إنهم يستحقون أكثر !

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١١/مايو/٢٠٢١ ١٩:١٣ م
إنهم يستحقون أكثر !
عيسى المسعودي

عيسى المسعودي

طوال السنوات الفائتة من عمر النهضة العمانية كان للأطفال ذوي الإعاقة أولوية واهتمام كبير ، سواء من قبل الحكومة متمثلة في المؤسسات المعنية أو من قبل بعض مبادرات شركات القطاع الخاص ورجال الأعمال، فهذه الفئة ورعايتها والإعتناء بها وخدمتها موجودة بأشكال مختلفة طوال السنوات الماضية ، ولاشك إن إنشاء الجمعيات والمراكز المتخصصة لهولاء الأطفال وتوفير المعلمين والأخصائين والأجهزة المتخصصة بهدف تنمية وتطوير قدراتهم ومهراتهم المختلفة ، يؤكد اهتمام السلطنة برعاية أطفالها الذين يحتاجون منا وبشكل مستمر كل الدعم والرعاية وتوفير البيئة المناسبة لتمكينهم لعيش حياة طبيعية وكريمة.

لقد جاء إعلان تدشين وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مؤخرا السهم الوقفي للأطفال ذوي الإعاقة ليؤكد مجدداً استمرار الحكومة في دعمها لهذه الفئة المهمة، فهي مبادرة رائعة تتطلب منا جميعاً دعمها والوقوف معها ومساندتها والتعريف بها ، حتى تحقق هذه المبادرة أهدافها النبيلة التي ستخدم أطفالنا من ذوي الإعاقة ، و الذين يستحقون الأفضل دائما فالإحتياجات كبيرة والتحديات أكبر لتوفير مختلف الخدمات والتجهيزات لهذه الفئة المهمة في المجتمع ، وعلينا التعاون والتكاتف في هذا المجال، لذلك فإن إطلاق مثل هذه المبادرة وغيرها إن شاء الله تفتح لنا ملف دعم جمعيات الأطفال ذوي الإعاقة ، وتسلط الضوء على أهمية الاهتمام أكبر بهذه الفئة ، خاصة خلال الفترة المقبلة لأننا ندرك متطلبات هؤلاء الأطفال من خلال دعم الجمعيات والمراكز المتخصصة ، وأن لانتركها تواجه هذه التحديات بمفردها خاصة توفير الاحتياجات المالية ، وعلينا التكاتف والتعاون في هذا المجال ، كلا حسب استطاعته، فمثلا على رجال الأعمال والشركات وكل من يستطيع ماديا أن يساهم في إنجاح مبادرة إطلاق السهم الوقفي من خلال التواصل مع القائمين على هذا السهم الوقفي ، وتقديم الدعم المطلوب حتى يتم تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المبادرة ، والتي إن شاء الله ستعود بالمنفعة والخير على أطفال عمان من ذوي الإعاقة ، ونساهم جميعاً في تنمية وتطوير قدراتهم ومهاراتهم المختلفة، وهذا لن يتحقق إلا من خلال دعمنا جميعاً لمثل هذه المبادرات الرائعة والإنسانية ، والتي ستساهم أيضا كما ذكرت صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد ، وكيلة وقف الأطفال ذوي الإعاقة ، في توفير الأدوات والمعدات اللازمة للأطفال من ذوي الإعاقة، وسيساعد الوقف أيضا على تقديم البرامج التعليمية والتأهيلية والعلاجية والتدريبية التي يحتاجها أطفال السلطنة من ذوي الاعاقة ، سواء لجمعية الأطفال ذوي الإعاقة أو للجمعيات أو المراكز المتخصصة لهذه الفئة .

أن هذه المبادرة الرائعة ورغم أهميتها وما ستقدمه من دعم للأطفال ذوي الإعاقة أن شاء الله إلا أن الجمعيات والمراكز المتخصصة ، ستحتاج لمزيد من الدعم والمساعدة خلال الفترة المقبلة،  لأننا كما ذكرنا التحديات كبيرة لتوفير الإمكانيات وتتطلب أموال ودخل سنوي مستمر يضمن الاستمراية ، ولذلك اقترح على المؤسسات الحكومية المعنية ومن بينها وزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع المؤسسات الأخرى ، أن تنظر الي إيجاد قنوات استثمارية لهذه الجمعيات والمراكز المتخصصة لذوي الاعاقة ، من خلال مثلاً تخصيص أراضي تجارية سواء في مسقط أو في المحافظات الأخرى ، بهدف استثمارها في قيام مشاريع تجارية تساهم في تعزيز الدخل المادي لهذه الجمعيات والمراكز ، وحتى تستطيع أن تعتمد على نفسها في المستقبل مادياً ، من خلال توفير دخل ثابث لها من هذه المشاريع يغنيها عن الطلب المستمر من المؤسسات الحكومية أو من المؤسسات الأخرى،  فكل جمعية أو مركز متخصص لهذه الفئة إذا وجد دخل ثابت واستثمار جيد  ،ستستطيع الإدارة من وضع الخطط التطويرية حسب الدخل السنوي الثابت،  الذي يمكن أن تحصل عليه ، وسيساهم ذلك في الاستقرار وتنظيم الأمور المالية بشكل أفضل، والقيام بدفع رواتب الموظفين والمختصيين وشراء المستلزمات والأجهزة المختلفة،  وتنظيم الأنشطة التي تساهم في تنمية وتطوير هؤلاء الأطفال ، لأن الوضع الحالي لأغلب هذه الجمعيات غير مستقر ويعتمد على الهبات أو المساعدات،  وبالتالي تضل إدارات هذه الجمعيات والمراكز المتخصصة في حالة من التوتر وقلة الإمكانيات المادية ، مما يؤثر كثيراً على أدائها وعملها ودورها في العناية بهؤلاء الأطفال الذين يستحقون منا أكثر مما هو عليه حالياً ، أننا نأمل أن تنظر المؤسسات الحكومية المعنية ، وبدعم من مجلس الوزراء الموقر ومن مجلسي عمان ( الدولة والشورى ) ، وأيضا من مؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال ، تطبيق هذه المقترحات والأفكار ، وأن نشهد خلال المرحلة المقبلة توجه جديد في دعم هذه الجمعيات والمراكز التي تقوم بدور إنساني مهم في رعاية أولادنا من فئة ذوي الإعاقة ، حتى ينعكس ذلك إيجابياً عليهم وعلى ضمان حصولهم على حياة كريمة وآمنه كباقي الفئات الأخرى.