خبراء بنعرض "سوق السفر العربي" : ستشكل الاستدامة أهمية كبيرة في مستقبل صناعة السفر والسياحة

سياحة و سفر السبت ٢٩/مايو/٢٠٢١ ١٧:٢٢ م

دبي- ش

 اختتمت مؤخرا فعاليات النسخة الافتراضية من معرض سوق السفر العربي 2021 تحت شعار: "بزوغ فجر جديد للسفر والسياحة"، إذ أقيمت العديد من الجلسات الحوارية والتي تناولت قطاع الفنادق والطيران وعقبها حوارات ركزت على مستقبل الاستدامة في السفر والسياحة.

وفي هذا الصدد صرحت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: "تشغل الاستدامة في السفر والسياحة أهميةً كبيرةً في مستقبل صناعة السفر، وخصوصاً في المرحلة الراهنة التي أصبحت المخاوف بشأن تأثير صناعة السفر على البيئة متزايدة. سيكون لدى الوجهات السياحية والفنادق فرصة للتعافي اقتصاديًا وتجاوز الصعوبات الناجمة عن تفشي الوباء عبر تبني استراتيجية عمل صديقة للبيئة على مدى يتراوح من المتوسط إلى الطويل".

وتولى هارولد جودوين مستشار السياحة المسؤولة في سوق السفر العالمي تقديم جلسة افتراضية بعنوان "مسؤولية قطاع الضيافة في ظل الجائحة" والتي شهدت مشاركة نخبة من كبار المتخصصين في مجال الاستدامة في صناعة السفر.

وخلال كلمته الافتتاحية، حرص جودوين على معرفة رأي اللجنة المشاركة حول التحديات البيئية التي تواجه الفنادق على مدار العقد المقبل، وخاصة في ظل انتشار وباء هدد أركان القطاع من الناحية المالية، بالرغم من الجهود المستمرة للنهوض والتعافي.

وبدوره، قال إريك ريكورتي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة استشارات الضيافة جرينفيو: "نتوقع بحلول عام 2030 أن يتمكن قطاع الفنادق من تحقيق صافي صفر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال ذلك الإطار الزمني، مع تطبيق معايير تتناسب مع البيئة. لذا، فإن المشكلة في الوقت الحالي هي التأقلم مع سرعة التغيير، ولكن يجب علينا أن نؤمن بأهدفنا وقدراتنا على تحقيقهاوننهج مواقف بناءة علينا اتباعها".


ووفقًا لريكورتي من سنغافورة، فإن مواكبة تلك المنهجيات سيتم جزئيًا ليس فقط من خلال طلب المستهلك ولكن من خلال اللوائح الخضراء الجديدة، حيث قال: "ستحتاج الفنادق إلى تقديم حلول استباقية ذات إطار تنظيمي، من خلال ميزانيات مالية خاصة بهم."

وعن موضع قياس أداء الاستدامة والشفافية في النتائج، قالت إنجي هويبرشتس، نائبة الرئيس الأولى للاستدامة والأمن والاتصالات المؤسسية في مجموعة فنادق راديسون": لقد وضعت كافة شركات الضيافة الكبرى أهدافًا لتخفيض الانبعاثات الضارة بالبيئة، ولكن من الصعب في الوضع الراهن وضع أسس معيارية للمقارنة بينها، فهناك العديد من الفنادق المختلفة بضيافتها وميزاتها وضمن مواقع جغرافية مختلفة أيضاً".

وتابعت: "أعتقد أن أفضل طريقة للتقيم هي وضع المعايير المتبعة ضمن إطار محدد وموحد، وليس عبر فنادق فردية، وبهذه الطريقة يمكن للأشخاص مقارنة المنتجع بالمنتجعات السياحية الأخرى".

واختتم ريكورتي الجلسة بطريقة متفائلة، بقوله: "لقد حان وقت التفاؤل والعمل. لدينا الحلول والأدوات والفنادق ولتحقيق الاستدامة نحتاج إلى إدراجها في عملياتنا".

بعيدًا عن قطاع الضيافة التقليدية والمنتجعات الفاخرة، فمن المتوقع أن تشهد صناعة السفر والسياحية البيئية نموًا بمعدل نمو سنوي بنسبة %8 على المدى المتوسط إلى الطويل، إلى جانب إزدهار بعد العوامل السياحية "كالمخيمات المجهزة" التي تعد أكثر أمانًا في ظل انتشار الوباء.

كما وشهد اليوم انطلاق جلسة خاصة أدارها جيمس ورين، المدير المساعد في مجموعة فنادق "كوليرز" الشرق الأوسط، تحت عنوان "الفندق الفاخرة إلى الخيام البيئية" - أحد أسرع العروض السياحية نموًا، وتناولت الجلسة الحول البديلة لأماكن الإقامة التقليدية.

ووفقًا لـكوليرز، يمكن أن يُعزى تطور صناعة السياحة البيئية والصحة والطبيعة والمغامرة إلى طلب متزايد على خيارات السكن المستدامة، في خطوة نحو التغيير في نمط الحياة، وزيادة الوعي بتأثير السياحة على بيئة.

وفي الوقت نفسه، تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في طور ترسيخ مكانتها كوجهة رئيسية للسياحة البيئية مع وجود العديد من التحسانات الجارية. بينما تركزت مشاريع صناعة السياحة البيئية والصحة والزراعة والمغامرة حول المنتجعات الصحراوية الفاخرة الفردية لا سيما في الإمارات العربية المتحدة، حيث نلاحط التطور الذي تشهده أسواق دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان من خلال العديد من المشاريع والمخططات الحكومية الرئيسية.

وفي حديثه عن الأداء المال، صرح عضو اللجنة والمستشار، كريس نادر: "تجاوز منتجع التخييم في جبل جيس في رأس الخيمة الميزانية المتوقعة العام الماضي والتي تم تحديدها قبل انتشار الوباء. لقد استمتعت العائلات المحلية على وجه الخصوص بالخيام الراقية والكبيرة في ظل وجود مساحة للتباعد والخصوصية الكاملة".

وفي موعد آخر على جدول أعمال النسخة الافتراضية لمعرض سوق السفر العربي 2021، شهد الحدث الختامي والافتراضي الذي استمر على مدار ثلاثة أيام، انعقاد مؤتمر الجمعية العالمية لسفر الأعمال.

تناول المؤتمر صورة شاملة عن مدى استعداد المنطقة لعودتها إلى السفر الدولي، مع إلقاء نظرة على توقعات السفر الخاصة بالجمعية العالمية لسفر الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، وتنبؤات الصناعة وبحث سبل استجابة الحكومات للوباء ومدى استعدادها لتجاوز الأزمات، من حيث ضوابط الحدود وقيود السفر وخارطة الطريق للخروج من الأزمة بأمان.

ومن بين نخبة من المتحدثين البارزين، شارك إياد راسبي المدير التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتطوير السياحة، وكاثرين لوجان نائب الرئيس الإقليمي - أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى الجمعية العالمية لسفر الأعمال، وديريك سادوبين ، المدير العام لشركة كابا.