أعزائي نشطاء التواصل ’بسكم’

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٦/أبريل/٢٠٢١ ٠٩:٢٣ ص
أعزائي نشطاء التواصل ’بسكم’

بقلم : خالد عرابي

لاحظنا وشاهدنا جميعا وبأم أعيننا وعلى مرأى ومسمع من الجميع، على مدى الأسبوع الماضي ما حدث من كثير من رواد أو مشاهير أو نشطاء التواصل الاجتماعي من حملات التشهير والتشكيك بل والتنمر التي لم تترك كبيرا ولا صغيرا إلا طالته، ولم تترك زين إلا شانته، كما أنها لم ترحم غفيرا ولا وزيرا، وبدت وكأنها مقصودة و منظمة وممنهجة، بل و وصل بها الحد أن قللت وحطت بل و سفهت من جهود أناس رأيناهم جنود مرابطون ليل نهار في ميدان معركتنا ضد كورونا.

نحن لا نقول لأحد لا تناقش، ولا نقول توقف أو لا تجادل، وحتى لا نقول لا تنتقد إن كان هناك ما يستحق النقد، ولكن نقول "ترووا" .. أفطنوا ولا تفتنوا، نقول أقنتوا ولا تقنطوا، لأننا نرى أن الأمر زاد عن حده بل و وصل حد التطاول وهذا ما ليس ديدننا ولا ديننا ولا من أخلاقنا.. فنحن أمة شبت على قول سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا"، وقوله: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يوقّر كبيرنا " .

ما أردت أن أطرحه اليوم وبكل صراحة والسؤال الملح علىَ كثيرا هو: إلى متى سيظل نشطاء التواصل الاجتماعي، ومن يلقبون أنفسهم بالرواد مرة والمؤثرين أخرى والناشطين مرات - أو سمهم كما شئت- لأنهم حتى الآن لم يستطيعوا أن يحددوا الاسم والصفة التي يصفون بها أنفسهم- إلى متى سيظل هؤلاء شوكة في خاصرة الأوطان – يكيلون ويوجهون الاتهامات جزافا إلى هذا مرة وإلى ذاك مرات دون أدلة أو براهين، بل والأدهى والأمر سبيلا أنهم يحاولون أن ينصبوا من أنفسهم حكاما على الآخرين وعلى المجتمع ككل ، وأنهم حماة للأوطان، وكانهم هم، وهم فقط الوطنيون، وهم من يعشقون تراب هذه الأوطان ، وأن ما عاداهم حتى وإن كان مسؤولا حقيقيا ووطنيا حتى النخاع ومهما إن قدم للوطن من أعمال جليلة وفضائل عظيمة، وكأنه مجرد منتفع أو يقدم لكي يحصل على راتبه أو حفنة من الأموال..

ألم يفكر هؤلاء ماذا لو كانوا هم في مكان ومكانة واحد من هؤلاء ممن هاجموهم هجوما شرسا ومستميتا، بل و وصل بالبعض منهم حد التطاول طوال الأيام الماضية .. ألم تفكروا قليلا ماذا لو كنت يا من تتطاول ابن أو ابنة واحد من هؤلاء المسئولين الشرفاء الذين رأيناهم يعملون بكل جهد وكد ويصلون الليل بالنهار وسمعت ما يطول والدك من كلام و اتهامات..

ألم تفكروا أخواني الأعزاء ماذا قدمتم أنتم للمجتمع و الوطن حقيقة ؟ ألم تتأملوا ولو لحظة ما تكتبون أو "تهرتلون" وأي غثاء به تلقون به كغثاء السيل، وأنه ولله الحمد والمنة يذهب هباء.. ولكن ألا تعلمون أنه بأفعالكم هذه تؤذون الكثيرين من الشرفاء ممن يعملون ليل نهار في صمت وصبر وأناة وروية، ولا يرجون منكم جزاءا ولا شكورا، ولا ينتظرون لأي أجر سوى أداء الواجب وخدمة الوطن بحق؟

ألا تدرون أنكم بأفعالكم هذه تؤذون الوطن نفسه و ذلك لأنكم تجعلون كثير من الناس والمواطنيين والأشخاص العاديين يفقدون الثقة في هذا المسؤول الوطني الذي يعمل ويقدم واجب وطني حقيقي.. كما أنكم أيضا تعطون صورة مشوهة ومغلوطة عن الوطن للخارج تظهر وكأن الدولة قيادة وحكومة ومسؤولين لا تأبه ولا تعبا لا بالوضع ولا الوطن ولا حتى المواطن وهذا وبكل أمانة ونحن في شهر فضيل كذب و افتراء كبير .

إن ما يحدث في أي بلد من بلداننا العربية وخلال هذه الأيام من آثار سلبية سواء صحية أو اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها جراء جائحة "كورونا" لا نتفرد به وحدنا، وإنما هي كارثة وبلوى عالمية ومن ثم و كما ترون هي تصيب العالم، و كم من أنظمة صحية واقتصاديات عالمية كبرى وعظمى انهارت.. تأملوا ما وصل به الحال في الهند وهي بلد كبير وينمو ويتقدم بسرعة، فأكثر من 350 ألف مصاب بكورونا يوميا، وأكثر من 2000 وفاة والأشخاص والبشر كما شاهدنا في الصور في مشاهد محزنة ملقون في الشوارع وعلى الأرصفة لأن النظام الصحي أنهار.. كما و لاحظنا من قبل أيضا ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية وفي المملكة المتحدة وفي فرنسا وألمانيا وأسبانيا والبرازيل وعشرات الدول الكبيرة والاقتصاديات العظمى حول العالم.. ومع هذا لم يحدث أبدا أن رأينا واحد منكم أو منصف من رواد التواصل الاجتماعي حتى يقارن بين ما يحدث عندنا وما حدث في دولة ما من تلك الدول ليشير إلى أنه في ظل جائحة بل وكارثة عالمية مثل كورونا وارد جدا أن يحدث ما نراه، إنه ليس أمر مختص ولا متفرد بنا، كما أنه ليس نتيجة اهمال أو تعمد أو تقصير -لا سمح الله- لأنه أمر إنساني ، فحتى وإن كان من وجهة نظركم تقصير فكلنا بشر والخطأ وارد جدا، و كلنا بل و كلكم تخطئون بل و كلكم أخطاء ، فلكم أسأتم لأنفسكم ولنا وللوطن عامة كثيرا ..

إخواني الأعزاء نشطاء التواصل الاجتماعي أرجوكم ونحن في شهر فضيل كريم كله رحمة.. كله مغفرة.. كله عتق من النيران .. أرجوكم خذوا استراحة حتى ولو من قبيل محاسبة النفس أو سكينة رمضان، وتروا وفكروا وتمهلوا، واتركوا من يعملون، وفكروا قبل أن "تهرتلوا".. أو أقولها بشكل صريح ومباشر لا يقبل التأول: "بسكم" لأنه ومن الآخر "الوطنية ليست حكرا عليكم".. أعزائي نشطاء التواصل "مهلا" وأرحمونا يرحمنا ويرحمكم الله .