مصر تحتفل بـ "القضاء" وتؤجل ملف "الأخوان"

الحدث الأحد ٢٤/أبريل/٢٠١٦ ٠٩:١٠ ص
مصر تحتفل بـ "القضاء" وتؤجل ملف "الأخوان"

القاهرة – ش – وكالات

بينما أجلت محكمة جنايات القاهرة، أمس السبت، النظر في محاكمة محمد بديع و738 متهمًا فى القضية المعروفة إعلاميًا بـ«أحداث فض اعتصام رابعة»، لجلسة 10 مايو، لفض الأحراز، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على استقلال القضاء، والنأي عن أية شبهة للتأثير على أحكام القضاء أو التدخل في شؤونه. وقال خلال كلمته في الاحتفال بعيد القضاء أمس السبت إنه "رغم المحاولات المستمرة من الداخل والخارج لوقف حركة التقدم وبناء مصر الحديثة فإن ثقتي كاملة في وقوف الشعب المصري بكافة أطيافه على قلب رجل واحد في مواجهة مساعي الشر والسوء ودعاوى التشكيك والإحباط".
وأوضح أن "قضاة مصر الشرفاء خير دليل على إصرار هذا الشعب على الحفاظ على هوية مصر الوطنية بتسامحها واعتدالها". وشدد الرئيس المصري على أن الدستور يؤسس لدولة القانون القائمة على العدل والمساواة، حيث جعل الدستور من المواطنة أساسا متينا لتعامل الدولة مع أبنائها، فالجميع سواء أمام القانون وكل حق يتمتع به المواطنون يقابله التزام عليهم إزاء الدولة.
وذكر أن مرحلة البناء الراهنة تتطلب جهودا مضاعفة وعملا متواصلا، وأن هذا الأمر يلقي على عاتق الجهات والهيئات القضائية مهمة وطنية جسيمة لتمكين المصريين من الحصول على حقوقهم والتعريف بمسؤولياتهم.
وأوضح أن مؤسسة القضاء المصرية حازت مكانتها عبر مسيرة ممتدة وتاريخ عريق، حيث عرفت مصر المحاكم الشرعية منذ القرن الثامن عشر وواصل القضاء المصري تطوره حتى شهد القضاء علامة هامة عام 1931 بإنشاء محكمة النقض لتوحيد المبادئ القانونية وتحري دقة الأحكام النهائية، كما تم في عام 1946 إنشاء مجلس الدولة المصري للفصل في المنازعات الإدارية بين الأفراد والجهات الحكومية.
وأعرب عن ثقته في القضاء المصري بتراثه القانوني الراسخ، مطالبا بإصلاح تشريعي فاعل يعتمد على رؤية مستمرة تعلي مصلحة الوطن وتتواكب مع الحركة السريعة لتقدم المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وتحقق العدالة الناجزة.
من جانبه؛ أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار أحمد جمال الدين أن على القضاة قيامهم بما عليهم من واجب تدقيق البحث وإمعان النظر لتعرف الحقيقة التي يعلنونها فيما يفصلون فيه من القضية وبه وحده يسلمون من مظنة التحكم والاستبداد، إذا أردت أن تعرف قاضيا فاقرأ أسبابه إذ لا محل لمعرفة القاضي إلا من خلال عمله القضائي المعلن فهو وحده الذي يشهد له أو عليه أما القاضي الذي يظهر بصفته قصدت في المحافل العامة وقد يصفق له العامة.
وعلى صعيد متصل؛ قررت محكمة جنايات القاهرة أمس السبت تأجيل النطق بالحكم على الرئيس المعزول محمد مرسي في القضية المعروفة بـ"التخابر مع قطر" إلى السابع من مايو.
واستغرقت الجلسة بضع دقائق اعلن خلالها رئيس المحكمة القاضي محمد شيرين فهمي "مد اجل النطق بالحكم إلى 7 مايو المقبل لاستكمال المداولة". وسبق أن صدرت ثلاثة احكام بادانة مرسي، الذي اطاحه الجيش في يوليو 2013، في ثلاث قضايا مختلفة بالاعدام والسجن المؤبد والحبس 20 عاما.
وكانت قطر واحدة من الدول الرئيسية الداعمة لمرسي وتتهم السلطات المصرية الان الدوحة بدعم جماعة الاخوان المسلمين التي باتت محظورة رسميا.
وفي هذه القضية يواجه مرسي و10 اخرون اتهامات بتسريب "وثائق سرية" تتعلق بالامن القومي المصري إلى قطر مقابل مليون دولار. وفي عام 2015 أصدرت محكمة جنايات مصرية حكما بالإعدام على مرسي في قضية واجه فيها مع اخرين اتهامات بالهروب من السجون ومهاجمة اقسام شرطة اثناء الثورة على حسني مبارك في يناير 2011.
وكان تم القبض على مرسي وعدد من قيادات وكوادر جماعة الاخوان المسلمين بعد اندلاع التظاهرات ضد مبارك في 25 يناير 2011 ثم هرب الاف من السجون واقسام الشرطة بعد مهاجمتها من قبل المتظاهرين اثناء الثورة.
وحكم على مرسي كذلك بالسجن 25 عاما في قضية اتهم فيها بـ"التجسس" لصالح ايران وحزب الله وحماس في العام 2015. كما صدر حكم ثالث بحبسه 20 عاما لاتهامه بالتورط في اشتباكات وقعت امام قصر الرئاسة في الاتحادية في ديسمبر 2012 بين انصاره ومعارضيه واسفرت عن مقتل 10 اشخاص.

*-*

حماس تتقدم خطوة نحو تحسين علاقاتها مع مصر
رفح – ش – وكالات
في خطوة تهدف إلى تحسين العلاقات مع مصر، عمدت حركة حماس إلى اقامة عشرات المواقع والنقاط العسكرية في المنطقة الحدودية في جنوب قطاع غزة لتعزيز امن الحدود.
وعلى طول الحدود الممتدة على ثلاثة عشر كيلومترا من شاطىء البحر غرب رفح إلى معبر كرم ابو سالم (كيرم شالوم) شرقا، انتشر مئات العناصر من قوات الامن الوطني بقيادة حماس في نقاط عدة، بينها للمرة الاولى، ثلاثة مواقع عسكرية تبعد مئات الامتار عن برج مراقبة عسكري اسرائيلي في المنطقة الشرقية الجنوبية للمعبر، بحسب ما شاهد صحافيون قاموا بجولة في المنطقة نظمتها وزارة الداخلية التابعة لحماس.
وقال قائد الامن الوطني اللواء حسين ابو عاذرة لوكالة فرانس برس "قمنا بانشاء ستين موقعا ونقطة عسكرية على طول حدودنا مع اشقائنا بمصر لضبط الحدود وضمان عدم حدوث اي اختراق".
واضاف "بناء على رغبة اخواننا المصريين، زدنا عدد القوات إلى ثمانمئة بدلا من نحو مئتين وانشأنا 35 موقعا جديدا ملاصقة للسياج الحدودي، وانشأنا عددا من النقاط والمواقع خلف تلال رملية على خط مواز يبعد عشرات الامتار لتسهيل السيطرة، وقمنا باقامة ثلاثة مواقع عسكرية للمرة الاولى شرق معبر كرم ابو سالم".
وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة منذ العام 2007. وتفرض عليه إسرائيل حصارا محكما، بينما تقفل مصر معبر رفح، المتنفس الوحيد للقطاع مع الخارج. ويعد القطاع معزولا عن العالم الخارجي، وقد شهد ثلاث حروب مع إسرائيل في ست سنوات، وهو يعاني من أزمة إنسانية وركود اقتصادي.