مسقط - الشبيبة
تستعد وزارة التربية والتعليم جميع المديريات التعليمية بمحافظات السلطنة لمرحلة التطبيق الفعلي للدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (PIRLS 2021)، وهي دراسة تقويمية دولية تُعنى بقياس مهارات القراءة لدى طلبة الصف الرابع من الحلقة الأولى للتعليم الأساسي، والتي سيتم تطبيقها يوم (الأربعاء) المقبل السادس والعشرين من شهر مايو الجاري.
المشاركة الثالثة للسلطنة
وحول أعداد مدارس السلطنة والطلبة المشاركين في هذه الدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (PIRLS 2021)، قالت الدكتورة زوينة بنت صالح المسكرية المديرة العامة لمركز القياس والتقويم التربوي بالوزارة:" تنظم الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي IEA هذه الدراسة كل خمس سنوات، وتعد هذه الدورة هي الخامسة لها، والثالثة بالنسبة لمشاركة السلطنة على التوالي بعد دورتي (2011، و2016)، وستشارك السلطنة أكثر من (60) دولة في هذه الدراسة؛ بهدف إجراء دراسة تقويمية شاملة لمهارات القراءة، وقد تم اختيار عينة من المدارس لتمثيل السلطنة دولياً في هذه الدراسة، والتي تتكون من (222) مدرسة، منها: (189) مدرسة حكومية، و(17) مدرسة خاصة، و(16) مدرسة دولية من جميع المديريات التعليمية في المحافظات، وبلغ عدد الطلبة المشاركين في التطبيق الفعلي كعينة عشوائية في هذه الدراسة (6381) طالبًا وطالبةً في الصف الرابع الأساسي من الحلقة الأولى، وهذا الاختيار العشوائي للعينة تم من خلال برامج حاسوبية قامت الجمعية المنظمة للدراسة بتصميمها لهذا الهدف".
أدوات الدراسة
وحول أدوات التطبيق الفعلي للدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة 2021 PIRLS، قالت الدكتورة زوينة المسكرية: "يتم تقويم قدرات الطلبة المشاركين ومهاراتهم عن طريق اختبار دولي يتكوّن من (9) نصوص أدبيّة (قصص – روايات) تتضمّن حكاية، أو قصّة واقعية من التراث، أو من حياتنا اليومية، تناسب مستوى الطلبة في هذه المرحلة الصفية، و(9) نصوص معلوماتيّة تتضمن معلومات، أو مواد تثقيفية في مختلف فروع المعرفة، موزعة على (18) كتيّبًا مختلفًا؛ وذلك لاختبار مهاراتهم في المادة التي يقرؤونها، ومعرفة مدى فهمهم واستيعابهم لتلك المادة، وقياس العمليات الخاصة بفهم المقروء واستيعابه ذات مستويات عقلية مختلفة، وسيتم توزيع كتيب للطلبة المشاركين يحتوي على نص معلوماتي، ونص آخر أدبي، ويكون كل نص متبوعًا بأسئلة تقيس مدى فهمهم واستيعابهم له، ويجلسون جلستين للاختبار، فيُمنحوا فيهما(80) دقيقة مدة الاختبار، بواقع (40) دقيقة للجلسة الواحدة تفصل بينهما استراحة قصيرة لا تتعدى (30) دقيقة".
وأضافت: "هناك أدوات أخرى تستخدم في الدراسة: كالاستبانات، وهي: "استبانة التلميذ" التي ستوزع على الطلبة الخاضعين للاختبار، و"استبانة المعلم" توزع لمعلم الشعبة التي تم اختيارها عشوائيا لتمثل المدرسة، و"استبانة منسق الدراسة" في المدرسة (مدير المدرسة)، و"استبانة تعلم القراءة" لولي الأمر؛ لقياس سلوكيات القراءة لدى الفئة المستهدفة واتجاهاتها، والغرض من القراءة، ومصادرها.
معا لتحقيق أهداف الدراسة
وتؤكد المديرة العامة لمركز القياس والتقويم التربوي على أهمية دور كل من المديريات التعليمية بالمحافظات، والمجتمع المدرسي في تحفيز الطلبة للمشاركة في هذه الدراسة، فقالت: "إن للمديريات التعليمية بالمحافظات، وإدارات المدارس، والمعلمات دور مهم في إعداد الطلبة، وتحفيزهم على المشاركة الجادة في الدراسة خاصة في هذا العام الدراسي الاستثنائي؛ لمعرفة تأثير جائحة كورونا على التحصيل الدراسي لهم، والنظام التعليمي في ظل تطبيق التعلم الإلكتروني ( المدمج، وعن بعد) باستخدام منصات التعليمية، وتحديد العوامل المؤثرة في تعلم القراءة، والذي بدوره سيمكن الوزارة البناء على هذه المؤشرات؛ لرسم، وتنفيذ الخطط؛ لتطوير منظومة التعليم، وتحسين تعلم هؤلاء الطلبة في هذه المواد.
وأضافت: كما تعوّل الوزارة على دور أولياء الأمور ومشاركتهم الفاعلة في الشراكة المجتمعية معها؛ لتحفيز أبنائهم للمشاركة الجادة في الخضوع لجلستي الاختبار، والاستبانة لتطبيق الدراسة، وتعبئة استبانة ولي الأمر، والتعرف على جوانب القوة والتحديات التي واجهت الطلبة في هذا العام والأعوام السابقة، كما نؤكد للجميع بأن الوزارة هدفها الأول مصلحة وصحة الطلبة، وقد أخذت جميع التدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية؛ لكي يختبر التلاميذ في بيئة آمنة وصحية، وقد تم التأكيد على إدارات المدارس بذلك من أجل سلامة، ونسأل الله التوفيق لأبنائنا الطلبة، ولعمان الرفعة والسمو".
وجدير بالذكر أن: الدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (PIRLS 2021) سعت إلى تحقيق أهداف عدة، منها: تزويد الدول ببيانات دولية مقارنة، وبيانات عن اتجاهاتها الوطنية الخاصة بالإلمام بالقراءة، والكتابة لدى طلبة الصف الرابع الأساسي، ودراسة الأنظمة المدرسية، وتحليلها للوقوف على إيجابياتها وسلبياتها، وجمع بيانات ومعلومات عن البيئة المنزلية والمدرسية، وأنشطة القراءة في المدرسة من خلال توزيع أربعة استبانات (الطالب - المعلم- مدير المدرسة- ولي أمر الطالب)، ثم القيام بتحليلها؛ لتحديد العوامل، أو مجموعة العوامل التي تقترن بمستويات عالية في الإلمام بالقراءة والكتابة، والتعرّف على كفاءات هؤلاء الطلبة وإنجازاتهم في تحقيق الأهداف المرسومة حسب معايير القراءة، وكذلك التعرّف على نسبة الفروق بين أداء الإناث والذكور، وبين أنواع المدارس، وأيضا تحديد العوامل المرتبطة باكتساب المعرفة، والمرتبطة بأساليب التدريس، والموارد المدرسية، وما تقوم به الأسرة لتشجيع أبنائها على القراءة، وذلك عن طريق تحليل نتائج الاختبار وبيانات الاستبانات، واستخلاص مواطن القوّة والضعف فيما يتعلّق بمستوى الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الطلبة، مما سيوفّر لأصحاب القرار معلومات وافية عن المواضع التي ينبغي توجيه الموارد إليها من أجل تحسين الإلمام المُبكّر بالقراءة والكتابة، ومعرفة كيف يتمّ تعليم القراءة، ومدى تنظيم وقتها، ووسائلها، وموادّها في مدارسنا، والتدرب من خلال الاختبار على أسئلة ذات مستويات عالمية، ومقارنة الممارسات التعليمية لمعلمي البلد المشارك بممارسات معلمي البلدان الأخرى، بالإضافة إلى معرفة مدى تأثير البيئة العائلية على أداء هؤلاء الطلبة في القراءة، وكيف يشجع الوالدان أطفالهم عليها، والحصول على مؤشر مادي وملموس حول مدى تطوّر القراءة بصفة خاصّة لديهم، وبالتّالي تحديد مستوى التّعليم في البلد المشارك، ممّا يعزّز مخرجاته التربوية، مقارنة بالمستويات العالمية الأخرى، ومقارنة مستوى أداء طلبة كل بلد مشارك بطلبة البلدان المشاركة الأخرى، وكذلك مقارنة المدارس ببعضها البعض داخل كل دولة مشاركة.