عواصم –
نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن إدارة الرقابة على الإعلام في البلاد قولها إنها كشفت تقارير كاذبة نشرتها 15 مؤسسة صحفية صينية. وقالت الإدارة الحكومية للرقابة على الصحافة والنشر والإذاعة والسينما والتلفزيون إن مجلة (كايجينج) الاقتصادية وصحيفتي (ذا بيبر) و(جينان تايمز) من بين المطبوعات التي نشرت أخبارا كاذبة.
وذكرت الوكالة الصينية نقلا عن الإدارة أن تقريرا نشرته مجلة كايجينج في فبراير شباط وتناول الانحدار الاجتماعي في قرية احتوى على معلومات خاطئة.
وأشارت الإدارة إلى أن المواقع الإلكترونية التي نشرت المقال دون أن تتحقق من مصداقيته ستعاقب.
وقالت شينخوا إن صحيفة (ذا بيبر) نشرت تقارير كاذبة عن زلزال فيما أخطأت صحيفة (جينان تايمز) في عرض صور. ولم يتسن الحصول على تعليق من الإدارة ولا المؤسسات الصحفية المعنية.
وقال مسؤول بالإدارة لشينخوا إن التقارير الكاذبة تحدث قدرا كبيرا من التضليل ولها تأثير اجتماعي عكسي كما أنها تضر بمصداقية وسائل الإعلام.
وشددت حكومة الرئيس الصيني شي جين بينج القيود على الإنترنت ووسائل الإعلام في إطار حملة لمنع نشر الأخبار الكاذبة. لكن منتقدي الحملة يقولون إن الهدف منها السيطرة على الناشرين.
تظاهرات
من جانبها نفت الرئاسة المصرية ما نشرته إحدى الصحف المصرية من أن الرئيس عبدالفتاح السيسي طالب بوقف تظاهرات الأرض التي دعا إليها ناشطون يوم غد 25 أبريل الجاري.
وأعربت الرئاسة في بيان عن استيائها البالغ إزاء ما تم نشره على الموقع الإلكتروني لصحيفة «الشروق»، يوم الأربعاء، وتضمن معلومات مضللة منسوبة لمصادر مجهولة حول عقد الرئيس السيسي سلسلة لقاءات مع معاونيه، خاصة مسؤولي الملف الأمني لبحث وقف التظاهرات.
وأكدت الرئاسة أن هذا الأمر عار تماماً من الصحة شكلاً وموضوعاً، وكان يتعين على الصحيفة التأكد من صحة ذلك الخبر قبل النشر، مراعاةً لقواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة، وما يتعلق بها من رسالة سامية لزيادة الوعي ونشر المعلومات الصحيحة. وأهابت رئاسة الجمهورية بجميع وسائل الإعلام تحري الدقة والاستناد إلى مصادر رسمية، والتأكد من صحة الأخبار المتعلقة بمؤسسة الرئاسة قبل نشرها.
وكانت الصحيفة قد زعمت أن الرئيس أعرب عن غضبه من السماح بتمدد المظاهرات يوم الجمعة الفائت، وأكد لمســــاعديه أنه لـــن يقبل بتكرار المشـــــهد مرة أخــرى يوم الاثنين القادم 25 أبريل في ظل دعوات متزايدة في أوساط الشباب وقطاعات سياسية متنوعة للتظاهر احتجاجا على ترسيم الحدود.
فريق تحقيق
في أواخر يناير الفائت أعلن التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن تشكيل «فريق مستقل» لتقييم الحوادث أثناء العمليات العسكرية، معربا، في الوقت نفسه، عن أسفه لصدور تقارير «عارية عن الصحة» تدعي «سقوط ضحايا مدنيين من جراء قصف التحالف».
وأكدت قوات التحالف، الذي تقوده السعودية ويدعم القوات الحكومية باليمن في بيان لها بهذا الشان ، «على احترامها والتزامها بقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والتزام القادة والأفراد بهذه القواعد».
وأعربت قوات التحالف عن أسفها «لسقوط ضحايا مدنيين في اليمن»، مجددة التأكيد «على أنها تأخذ بكافة الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين وأفراد الوحدات الطبية والمنظمات الإنسانية وهيئات الإغاثة والصحفيين والإعلاميين، وتتجنب الخسائر في صفوف المدنيين».
وأكد البيان على تعاون قوات التحالف، التي ساهمت مع القوات اليمنية بتحرير مناطق يمنية، «التام مع منظمات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في مهــــامها الإنســــانية المناطـــة بها، لضمان احترام القانون الدولي الإنســاني وحماية المدنيين».
وتأكيدا لاحترامها لكافة القوانين والأعراف الدولية، تعلن «قوات التحالف العربي عن تشكيل فريق مستقل عالي المستوى من ذوي الكفاءة والاختصاص من كبار الضباط، والمستشارين العسكريين والخبراء في مجال الأسلحة والقانون الدولي الإنساني..». وسيعمل الفريق على «تقييم الحوادث وإجراءات التحقق وآلية الاستهداف المتبعة وتطويرها، والخروج بتقرير واضح وكامل وموضوعي لكل حالة على حده يتضمن الاستنتاجات والدروس المستفادة والتوصيات والإجراءات المستقبلية الواجب اتخاذها». وكشف المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي الناطق باسم تحالف دعم الشرعية باليمن، العميد أحمد عسيري، أن خبراء من الولايات المتحدة سيعكفون مع خبراء بريطانيين على إعداد تقارير موسعة وتحسين آليات العمليات. وأضاف البيان أنه «تم توجيه كافة الجهات المعنية بالتعاون الكامل مع الفريق في جمع المعلومات والتحقيق بشفافية تامة لمساعدة الفريق في أداء مهامه المنوطة به، في نطاق الولاية الممنوحة له وفقا للقرار 2140».
و»سيعمل الفريق جنباً إلى جنب مع وحدات تقييم الحوادث التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية ونظيراتها في دول التحالف» التي تعمل منذ انطلاق العمليات في اليمن «على تقييم الحقائق والظروف المحيطة بكل حادثة يتم الإبلاغ عنها..». وختم البيان بإعراب قيادة قوات التحالف عن أسفها «لصدور تقارير إعلامية وادعاءات من منظمات حقوقية تزعم بسقوط ضحايا مدنيين من جراء قصف التحالف عارية عن الصحة ولا تستند إلى أي أدلة أو براهين دامغة..».
صور كاذبة
شنت صحف ومواقع مقربة من اليمين المتطرف في أوروبا حملة تشويه واسعة الفترة الماضية ضد اللاجئين السوريين في ألمانيا والسويد عبر اتهامهم بالتحرش في احتفالات رأس السنة، معتمدة في ذلك على صور كاذبة وملفقة انتشرت بكثافة في مواقع التواصل الاجتماعي وقُدمت للجمهور على أنها من وقائع تحرش اللاجئين بفتيات ألمانيات وسويديات.
ومع قليل من التحري والتحقق حول مصادر تلك الصور -التي تصدّرت عناوين بعض الصحف والمواقع الإلكترونية- في أوروبا، يظهر جليا أنها صور كاذبة تعود لأحداث سابقة لا صلة لها باللاجئين، وتم نشرها قبل سنوات.
ومن أشهر تلك الصور الملفقة التي نشرتها بعض الصحف وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، صور لفتاة يُزعم أنها تعرضت للتشويه والاغتصاب على يد مهاجرين، لكنها في الحقيقة صورة للعارضة الإنجليزية دانييل لويد عندما تعرضت لاعتداء في أحد الملاهي الليلية في لندن العام 2009، ويمكن التأكد من ذلك بسهولة حيث نشرت مواقع وصحف عدة تفاصيل تلك الحادثة مرفقة بالصور ذاتها.
صورة أخرى ملفقة لامرأة عارية تصرخ، حيث تناولت المواقع تلك الصورة على أنها لفتاة تعرضت للاغتصاب من أكثر من ألف لاجئ عربي في ألمانيا، ليتبين أن الصورة ذاتها استخدمت من قبل في موقع إخباري هندي العام 2014.
واستمرارا في مسلسل التلفيق، نُشرت أيضا صور تظهر فتاة شقراء ووجهها ملطخ بالدماء، ليتم عرضها على أنها ضحية لتحرش اللاجئين، لكن الحقيقة أن هذه الصورة استخدمت في موقع إنترنت العام 2007 وظهرت على مدونة ومواقع كثيرة. واستخدمت صورة هذه الشابة المضرجة بالدم في مقالة بعنوان «السويد: عاصمة الاغتصاب الغربية»، ونشرها في فبراير2015 الموقع القومي المثير للجدل «fdesouche» الذي ربط بين التحرش الجنسي والمهاجرين.
لم يقتصر الأمر على الصور، بل جاوزه للفيديو، حيث تم نشر مقطع لحادثة اغتصاب وقعت بالقرب من ميدان التحرير بمصر على أنها لامرأة تعرضت للاغتصاب على يد لاجئين بمدينة كولونيا الألمانية، ولقي الفيديو أكثر من ثلاثمئة ألف مشاهدة، مما يدلل على قوة وسرعة انتشار هذه الحملات المضللة التي تستهدف اللاجئين.
ومن أبرز حملات التشويه ما نشرته مجلة شارلي إيبدو الفرنسية -التي اشتهرت برسومها المسيئة- التي ربطت بين الطفل السوري الغريق إيلان وبين حوادث التحرش المزعومة، حيث نشرت رسما لإيلان وفي أسفله رسم يصور مجموعة من اللاجئين يتحرشون بالنـــــساء، وحمل الرسم عبارة «لو كبر إيلان، ماذا كان سيصبح؟»
وقد قوبلت تلك الرسوم بنقد واسع من قبل مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، متهمين الصحيفة بنشر الكراهية ضد اللاجئين والعرب والمسلمين في أوروبا.
ويبدو أن مَن شنوا هذه الحملة نجحوا إلى حد ما في حشد أنصار جدد لمعسكر معاداة اللاجئين، حيث أظهر استطلاع أجرته مجموعة «دويتشلاندتريند» بألمانيا نشر أمس الجمعة أن الألمان أصبحوا أكثر خوفا من اللاجئين، وأقل ثقة في المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي سهلت دخولهم، بعد اعتداءات التحرش المزعومة.