تساؤلات من وحي لقاحات ’كورونا’

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٣/مايو/٢٠٢١ ٠٩:٣٦ ص
تساؤلات من وحي لقاحات ’كورونا’

بقلم:  خالد عرابي

رغم مرور شهور على إنتاج العديد من الشركات العالمية الشهيرة لعدد من اللقاحات (التطعيمات) المختلفة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلا أنه وحتى الآن ما زالت الثقة في هذه اللقاحات متذبذبة وما زال القلق من بعضها موجود حول العالم ، وحتى وإن كان قد ارتفع مستوى الثقة في بعضها بدرجة أعلى مثل لقاح فايزر، إلا أنه وفي المقابل تماما فإن لقاح مثل استرازينكا تراجعت الثقة فيه بدرجة كبيرة، وكما قال البعض فإن هذا لم يأت من فراغ وإنما جاء مما حدث في عدد من الدول من حدوث مضاعفات أو أثار جانبية لأشخاص بعد أخذ اللقاح، منها حدوث تجلطات دموية .

الأمر بالطبع ليس مقتصر فقط على الأثار الجانبية السابقة التي ظهرت بسبب بعضها، وإنما سبقها الكثير من التخويفات بل والأحداث والمبررات الكثيرة التي ساقها من هم ضد اللقاح مثل أنها لم تأخذ الفترة الكافية لأجل التوصل إليها، ومنها أنها لم تنل الإجراءات ولا الاختبارات الكافية عليها للتأكد من مأمونيتها ، بل وكانت المشكلة الكبرى التشكيك في الهدف من تلك اللقاحات وأنها ربما توجهت لها كثير من الشركات من قبل التجارة والربحية، بل والأهم ما حدث قبلها من التشكيك في المرض أو الفيروس نفسه، والتساؤل حول إذا كان بالفعل وليد الصدفة و بسبب "خفاش" أو "فأر" ولا حتى "بومه" ، أو إن كان مصنعَا، أو في إطار حرب بيولوجية ، وكان مما زاد "الطين بلة" في التشكيكات حوله كذلك ما حدث من تردد و تذبذب مستمر من قبل أعلى جهة مسؤولة عن صحة الإنسان والبشر في العالم وهي منظمة الصحة العالمية التي جاءت أراءها متناقضة لفترات طويلة ، فما من تصريح أو تعليق يصدر عنها فيما يخص الفيروس إلا ويأتي بعد فترة ما يناقضه مما أفقدها بعض المصداقية .

اللافت للنظر أنه وبعد مرور كل هذه الفترة منذ ظهور المرض في ديسمبر 2019، وكل هذه الشهور منذ إنتاج لقاحات فعلية للمرض من شركات عالمية لها سمعتها، إلا أنه ما زلنا كل يوم تظهر علينا بعض الأراء والتعليقات التي ما زالت تشكك بل وتقلق البعض من تلك اللقاحات ، كأن يأتي من يقول أن هذه اللقاحات ستكون بشكل سنوي ، أو أن يأتي أخر ليقول أن الجرعتين لن تكونا كافيتين و ربما يحتاج الأمر لأن تصل إلى ثلاث جرعات -مما يوحي بطرف خفي أنها للتجارة- ، بل والأخطر من هذا وذاك هو ما تداول ويتداول حول تأثيرات اللقاح على صحة الانسان وأنه يحدث تغييرات في الجينات الوراثية وغيرها .

وكان مما دعم ما سبق مما أثير حول بعض اللقاحات من عدم مأمونية هو حدوث أثار جانبية فعلية عند أخذ اللقاح، ودعمها قيام بعض الحكومات وحتى الدول بمنع استخدام بعض اللقاحات ومنها الدنمارك مثلا التي أوقفت استخدام لقاح أكسفورد-أسترازينيكا بسبب المخاوف من أنه قد يتسبب في حدوث حالات نادرة من تجلط الدم، لتكون أول دولة أوروبية تتخذ هذه الخطوة بشكل كامل .

وكذلك ما صدر مؤخرا من صدور بعض أحكام في بعض الدول ومنها ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها من إلغاء المحكمة العليا للتطعيم الشامل واستخدام اللقاح ، وبحسب موقع "أجورا ليك" وعلى رابط: https://agoraleaks.com/?p=82602 ، جاء: "تم رفع الدعوى من قبل مجموعة من العلماء بقيادة السيناتور روبرت إف كينيدي الذي قال: "يجب تجنب لقاح Covid الجديد بأي ثمن. أوجه انتباهكم بشكل عاجل إلى القضايا المهمة المتعلقة بالتطعيم القادم ضد Covid-19. لأول مرة في تاريخ التطعيم ، يتداخل ما يسمى بأحدث جيل من لقاحات mRNA بشكل مباشر مع المادة الوراثية للمريض ، وبالتالي يغير المادة الوراثية الفردية ، وهو التلاعب الجيني ، والذي كان محظورا بالفعل وكان يعتبر سابقا جريمة . لقاح فيروس كورونا ليس لقاحا فاحذروه!

و وفقا لنفس الموقع قال السيناتور روبرت إف كينيدي: "لقاح كورونا ليس لقاحا فاحذرروه .. الـ”mRNAs” سلاح جيني! ، وأضاف: " سيدمرون أبناء الأرض، وسيصبح الناجون كائنات معدلة وراثيا! والخلل الجيني أبدي!" وهناك وفي هذا الرابط أيضا الكثير من التفاصيل المرعبة ..

كما أنه وبحسب موقع " بي بي سي" العربية بتاريخ 7 أبريل الماضي فإن الولايات المتحدة أيضا رفضت فكرت جوازات سفر (كوفيد-19) وجاء في الخبر: "استبعد البيت الأبيض فرض جوازات سفر إلزامية للتطعيم ضد فيروس كورونا مؤكدا ضرورة حماية خصوصية المواطنين وحقوقهم..".

وهنا أعرض بعض الأسئلة التي دارت بعقلي والتي أشعر أنها منطقية ومقنعة بالنسبة لي واعتقد ستكون مقنعة لكثير ممن يقرأها ، ومنها: لماذا كل الشركات التي توجهت للتوصل لعلاجات لفيروس كورونا كلها إتجهت لانتاج لقاحات (تطعيمات) ولم تتوجه ولا شركة منه لإنتاج علاج لفيروس كورونا مع أنه كما قيل من سلالة الإنفلونزا، ونحن نعلم أن الإنفلونزا لها العشرات من العلاجات لما بعد المرض من العديد من الشركات من حول العالم.

الغريب في الأمر بل وكما يقال "الأغرب من الخيال" أن كل لقاحات كورونا حتى الآن يقال بأنها لا تمنع الإصابة بالفيروس ، بل تقلل من أثاره في حين أن (ألف باء) اللقاحات هو أن تحد أوتمنع أو تقلل الإصابة بمرض ما ، فمثلا كلنا يعرف كيف أن لقاحات أمراض مثل : "الحصبة أو الجدري أو الملاريا أو التيفود" وغيرها قللت بل حدت ومنعت هذه الأمراض لدرجة أن بعض الدول أصبحت نسبة الإصابة بهذه الأمراض بها في بعض الدول صفر حالات.. وهنا التساؤل الأهم: "إذا كانت كل لقاحات فيروس كورونا التي أنتجت لا تمنع الفيروس ولا تضمن وقفه فلماذا اعتبرتوها لقاحات ، ولماذا لم تعتبروها علاجات ، أو لماذا لا تفكروا في إنتاج علاجات أي لما بعد الإصابة ؟

في النهاية ما أريد التأكيد عليه هوأننا هنا لا نقول للناس لا تأخذوا اللقاحات ولا نحذرهم منه و لكن نشير إلى الأسباب التي أدت و تؤدي حتى الآن إلى التخوف منها وعدم الاقبال عليها في بعض البلدان ، وأنه و إن كان من رغبة في الوصول إلى (حصانة القطيع) أي الحد الأمن من اللقاحات التي تضمن الحماية للمجتمع كما يقال، فلابد من توضيح الأمور للناس والشعوب و بمعلومات واضحة و صريحة و قاطعة ، وحتى وإن كان من أثار جانبية فعلا، فلابد من توضيحها أيضا ، كأن يقال بأن هناك أثار ولكن بنسبة ضئيلة أو لاتكاد تذكر وأنها تحدث في حالات كذا وكذا .