تزايد أعداد المستوطنين سنويا

القدس المحتلة – زكي خليل

أجرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مقابلة مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو تناولت فيها مؤتمر السلام الدولي الذي دعت فرنسا إلى عقده في باريس بتاريخ 30 ايار القادم، قال فيها: "هدف المؤتمر في باريس واضح: تدخل فرنسا والمجتمع الدولي من اجل التمهيد لآفاق سياسية سلمية، وهذه مصلحة للجميع ترتكز على أمر واضح ومعروف، حل الدولتين. اننا نريد العودة إلى الخطوط الرئيسة للحل، لانه اصبح هناك ميل إلى عدم ذكرها، اننا نتحدث عن دولة إسرائيل ودولة فلسطين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن، وحدود آمنة ومعترف بها على أساس حدود العام 1967، بحيث تكون القدس عاصمة مشتركة لهما".
وفي سياق رده على سؤال حول إذا ما كانت الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض "الفيتو" في حال عرض فرنسا مبادرة على مجلس الأمن لا توافق إسرائيل عليها قال ايرو: "لا أستطيع الرد على هذا السؤال، لأن الأمر سيرتبط بطابع مشروع القرار، ويتوجب علي الحديث مع جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة حول هذا الموضوع، وتدرك في كل مرة نتحدث فيها مدى تعقيد الموضوع".
وقال ايرو البناء الاستيطاني يتوسع باستمرار وحذر من نتائج ذلك وأضاف: "من المحظور علينا نسيان أنه في السنوات 2002 - 2014، برزت 2300 بداية بناء جديد وأن عدد المستوطنين يزيد سنويا بحوالي 14600 مستوطن".
في غضون ذلك كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن بناء أكثر من أربعمائة وحدة استيطانية جديدة في أربع مستوطنات بالقدس المحتلة في أطار تسارع البناء الاستيطاني في مختلف أنحاء المدينة.
وقالت أسبوعية «كول هعير» إن شركة «يورو إسرائيل» تقيم مشروعاً استيطانيا جديداً في مستوطنة «بسغات زئيف» شمال القدس المحتلة يتضمن ثماني قطع اراض، بحيث يقام في كل قطعة ثلاث شقق سكنية، أي ستقام في إطار هذا المشروع 24 وحدة استيطانية جديدة.
وأضافت المصادر أن شركة «دونا» تقوم ببناء 72 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة موديعين شمال القدس وذلك في 12 مبنى يتكون كل منها من أربعة طوابق، ويتضمن ثمان وحدات سكنية، أي وحدتين في كل طابق.
من جهة ثانية قالت المصادر نفسها إن العمل جار في إقامة مشروع استيطاني جديد في مستوطنة «هار حومه» بجبل أبو غنيم يتكون من مبنيين ويشمل كل منهما من ستة طوابق وبهذا يبلغ عدد الوحدات السكنية الجديدة في المشروع 72 وحدة.
كما يقام في نفس المستوطنة - «هار حومه» مشروع استيطاني جديد يتكون من 13 مبنى من خمسة طوابق، ويبلغ عدد الوحدات في هذا المشروع 180 وحدة جديدة.
من ناحية أخرى ذكرت نفس المصادر أن العمل جار في الإعداد لبناء 53 وحدة استيطانية جديدة في مشروع «بارك بسغاه» في مستوطنة «بسغات زئيف » ومن المتوقع إسكان هذا المشروع خلال 30 شهراً. كما يجري بناء 14 وحدة استيطانية في مشروع «نوفي ادوميم» في مستوطنة معاليه أدوميم.
إلى ذلك افرجت سلطات الاحتلال عن الجندي اليئور ازريه - 20 عاما - قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف في الخليل في الوقت الذي كان فيه مصابا وممددا على الارض، عاجزا عن الحركة، بدعوى الانضمام لعائلته لمشاركتها في عيد الفصح اليهودي.
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية ان المحكمة العسكرية في يافا استجابت لطلب عائلة ازريه وسمحت بخروجه من المعتقل ومن المقرر عودته يوم الأحد ليقضي فترة اعتقاله المفتوح في قاعدة «نحشونيم» مع احتفاظه بحرية التنقل كما يريد داخل القاعدة إلى حين اتخاذ قرار في محاكمته.
وقدمت أمام المحكمة العسكرية في يافا الأسبوع الفائت لائحة اتهام ضد ازريه تضمنت تهمة القتل غير المتعمد رغم تأكيد لائحة الاتهام بأنه اطلق النار حتى الموت على الشريف الذي كان ممدد على الأرض جريحا غير قادر على الحركة، وزعم ازريه بأنه أطلق النار جراء إحساسه بالخطر.
ويتوقعون في الجيش الإسرائيلي «وجع رأس» كبير مع بداية محاكمته وآخر ما يتطلع إليه الفريق جادي ايزنكوت رئيس هيئة الأركان تحويل محاكمته إلى حدث إعلامي وخوض ضباط وقادة كبار مواجهات معه من على منصة الشهادة في المحكمة كما تقول الصحيفة.
وتتخوف مصادر عسكرية إسرائيلية من إيجاد «مهرجان إعلامي» يتضمن مظاهرات خارج قاعدة المحكمة ومواجهات بين متظاهرين من اليمين واليسار، كما يتخوفون أيضا من مواجهات خلال التحقيق المضاد وحرب الروايات بين الضباط خلال المحكمة، الأمر الذي قد يزيد من حدة الأزمة داخل الجيش التي برزت في أعقاب هذه القضية.