«تقـــنية المعـلومـات»: تشـفير واتس أب يخدم العصابات الإجرامية

بلادنا الأحد ٢٤/أبريل/٢٠١٦ ٠٨:٠٠ ص
«تقـــنية المعـلومـات»: تشـفير واتس أب يخدم العصابات الإجرامية

مسقط – محمد فهمي رجب
تصوير – إسماعيل الفارسي

أثارت شركة فيسبوك المالكة لتطبيق واتس أب ضجة عالمية أخرى بعد تطبيقها نظام الخصوصية (تشفير البيانات) لمستخدمي التطبيق، الأمر الذي عبر عنه المستخدمون بالارتياح واعتبروه جزءاً من الخصوصية في المراسلات.

في المقابل، رأى مدير عام قطاع أمن المعلومات بهيئة تقنية المعلومات د. بدر بن سالم المنذري أن تشفير البيانات الذي أعلنت عنه الشركة المالكة لتطبيق واتس أب يتيح المجال لاستغلال تلك البرامج في نقل وتبادل المعلومات والبيانات بين العصابات الإجرامية والمجموعات الإرهابية.

وقال المنذري إن هذا نوعا من أنواع التشفير التام من المرسل إلى المستقبل، ويعني أن البيانات المتداولة أو المتناقلة بين مستخدمي هذا التطبيق يتم تشفيرها على أجهزتهم قبل مغادرتها تلك الأجهزة وإرسالها إلى الطرف الآخر، والأهم هو أن مفاتيح الشفرة التي يتم عن طريقها تشفير البيانات وفك الشفرة يتم إنشاؤها وتخزينها على أجهزة المستخدمين أنفسهم دون أي تدخل مباشر من الشركة المالكة للتطبيق بحسب ادعائها، وبالتالي يتم إنشاء وتخزين والتخلص من هذه المفاتيح على أجهزة المستخدمين. وأضاف: بحسب ادعاء الشركة، لا يتم حفظ نسخ من هذا المفاتيح لدى الشركة المالكة لهذا التطبيق، وبالتالي فإن الشركة المالكة لتطبيق الواتس أب لن تتمكن من قراءة الرسائل المتداولة بين المستخدمين.

وعن مميزات التشفير، قال المنذري إن ميزة التشفير التام أنه يوفر مستوى جيداً من الخصوصية العالية لدى مستخدمي التطبيق بخاصة عند الاتصال بشبكات الواي فاي العامة المنتشرة في الأماكن العامة مثل المقاهي والفنادق وغيرها حيث يصعب على العصابات الإجرامية والمخترقين ومحترفي التجسس اعتراض المكالمات أو الرسائل النصية للمستخدمين، أي أن التشفير يوفر خصوصية بشكل جيد للمستخدمين.

وذكر أن التشفير التام الذي أعلنت عنه الشركة المالكة لخدمة الواتس أب موجود فعلاً وتم اختباره ولكن، لا يوجد حتى الآن دليل من جهة مستقلة ومحايدة على أن الشركة لا تحتفظ لديها بنسخ من مفاتيح تشفير تلك البيانات، لذلك فقد يكون ما أعلنته الشركة صحيحاً وقد يكون مجرد ادعاء لاكتساب شريحة أكبر من المستخدمين الباحثين عن خصوصية المعلومات.

أما عن سلبيات التشفير فقد بين المنذري أن التشفير التام كما أن له إيجابيات تتمثل في الخصوصية فإنه يثير المخاوف من إمكانية استغلال تلك البرامج في نقل وتبادل المعلومات والبيانات بين العصابات الإجرامية والمجموعات الإرهابية بحيث تصعب ملاحقتهم وتتبع أنشطتهم. كما أن التشفير سيصعب من ملاحقة وضبط مروجي الأكاذيب والشائعات، ما قد يسبب أضراراً كبيرة في المجتمع.
وأضاف: إلى جانب ذلك، فإن تشفير البيانات يعيق جمع الأدلة الرقمية في الجرائم الرقمية التي تدخل فيها تلك التطبيقات كطرف بخاصة مع فقدان أجهزة المستخدمين نظراً - بحسب ادعاء الشركة الذي مازال غير موثق حتى الآن - لعدم احتفاظها بنسخ من مفاتيح التشفير الخاصة بتلك الرسائل، ما يعيق من عملية ضبط وملاحقة المجرمين.
وأشار إلى أن تشفير تلك التطبيقات قد يؤدي إلى انتشار البرمجيات الضارة وبرامج التجسس والبرامج الخبيثة التي غالباً ما تقوم بإخفاء نفسها أو الشفرات الخاصة بها ضمن الروابط والصور والمقاطع التي يتم تبادلها بين المستخدمين. وحذر مدير عام قطاع أمن المعلومات بهيئة تقنية المعلومات المستخدمين من الاعتقاد بوجود خصوصية تامة لأن ذلك التشفير يمكن تجاوزه بالعديد من الوسائل والوصول إلى كل البيانات الموجودة على الهواتف والأجهزة، ما يوجب على المستخدمين عدم تبادل البيانات الخاصة بالعمل أو البيانات والمقاطع الصوتية الشخصية مهما كانت درجة الأمان والخصوصية التي توفرها تلك البرامج. وعن إمكانية حظر تطبيق الواتس أب قال المنذري إن ذلك يعود إلى سياسات وقوانين كل دولة «ولكن، بشكل عام ينبغي مراجعة الإيجابيات والسلبيات ومدى توافقها مع قوانين الدولة واتخاذ القرار بناء على ذلك».
ونبه المنذري إلى ضرورة الحذر حين استخدام شبكات الواي فاي العامة (المفتوحة) حيث بالإمكان عند استخدامها التجسس على أجهزة الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية واتصالات المستخدمين بشكل عام بشكل أسهل من الشبكات المغلقة المحمية ببرامج حماية معينة.