اوباما يشيد بموقف ميركل من ازمة اللاجئين

الحدث الأحد ٢٤/أبريل/٢٠١٦ ٠٨:١٥ ص
اوباما يشيد بموقف ميركل من ازمة اللاجئين

برلين – عواصم – ش – وكالات

اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما ب "الموقف الشجاع" للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل والالمان ازاء ازمة اللاجئين، وذلك في مقابلة تنشرها صحيفة بيلد امس السبت.
واوضح اوباما "اجد موقف المستشارة ميركل والكثير من الالمان شجاعا ازاء ازمة اللاجئين" معتبرا ان ميركل اثبتت "زعامة اخلاقية وسياسية حقيقية".
بيد انه اضاف "ان المانيا لا يجب ان تتحمل لوحدها ، او مع دول نادرة اخرى، عبء (الازمة) كله" معتبرا "ان الاتفاق الاخير بين الاتحاد الاوروبي وتركيا شكل خطوة باتجاه تفاسم اكثر عدلا لهذه المسؤولية".
ويزور اوباما الاحد المعرض الصناعي بهانوفر شمال المانيا ومن المقرر ان يشارك الاثنين في "اجتماع غير رسمي" مع ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي والبريطاني ديفيد كاميرون، لبحث "الملفات الدولية الكبرى".
واثنى اوباما في المقابلة على ميركل ووصفها بانها "حارسة اوروبا" وبانها "برغماتية وتركز على ما يمكن حقا فعله".

زيارة محورية
على الصعيد نفسه يقوم عدد من القادة الاوروبيين بينهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ، بزيارة تتسم بالدقة السبت الى جنوب تركيا سيتحتم عليهم خلالها الموازنة ما بين اعطاء دفع لتطبيق الاتفاق مع انقرة حول المهاجرين والتاكيد على القيم الاوروبية.
ووصل رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك ونائب رئيس المفوضية الاوروبية فرانس تيمرمانس وميركل بعد ظهر يوم امس السبت الى غازي عنتاب بجنوب تركيا، قرب الحدود السورية، حيث سيزورون مخيما لللاجئين وسيلتقون رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو.
وتاتي هذه الزيارة بعد ثلاثة اسابيع على بدء تطبيق اتفاق مثير للجدل بين الاتحاد الاوروبي وتركيا يهدف الى ردع المهاجرين من السعي للدخول بصورة غير شرعية الى اوروبا التي تواجه اسوأ ازمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
ويقضي اتفاق بروكسل وانقرة الموقع في 18 آذار/مارس باعادة كل المهاجرين غير الشرعيين الجدد الذي يصلون الى الجزر اليونانية، الى تركيا، بمن فيهم طالبو اللجوء.
وفي المقابل، وافق الاتحاد على مبدأ "واحد مقابل واحد"، اي مقابل كل سوري يبعد الى تركيا من الجزر اليونانية، يستقبل الاتحاد سوريا من مخيمات اللاجئين في تركيا، ضمن سقف قدره 72 الف شخص.
كما وافق الاوروبيون على تحريك مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد وتسريع الية اعفاء الاتراك من تاشيرات الدخول، مع التشديد على انهم لن يساوموا على المعايير المطلوبة.
وصعد القادة الاتراك اللهجة هذا الاسبوع معتبرين انهم لن يعودوا ملزمين باحترام بنود الاتفاق ان لم يف الاوروبيون بوعدهم باعفاء الاتراك من تاشيرات دخول بحلول نهاية يوليو.

تحذيرات
وحذر الرئيس التركي رجب طيب اردوجان بان "الاتحاد الاوروبي بحاجة الى تركيا اكثر مما هي بحاجة اليه".
وقال سنان اولغن من معهد كارنيغي اوروبا ان الزيارة السبت "تاتي في مرحلة حرجة من تطبيق الاتفاق"، مشيرا الى ان عدة دول اوروبية لا تزال تعارض اعفاء الاتراك من تاشيرات دخول.
وقال مارك بيريني السفير السابق للاتحاد الاوروبي في انقرة انه ما بين ضغوط انقرة للحصول على ضمانات ودعوات منظمات غير حكومية مدافعة عن حقوق الانسان الى عدم المساومة على القيم الاوروبية، فان هذه الزيارة ستكون بمثابة "لعبة توازن دقيقة".

مكتابعة دقيقة
وتلقى زيارة القادة الاوروبيين متابعة دقيقة ممن ياملون منهم التعبير عن مخاوفهم حيال الانتهاكات لحرية والتعبير والصحافة في تركيا.
واكد تاسك امس الاول الجمعة في مقالة صدرت في عدد من الصحف الاوروبية ان هذه القيم "لن تكون يوما موضع مساومة سياسية" مضيفا "يجب ان يسمع الرئيس اردوغان ايضا هذه الرسالة".
وبدأت الجمعة محاكمة اربعة جامعيين اتراك متهمين بالقيام بـ"دعاية ارهابية"، بالتزامن مع محاكمة صحافيين معارضين شهيرين متهمين بالتجسس، في قضية يعتبرها معارضو اردوغان رمزا الى سياسة كم الاصوات المعارضة المطبقة في عهده.
ووجه احد هذين الصحافيين، رئيس تحرير صحيفة "جمهورييت" اليومية المعارضة جان دوندر، رسالة مفتوحة الى ميركل ياسف فيها لوقوف المانيا "من الجانب الخاطئ (...) في المعركة بين انصار الديموقراطية وانصار التسلط في تركيا".
وواجهت المستشارة انتقادات حادة داخل المانيا، بعدما سمحت بمباشرة ملاحقات جنائية طلبتها تركيا بحق فكاهي الماني سخر من اردوغان في برنامج تلفزيوني، في قضية اثارت توترا في العلاقات بين البلدين.
واشارت ميركل الى ان زيارتها لتركيا ستسمح باستعراض ما تم تطبيقه من اتفاق الهجرة، واتخاذ قرار بشأن اي خطوات مستقبلية لمساعدة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا بعد فرارهم من الحرب في بلادهم، وعددهم 2,7 مليون شخص.
واعلنت المفوضية الاوروبية الجمعة انه منذ دخول الاتفاق الاوروبي التركي حيز التنفيذ في 4 نيسان/ابريل، تمت اعادة 325 مهاجرا في اوضاع غير شرعية وصلوا الى اليونان بعد ابرام الاتفاق في 20 اذار/مارس، الى تركيا، فيما جرى ايواء 103 لاجئين سوريين في الاتحاد الاوروبي.
غير ان منظمة العفو الدولية حضت القادة الاوروبيين على "عدم غض الطرف عن سلسلة الانتهاكات لحقوق الانسان المرتكبة بحق اللاجئين" في تركيا، وهي تتهم انقرة باعادة عشرات اللاجئين السوريين الى بلادهم، ما يثبت بنظرها ان تركيا ليست "بلدا امنا".
وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في اذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ثم تطور لاحقا الى نزاع متشعب الاطراف، اسفر عن مقتل اكثر من 270 الف شخص وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

اليونان تعزز التعاون
و اشادت اليونان بـ"بدئها محادثات" مع دول متخامة لها هي البانيا ومقدونيا وبلغاريا، بهدف ايجاد "الية تعاون" للتصدي لازمة الهجرة.
وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس في بيان "انها اول محادثات لوزراء الخارجية والداخلية لهذه الدول الاربع" بهدف انشاء "الية تنسيق وتعاون للتصدي للشبكات الاجرامية" ومعالجة ازمة الهجرة.
واضاف ان الية التعاون هذه يجب ان تجتمع "كل ستة اشهر على الاقل"، متحدثا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه الالباني دتمير بوشاتي والبلغاري دانييل ميتوف والمقدوني نيكولا بوبوفسكي في ختام الاجتماع الذي عقد في مدينة تسالونيكي القريبة من مخيم ايدوميني على الحدود اليونانية المقدونية حيث يعيش الاف اللاجئين في ظروف مزرية.
ومن ناحيته، اشار بوشاتي الى ضرورة التعاون ايضا مع ايطاليا حيث استؤنف مؤخرا تدفق المهاجرين. وقال "نرى ان احتمال تغيير الطرق (للمهاجرين) موجود دائما".
ومطلع اذار/مارس، عمدت الدول الواقعة على "طريق البلقان" الذي كان يسلكه مئات الاف اللاجئين للعبور الى دول في شمال اوروبا ، الى اغلاق حدودها، كما وقعت تركيا والاتحاد الاوروبي اتفاقا حول الهجرة في 18 اذار/مارس سمح لليونان ان تعيد الى تركيا المهاجرين الذين يصلون الى جزرها في بحر ايجه. ولكن ادى هذا الامر الى تدفق المهاجرين الى ايطاليا، لقاء تقليص عدد المهاجرين الواصلين الى الجزر اليونانية.

...................
المجر : الاتحاد الاوروبي "سلم أمره لتركيا" في ازمة اللاجئين
فرانكفورت -أ ف ب) اعتبر رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان امس السبت ان الاتحاد الاوروبي "سلم امره لتركيا" على صعيد ازمة اللاجئين نتيجة ضغوط مارستها انغيلا ميركل، مشيرا الى عواقب "يصعب التكهن بها" ستنجم عن هذه المسألة.
وجه اوربان هذه الانتقادات الى المستشارة الالمانية في مقابلة مع مجلة "فيرشافسفوخي" الالمانية الاسبوعية، في حين تقوم ميركل وعدد من المسؤولين الاوروبيين بزيارة ذات طابع حساس الى تركيا السبت آملين في دفع الاتراك الى الاستمرار في تطبيق اتفاق حول المهاجرين هددوا بالتوقف عن تنفيذ بنوده.
واعتبر اوربان الذي اقامت حكومته شريطا شائكا لمنع تدفق المهاجرين واللاجئين الى المجر، "نحن سلمنا أمرنا لتركيا" من خلال هذا الاتفاق بين بروكسل وانقرة". واضاف ان "هذا الامر ليس جيدا على الاطلاق".
وقال رئيس الوزراء المجري ان "امن الاتحاد الاوروبي لا يمكن ان يعهد اليه الى دولة اجنبية ليست عضوا في الاتحاد الاوروبي".
وقد تعهدت تركيا بالموافقة على ان تستقبل على اراضيها جميع اللاجئين الذين دخلوا اليونان بطريقة غير قانونية منذ 20 اذار/مارس. وتنص الخطة من جهة اخرى على ان "يستقر" في بلد اوروبي لاجىء سوري في مقابل كل لاجىء سوري يعاد الى تركيا، على ان يناهز عددهم 72 الفا.
وفي المقابل، وافق الاوروبيون على منح تركيا ثلاثة مليارات يورو، والبدء بالمحادثات حول انضمامها الى الاتحاد الاوروبي، وتسريع عملية اعفاء الاتراك من تأشيرات الدخول، لكنهم شددوا على انهم لن يقدموا تنازلات حول المعايير التي يتعين التقيد بها.
ومنذ ذلك الحين، تعمد انقرة الى الابتزاز، فطالبت بثلاثة مليارات اضافية حتى 2018، وتؤكد انها لن تتمسك بتطبيق الاتفاق اذا لم يتم استثناء الاتراك من تأشيرات الدخول بحلول يونيو المقبل.
وقال اوربان الذي وافق مع ذلك على تبني الاتفاق مع انقرة، "دفعنا نحن اعضاء الاتحاد الاوروبي ثلاثة مليارات لتركيا حتى الان، وعما قريب قد ندفع ثلاثة مليارات اضافية. ويتعذر علينا ان نتوقع اين سيتوقف ذلك".
واضاف "ايدت الاستراتيجية التركية بشرط وحيد هو توافر منظومة حماية لحدود" الاتحاد الاوروبي. وقال ان بروكسل ترتكب "خطأ" بتركيز اهتمامها على اعادة توزيع اللاجئين، بدلا من حماية حدودها.