هل تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على السبلة العمانية

مزاج السبت ٢٣/أبريل/٢٠١٦ ٠٢:٤٢ ص
هل تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على السبلة العمانية

الحمراء : طالب بن علي الخياري
تعتبر السبلة العمانية (المجالس العامة) سابقا محل تربية ومركز للتوجيه الفردي والجماعي للأجيال الا ان تلك المهمة أصبحت الان في هذا العصر شبه معدومة، فقد أصبحت من ضمن ذكريات الماضي.
"الشبيبة" تطرقت عن قرب حول هذا الموضوع حيث حدثتنا اخصائية في مركز الارشاد الطلابي بالداخلية مريم بنت سالم العبرية: السبلة العمانية من الموروثات القديمة؛ وقد أدت دورًا رياديًا في المجتمع العماني على مر العصور؛ فهي إن صح التعبير بمثابة المجلس الاستشاري الذي يعقد بصفة يومية، تُناقش فيه مختلف الموضوعات، ومن ثم يتم البت فيها من ذوي الحل والعقد.إن السبلة العمانية ستظل ذكراها ماثلة لدى كل عماني؛ فهي من مميزات مجتمعنا العماني الأصيل، وكم نتمنى أن يستمر دورها وتشاطها، فقد كانت تحت قبتها يَصْلَح بين المتخاصمين، وهي المكان الذي يحتضن المناقشات المتعلقة بمصالح البلد، وهي مكان استقبال الضيوف؛ وأبوابها مفتوحة بصفة يومية؛ ومن يتذكر السبلة العمانية وكيف كان وضعها يتذكر ذلك المظهر المهيب حيث كبار السن يتصدرون الجلسة يناقشون مختلف الموضوعات.
واضافت: وإننا نأمل أن تعود للسبلة العمانية مكانتها وهيبتها، فهي بحق مدرسة لغرس الكثير من العادات والتقاليد التي يتميز بها مجتمعنا العماني الأصيل وهي فريدة من نوعها فهل يا ترى ستعود إلى سالف عهدها؟! إننا نتمنى ذلك؛ وعسى الله أن يحقق ما تمنيناه. كما ان السبلة وسيلة أستخدمها الأولون في إدارة شؤون حياتهم وتبادل الأفكار والمقترحات وإدارة شؤونهم، ومن خلالها تربت الأجيال على نهج الآباء فعلاً ,في السبلة يتعلم الأجيال احترام الكبير وتقديره، يتعلمون كذلك الأخلاق وآداب الترحيب بالضيف وإكرامه وفيها يتعلمون كذلك كيف يتعاملون مع الصعاب، كيف يتصرفون في المواقف المختلفة التي قد تصادفهم في حياتهم، وفي السبلة يتفقد الناس أحوال بعضهم البعض.وقد تكون التكنولوجيا من أقوى المؤثرات على تقليص دور السبلة الاجتماعي؛ فأصبح الشخص يكاد لا يرى جاره أسابيع ولا يعلم عن أموره شيئًا، كما أن الحياة المدنية أغلقت أبوابنا فأصبح الناس لا يلتقون إلا في الأفراح والأتراح والمناسبات، والحياة برمتها اختلفت عما كانت عليه سابقًا؛ فقد كان الجار لا يمكن ألَّا يرى جارة يومًا واحدًا. وكذلك بالنسبة للأقارب.
اما حمد بن سالم الهنائي فيقول تلاشى كثيرآ دور السبلة العمانية خلال هذا العصر في المجال التربوي عما كانت عليه في العصور السابقة، واقتصر دورها على حفلات عقد القران ووﻻئم مناسبات الزواج، وللعزاء، لعل وسائل التواصل الإجتماعي بأنواعها لعبت دورآ كبيرآ في تقليص هذا الدور التربوي والإجتماعي، فأصبح التعلم عن بعد سائدآ في عصرنا وخاصة في مراحل التعليم المتقدمة وﻻ ننسى كذلك إلحاق أولياء الأمور ﻷبنائهم في سن ما قبل المدرسة برياض الأطفال والمدارس الخاصةأؤيد العودة إلى المجالس العامة في هذا المجال وسائل التواصل أثرت على فكر الآباء والأوﻻد على حد سواء.
من جهته قال سالم بن خاطر الهطالي نعم للسبلة العمانية دور فعال في التربية ففي الماضي كانت السبلة هي بمثابة اللقاء التعلم حل الخلافات كانت بمثابت الحكم المحلي انا ذاك وللسبلة دور كبير في التربية فهي كانت تعلم العادات والتقاليد احترام الغير وتقدير الكبير وفن المخاطبة والنصح والارشاد نعم للتكنلوجيا دور كبير في الابتعاد عن السبلة العمانية الاصيلة.
ويقول سعيد بن علي النبهاني: لقد كان للسبلة الدور الكبير في التربية من خلال تعويد الأطفال على بعض من العادات والآداب والسلوكيات مثل : احترام كبار السن وتقديرهم وإكسابهم الجرأة في مخاطبة الآخرين والكلام أمامهم وأسلوب الحوار وغيرها من العادات ولكن هذا الدور قل لأسباب عديدة منها دخول التكنلوجيا الحديثة وتطور وسائل التواصل الاجتماعي وإدمان الناس عليها بحيث اقتصر التواصل بها وقل الذهاب إلى السبلة أو زيارة الناس وأنا مع فكرة أن تربية الطفل وتوجيه يشترك فيها الجميع من البيت والأسرة والمدرسة وبقية المجتمع ومؤسساته ولا تقتصر على البيت فنحن لا نعيش بمعزل عن هذه المؤسسات فالطفل سيتأثر بها فلا يتضايق الأب عندما يتم توجيه ابنه من قبل المجتمع المحيط به فبصلاح الطفل وتربيته تربية صالحة نضمن مستقبلا زاهر لهذا الوطن الغالي لذلك كان لزام علينا أن نتعاون معا من أجل تربية جيلا قادر على حمل المسؤلية.
من جهته تحدث لـ"الشبيبة" خطيب وامام مسجد راشد بن عبدالله الناصري: موضوع المجالس العامة ودورها القيادي والحضاري هو موضوع القديم الجديد لما لهذا الصرح الاجتماعي من أهمية في تاليف قلوب المجتمعات. لذلك فان المجالس العامة او مايعرف بالسبلة فقد رونقه وهيبته ومكانته وأصبح يقتصر استخدامه على مناسبات الافراح والأتراح واغلب اوقاته مغلق .وإذا أمعنا النظر وجدنا ان المجتمع والناس في هذا الزمان قد اشتغلوا بأمور كثيرة والهتهم الحياة وجرفتهم التكنولوجيا وانستهم قيمة السبلة في حياتهم وحياة ابنائهم .مما أثر على الكثير من سلوكيات هذا الجيل حيث انسلخ من الكثير من عادات الآباء والأجداد.
واضاف: من جانب اخر فقد تخلى الآباء عن الحزم في التربية واصبح الشباب لايشاركون كبار السن في نقاشاتهم في المجالس بل اكثر من ذلك يعزفون عن حضور المجالس وليس لهم اهتمام بهذه المجالس.
أما محمود بن سعيد بن ناصر العدوي اخصائي اجتماعي فيقول تعتبر السبلة ومنذ القدم ولا تزال مدرسة يتعلم فيها الشباب واليافعين العادات والتقاليد المتوارثه ابا عن جد ففيها يتعلم الناشئ احترام الكبير وتوقير الصغير والتعاون والمشاركة بالراي فالسبلة تجتمع خبرات الاباء والاجداد وفيها يتعلم الطفل اسلوب الحديث ويتعلم فيها الكرم والجود لم يتوقف دور السبلة وانما بسبب اختلاف طبيعة الحياة في الوقت الحاضر عما كانت عليه الحياه البسيطه سابقا حيث كان جل وقتهم في السبلة بعد انتهائهم من اعمالهم وكانت اعمالهم غالبا في قراهم اما الان فمعظم الذين يعملون فخارج ولايتهم والذين يعملون داخل ولايتهم مرتبطين باعمال اخرى وبالتالي فلا يوجد معهم وقت للاجتماع في السبلة الا وقت المناسبات طبعا اختلاف الحياه وتطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي قللت من التواصل المباشر والذي كان يحدث سابقا والمتمثل في إجتماع الاباء وبشكل يومي في السبلة.