اهتمام سامٍ يحتاج إلى تنفيذ !

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٧/مايو/٢٠٢١ ٠٨:٢٩ ص
اهتمام سامٍ يحتاج إلى تنفيذ !

بقلم:علي المطاعني

تعكس التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - بمعالجة أوضاع الباحثين عن عمل إيمانا منه بأهمية تمكين الشباب العُماني من الإسهام الفاعل في تنمية وطنهم، وإستيعاب الباحثين عن عمل في مجالات العمل المختلفة في البلاد، وخاصة الإنتاجية والخدمية ذات القيمة المضافة، وضرورة إستثمار الطاقات المتدفقة الراغبة في الإسهام في خدمة وطنها وبناء ذاتها لمستقبل أفضل، فهذه التوجيهات تأتي تتويجا لما يوليه جلالته من إهتمام منذ تولية مقاليد الحكم في البلاد بالشباب العُماني ولعل إهتمامه بوضع إطار وطني شامل للتشغيل يستند علي العديد من مرتكزات النهضة المتجددة التي يقودها - حفظه الله - في البلاد لإحداث تحول نوعي يفضي للمضي بالسلطنة إلى مستقبل أفضل بإذن الله، الأمر الذي يبعث على الإرتياح لهذا الإهتمام المستمر من جلالته بأبنائه الشباب.

إن التعاطي الإيجابي والسريع مع مطالبات الشباب العُماني بتسريع إجراءات توظيفهم يؤكد بما لا يدعو مجالا للشك الحيز الكبير الذي يشغله ملف الباحثين عن عمل ضمن إهتمامات جلالته المتعددة في إدارة شؤون البلاد، إداركا منه بأن الشباب هم ثروة الأمم ووقود مستقبلها الزاهر، ولقد توجت بتوجيه سامي بتوظيف 32 ألف باحث عن عمل في هذا العام، و2.000 فرصة عمل بنظام العقود المؤقتة ومليون ساعة عمل للعمل الجزئي ودعم توظيف 15 ألف باحث عن عمل في القطاع الخاص، بتحمل صندوق الأمان الوظيفي 200 ريال ومنح لرواد الأعمال العاملين على حسابهم الخاص المسجلين في التأمينات الإجتماعية وكذلك منح علاوة مقطوعة للمواطنين المنتهية خدماتهم من العاملين بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ولعل تأكيد جلالته في خطابه السامي في الثالث والعشرين من فبراير 2020 إيلاء كل الإهتمام والرعاية والدعم لتطوير وطني شامل للتشغيل، وتبني نظم وسياسات عمل جديدة تمنح الحكومة المرونة اللازمة والقدرة التي تساعدها لتحقيق الإستفادة القصوى من الموارد والخبرات والكفاءات الوطنية وإستيعاب أكبر عدد ممكن من الشباب يعكس مدى العناية التي يوليها جلالته لأجيال المستقبل، بل وإعلان نظام الأمان الوظيفي في الثالث من مارس من العام الماضي وتمويله من جلالته بعشرة ملايين ريال كبداية لإنطلاقة قوية، ذلك يسهم بالتأكيد في تعزيز منظومة الحماية الإجتماعية ويندرج ضمن الإهتمامات الذي يضعها جلالة السلطان لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.

وعلى ضوء تلك المعطيات الميدانية الإيجابية فإن الكرة الآن في ملعب القطاعين العام والخاص للعمل بجدية وإحترافية تجنبا للوصول لمثل هذه النقاط حيث يجد الموطن نفسه مضطرا للتظاهر السلمي للمطالبة بفرص عمل في وطن به 1.5 مليون عامل أجنبي، وعلى الشباب إظهار الجدية والتحلي بالمسؤولية وتحمل مرحلة التأهيل والتدريب الصعبة.

في الواقع أن مايثلج الصدر هو أن إهتمام جلالته بأبنائه الشباب والمتمثل بتشغيل هذا العدد الكبير في ظل الظروف الاقتصادية والصحية الماثلة ليؤكد أن جلالته يضع هذا الأمر كأولوية في برنامج الحكومة، كما أنه يعكس إهتمام جلالته الشخصي بما يجري في الساحة المحلية خلافا للكثير من الدول.

فدعم جلالته توظيف 15.000 من الشباب في القطاع الخاص وبمنحهم 200 ريال شهريا بعد الإتفاق مع صاحب العمل على الاجور تعد خطوة لتعزيز القطاع الخاص وتمكين الكوادر الوطنية، الأمر الذي يتعين معه على القطاع الخاص تعزيز هذه المبادرة والبناء عليها لإستيعاب الكوادرالوطنية وتمكينها من العمل.

نامل أن يقدر عاليا هذا الاهتمام السامي بإهتمام مواز في هذه المرحلة العصيبة من كافة الأطراف ذات العلاقة، وأن يعملوا على إحلال المواطنين بدل العمالة الوافدة التي أخذت حقها طوال 50 عاما خلت ولها الشكر على ماقدمت وأنجزت، وقد آن الأوان الآن لأبناء الوطن ليكملوا مشوار النهضة العُمانية المتجددة.