ولاية العوابي .. مكانة علمية وتاريخية

بلادنا الاثنين ٣١/مايو/٢٠٢١ ٠٩:٥١ ص
ولاية العوابي .. مكانة علمية وتاريخية

الشبيبة - العمانية

ولاية العوابي هي إحدى ولايات محافظة جنوب الباطنة وكانت تسمى (سوني) نسبة إلى الجبل الغربي المطل عليها والمسمى بجبل سوني وكان ذلك في عصور قديمة يصعب تحديدها واستمرت تسمية (سوني) حتى عصر اليعاربة حيث تغير الاسم إلى ( العوابي) نسبة إلى الضواحي والمفرد عابية وتعني ضاحية وهي الأرض غير المستغلة زراعيًا مع قابليتها للزراعة.

وتقع ولاية العوابي في الحجر الغربي من خط الباطنة جنوبًا حتى الجبل الأخضر وتجاورها من الجهة الجنوبية الغربية ولاية نخل ومن الجهة الجنوبية الشرقية ولاية وادي المعاول ومن الجهة الجنوبية نيابة الجبل الأخضر التابعة لولاية نزوى ومن الجهة الغربية الشمالية ولاية الرستاق وتبعد عن العاصمة مسقط حوالي 156 كيلو مترا ويبلغ عدد القرى التابعة لولاية العوابي (32) قرية هي العوابي والرامي والوليجاء والظاهر وطوي السيح والرجمة وفلج بني خزير والصبيخاء والمنظور والبرمية وغيز المحينية والهجير وحلحل وظهرة الظواهر وستال ومسفاة الهطاطلة وصنيبع وشوه وثقب والهجار ومسفاة الشريقيين وحدس والهودينة والمحصنة والعلياء والمرخ وعين كرفس وصقر وسحكون والدكم والدار.

وتمتاز ولاية العوابي بتاريخ حضاري عريق ومكانة علمية واسعة حيث أنجبت العديد من الأئمة والعلماء من بينهم الإمام الوارث بن كعب الخروصي وأصله من قرية الهجار والإمام الصلت بن مالك الخروصي وأصله من قرية ستال والإمام عزان بن تميم الخروصي وأصله من قرية المسفاة والإمام خالد بن محمد الخروصي وأصله من قرية الهجير والإمام خالد بن سعود الخروصي وأصله من قرية الهجير والشاعر الشيخ سالم بن غسان اللواح الخروصي صاحب ديوان اللواح وأصله من قرية ثقب والشاعر الشيخ سعيد بن محمد بن راشد الغشري الخروصي صاحب ديوان الغشري والشاعر الشيخ أبو بكر أحمد بن سعيد الستالي الخروصي صاحب ديوان الستالي.

ونتيجة للإرث التاريخي للولاية فقد أخذ شعّارها رمزًا للدلالة على ذلك حيث يمثل القلم والمحبرة دلالة على المكانة العلمية والتاريخية، ومن أهم الظواهر الثقافية التي تُميز الولاية الكتابة الصخرية والتي تُعد فنًا ثقافيًا فريدًا له ملامحه وسماته الخاصة حيث يتم من خلال الكتابة الصخرية تدوين أهم الأحداث والقضايا والتي تشمل مختلف نواحي الحياة في العصور السابقة فجاءت بمثابة الديوان الذي حفظ الكثير من أحداث وأخبار العقود الماضية وتشتمل تلك الكتابات على الكثير من الأحداث المهمة والتي تتعلق بتاريخ الولاية.

وتحتضن ولاية العوابي كباقي ولايات السلطنة العديد من المعالم الأثرية والتاريخية الشاهدة على حضارة وتراث هذه الولاية التي تعد كنزًا من كنوز محافظة جنوب الباطنة منها الحصون المنتشرة في الولاية ومن أهمها حصنالعوابي والذي يسميه البعض بالبيت الغربي وبيت الفوق وهو يقع على مدخل وادي بني خروص من الجهة الغربية وهو يتحكم في مدخل الولاية كما يتحكم في النقطة الرئيسية لتوزيع فلج العوابي وكان مقرًا للوالي وبُني في أوائل القرن الثالث عشر الهجري، وحصن الصلوت والذي يقع في قمة جبل مطل على فلج قرية ستال بوادي بني خروص وحصن وادي عرك ويقع في قرية الصبيخاء بالجبل الغربي قبل مدخل القرية وحصن الصبيخاء ويقع بالمحلة العالية على رأس الجبل المطل على المحلة وحصن الرامي والذي يُسمى أيضًا بالبيت الشرقي وهو يقع على مدخل وادي بني خروص من الضفة الشرقية مقابل حصن العوابي وبرج السد وهو برج دائري الشكل وبني على تل صغير ويبلغ ارتفاعه عشرة أمتار عن سطح الأرض تقريبُا وبُني من الحجارة والصاروج العماني وحصن الهجير وهو عبارة عن بناءين منفصلين يقعان في هضبة جبلية ترتفع عن سطح الأرض بحوالي (250) مترًا ويكشفان قرية الهجير وحصن السافل وهو يقع في مسفاة الشريقيين بوادي بني خروص.

ويوجد بالولاية عدد من المساجد الأثرية من أهمها مسجد الغمامة وهو يقع في قرية الهجار بوادي بني خروص وبناه الإمام الوارث بن كعب الخروصي وتم ترميمه مؤخرًا ومسجد الحشاة والذي يقع في قرية العلياء بوادي بني خروص وأجريت له بعض الترميمات ليحافظ على طابعه المعماري الحديث، وثلاثة مساجد قديمة تقع في محلة الصلوت بقرية ستال وهي منذ عهد الامام الصلت بن مالك الخروصي.

كما يوجد أيضا بالولاية عدد من البيوت الأثرية من أهمها بيت الرأس والذي يقع في قرية العلياء وبيت الصاروج ويقع أيضا في قرية العلياء وبيت حصن المسفاة ويقع في قرية مسفاة الشريقيين وبيت الوليجاء وهو بيت كبير بمنطقة الوليجاء وبيت الخطمة ويقع في قرية العلياء.

كما تزخر بالمعالم السياحية الجميلة والخلابة والتي جاءت من صنع الطبيعة بدون تدخل الإنسان بسبب موقعها الجغرافي ومناخها الجميل وتمتلك الولاية مقومات سياحية كبيرة جعلتها محطة للزائرين الذين يقصدونها خلال والعطل الرسمية للاستمتاع بما تحتويه من تلك المقومات السياحية وأهمها: قرية العلياء والتي تقع في وادي بني خروص وتمتاز بالمناظر الطبيعية الخلابة (كالأشجار العالية والمياه الغيلية والجبال الشاهقة) ومعالم أثرية أخرى وأضرحة دينية ومساجد يرتادها السياح باستمرار، وقرية الصبيخاء وهي منطقة سياحية رائعة تكثر بها الغيول في بطن الوادي خصوصا بعد هطول الأمطار وعلى مسافات طويلة بمحاذاة الأشجار الخضراء والجبال الشاهقة، ومنطقة العجمة والتي تقع في قرية الهجير

وتمتاز بمرور الفلج فيها وتداخل الأحجار الصخرية الكثيرة على شكل

ممرات وكهوف إضافة إلى الكتابات المنقوشة على الصخور.

ونظرًا لاعتماد أهالي الولاية في زراعتهم على الأفلاج والعيون أكثر من

اعتمادهم على الآبار فإن عدد الأفلاج بأنواعها (الجوفية والغيلية والعينية)

يصل إلى (47) فلجا وأكبرها فلج العوابي الذي يعد من أهم الأفلاج

بالسلطنة من حيث غزارته وهندسته الأرضية أما بالنسبة للمنتجات الزراعية

فإن الأهالي يزرعون أشجارًا متنوعة أهمها النخيل ومن أنواعه الخلاص

والنغال والخنيزي والزبد والخصاب والفرض والجبري والطبق وغيرها

وأشجار الليمون والمانجو والحمضيات الأخرى وأشجار الفاكهة كالسفرجل

والرمان والخوخ والعنب والمشمش والتين والجوافة وغيرها والأعلاف

والحبوب كالبرسيم والزرع وحب الذرة والشعير والصيف والبر والحمرا.