الإسلاموفوبيا .. «إن شاء الله» تدفع «FBI» للتحقيق مع طالب عراقي

الحدث السبت ٢٣/أبريل/٢٠١٦ ٠٦:٥٩ ص
الإسلاموفوبيا .. «إن شاء الله» تدفع «FBI» للتحقيق مع طالب عراقي

مسقط –
قال الطالب العراقي، خير الدين المخزومي إنه طُرد من على متن رحلة طيران «ساوث ويست» الأمريكية وتعرض للاستجواب لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).

الطالب الذي يبلغ من العمر 26 عاما في جامعة كاليفورنيا الأمريكية يطالب شركة الطيران بالاعتذار وإصدار بيان يُفيد بما حدث له، والذي يصفه بأنه حالة واضحة من «الإسلاموفوبيا».

بداية القصة
بدأت القصة، وفقا للمخزومي، بعد أن قرر مهاتفة عمه في بغداد من على متن الطائرة، بينما كان ينتظر إقلاع رحلته من مدينة لوس انجلوس إلى مدينة أوكلاند، في ولاية كاليفورنيا، وكانا يتحدثان بالعربية عن حدث كان المخزومي متحمس بشأنه، وهو حضوره لحفلة عشاء مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.

وقال المخزومي: «اتصلت به فقط وتحدثت معه عن الأمر وكل ما يخصه، وطلب مني عمي أن اتصل به عند هبوطي في أوكلاند، فرددت عليه بـ»إن شــــاء الله»، سأتصل بك عندما أصل، وخلال حديثي كان هناك سيدة تحدق بي».
وظن طالب العلوم السياسية أن المرأة المعنية ربما انزعجت من صوته العالي على الهاتف، ولكنه رآها تغادر الطائرة فجأة، وبلمح البصر انقلب الوضع تماما.
وأضاف المخزومي: «بعد ذلك بدقيقتين، اقترب مني رجل برفقة شرطيين – لم أصدق سرعة حدوث ما وقع – وطلبوا مني مغادرة الطائرة».

بيان مكتوب

ورفضت شركة طيران «ساوث ويست» الأمريكية تقديم تفاصيل عن الحادث لكنها قالت في بيان مكتوب إن الشركة لا تتسامح مع التمييز، إذ جاء في بيانها: «قبل مغادرة رحلة 4620، أدلى أفراد طاقم الطائرة بقرار للتحقيق في تقرير تهديد محتمل حول تعليقات سُمعت على متن طائراتنا. وقامت مجموعة من موظفينا بما في ذلك طاقم الطائرة بمراجعة الوضع. ونعلم أن مسؤولي إنفاذ القانون المحليين تحدثوا أيضا مع ذلك الراكب بعد مغادرته بوابة الطائرة».
وقالت متحدثة باسم مكتب التحقيقات الفدرالي إن المكتب لم يأخذ «أي إجراء آخر» بعد استجواب المخزومي. ويقول المخزومي إنه لم يتلق اعتذارا من «ساوث ويست» منذ أن وقعت الحداثة في السادس من أبريل الجاري، إذ أضاف الشاب العراقي: «كل ما أريده هو اعتذار.. نحن كشعب عراقي وأمريكي ، لدينا شيء واحد مشترك، وهو كرامتنا. إذا حاول أحدهم حرماننا منها فعلينا أن نواجه ذلك، ليس بالعدوان، لكن بالمعرفة والتعليم. يجب على المرء أن يتشبث بمبادئه».
وتابع المخزومي أن الوضع ازداد سوءا بعد مغادرته الطائرة، إذ قال: «الرجل الذي جاء وأرغمني على مغادرة الطائرة، أخذني إلى جسر الطائرة، وأعتقد أنه يعمل مع ساوث ويست، ويجب أن أقول أنه كان عدوانيا في طريقة معاملته لي. لم يكن لطيفا أبدا، وحاول أن يتكلم معي بالعربية، ولكني لم أفهم ما قاله، لذلك طلبت منه أن يتكلم معي بالإنجليزية.. شعرت بالظلم، وكنت خائفا، قال لي يبدو أنك كنت تتحدث بحوار جاد للغاية على الطائرة، مع من كنت تتحدث؟»
أخبره المخزومي أنه كان يُهاتف عمّه وعرض له مقطع حضوره حفل العشاء مع بان كي مون. ووفقا للمخزومي، أجابه الرجل: «لماذا تتحدث باللغة العربية؟ أنت تعرف أن البيئة خطيرة للغاية» واستطرد المخزومي قصة ما حدث معه، قائلا إن الكلاب البوليسية جاءت لتشم حقيبته وفتشه شخص ما عند البوابة وأخذ محفظته ثم اصطحبه عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي إلى مكان آخر.
وقال المخزومي إن أحد المحققين سأله سؤالا فاجأه: «عليك أن تكون في غاية الصدق عندما تخبرنا ماذا قلت عن الشهداء. أخبرنا كل ما تعرفه عن الشهداء». وفي تلك اللحظة رد الشاب العراقي: «إني لم أقل تلك الكلمة، لقد قلت فقط إن شاء الله.»
وعند انتهاء الاستجواب، أخبره المحققون أن شركة طيران «ساوث ويست» لن تأخذه على متن رحلاتها إلى أوكلاند، مكتفين بالقول «يمكنك الانصراف».

توكلت على الله

تذكرنا تلك القصة باخرى مشابهه وقعت بعد حادثة طائرة مصر للطيران في 31 أكتوبر 1999 حيث قتل 217 شخصا في تحطم بوينج بي767-300 تابعة لشركة مصر للطيران رقم الرحلة 990، قبالة ساحل ماساتشوستس الأميركي بعد نحو ســــاعة من إقلاعها. ولم ينج في الحادث أي من الركاب وتكون طاقمها من أحمد الحبشي و جميل البطوطي وعادل أنور و رؤف محيي الدين.
وظهر بعد ذلك تقرير لهيئة السلامة الأمريكية ومن المفروض أن الجانب المصري زعم رفضه قطعا حيث زعم التقرير ان مساعد الطيار جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة والانتحار بسبب جملة قالها وهي: «توكلت على الله« وهي جملة لا يقولها منتحر، وانما يقولها إنسان يقوم بعمل صعب لا يتم إلا بمعونة الله. وهناك تقارير اخري تؤكد وجود شبهة جنائية حول الحادث.
موجز التحقيق الذي وافقت عليه مصر للطيران - خلص تقرير مجلس سلامة النقل الوطني للولايات المتحدة (بدعم من إدارة الطيران الاتحادية ومكتب التحقيقات الفدرالي و بوينغ، وخفر سواحل الولايات المتحدة) أن سبب الحادث نتيجة لمدخلات التحكم في الطيران لمساعد الطيار جميل البطوطي الذي تعمد إسقاط الطائرة.
تعمد التقرير الذي أعدته هيئة سلامة الطيران الأمريكية إخفاء حقائق تتعلق بالحادث فقام أولا على افتراض أن مساعد الطيار المصري جميل البطوطي تعمد الانتحار وإسقاط الطائرة وذلك بسبب الجملة التي قالها وسجلها الصندوق الأسود وهي (توكلت على الله)، وهو ما يعني أن شركة مصر للطيران هي المسؤولة عن التعويضات فضلا عن الإضرار بسمعتها كشركة طيران عالمية، وبالتالي إخلاء المسؤولية عن أجهزة الأمن الأمريكية.
خلــص تقــــرير مجلــــس سلامة النــقل الوطني للولايات المتحدة (بدعم من إدارة الطيران الاتحادية ومكتب التحقيقات الفدرالي و بوينغ، وخفر سواحل الولايات المتحدة) أن سبب الحادث نتيجة لمدخلات التحكم في الطيران لمساعد الطيار جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة.
أما جميل البطوطي المتهم بالانتحار وبأنه السبب في سقوط الطائرة فقد روى الكثير من أصدقائه وأقاربه أنه كان مثالا للتدين والاخلاق الحسنة بين زملائه، وهو والد لخمسة أطفال.
عمل البطوطي طيارا بشركة مصر للطيران عام 1987، وكان قبلها طيارًا سابقًا في سلاح الجو المصري، وأمضى نحو 15 ألف ساعة طيران، أكثر من ثلثها على طائرات البوينج 767، كما قام بتدريب العديد من الطيارين خلال سنوات خدمته في القوات الجوية المصرية وفي الطيران المدني خلال 35 عامًا.