولة الأنشطة الحياتية بشكل اعتيادي، وذلك بعد خضوع المريض لبرنامج تأهيلي متكامل بما ذلك التأهيل الجسدي، وبرنامج التغذية، إلى جانب مراقبة موضع العملية، والتحقق من سلامة المؤشرات الحيوية للمريض».
من جهته قال المريض شنون السيابي: «في البداية قدمت إلى المستشفى السلطاني بهدف العلاج نظراً لما أعانيه من مشاكل صحية وآلام مبرحة، وأجريت لي عدد من الفحوصات الطبية، والأشعة المقطعية، فتبين أنني أعاني من أورام منتشرة في أنحاء متفرقة بالجسم، لذلك قررت السفر إلى الخارج من أجل العلاج، ولكن كانت نتيجة التشخيص والإجراءات العلاجية المقترحة في تلك البلاد مماثلة كالتي وصفت لي بالمستشفى السلطاني، وبالتالي قررت العودة إلى الوطن من أجل إجراء العملية الجراحية في السلطنة، وذلك لما يزخر به وطننا المعطاء من مؤهلات وكفاءات طبية تضاهي الدول المتقدمة طبياً، فتم إجراء العملية الجراحية. ولله الحمد والمنة، فقد تكللت العملية الجراحية بالنجاح».
وأكد بالقول: «ثقتي بهذا الفريق الطبي المتميز كانت الدافع الأكبر لإجراء هذه العملية الجراحية بالمستشفى السلطاني، وأغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر والعرفان إلى هذا الطاقم الطبي والتمريضي».
الجدير بالإشارة أن المريض أكمل شهره الخامس منذ إجراء العملية الجراحية حيث يتمتع بالصحة، وجميع الفحوصات السريرية والأشعة المقطعية تؤكد خلو جسم المريض من الأورام السرطانية.