السيدة الجليلة ونبض المجتمع

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٦/أبريل/٢٠٢١ ٠٩:١٩ ص
السيدة الجليلة ونبض المجتمع

بقلم : نجمة السريرية

كثيرا ما سمعنا المقولة الشهيرة (من ليس له ماض.. فلن يكون له حاضر ولا مستقبل )

حيث أن دراسة الماضي يمثل في جوهره التعرف على الذات ومن ثم استشراف المستقبل ، فما حدث في الماضي ويحدث الآن هو مصدر إرشادنا إلى ما قد يحدث في المستقبل ، فعبر التاريخ العماني العريق والاصيل أكدت المرأة العمانية انها جزء مهم من هذا التاريخ وكانت لها بصمات ودور كبير في مختلف المجالات وهناك اسماء نسائية عمانية سجل التاريخ العماني اسمها من نور وتذكر في كتب التاريخ كسيدات كانت لهن مساهمات كبيرة وفي مختلف المجالات وفي هذا المقال احببت ان اتحدث عن دور المرأة منذ بزوغ النهضة العمانية مروراً بالنهضة المتجددة التي يقودها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - ففي بداية سنوات النهضة العمانية ومنذ عام 1970 ظهر الدور الانساني للسيدة الجليلة والدة السلطان قابوس-طيب الله ثراهما- رحمهما الله ورغم انه في تلك الفترة لم تكن هناك قنوات للتواصل الاجتماعي او النشر الاعلامي مثل ماهو عليه اليوم الا ان دور السيدة الجليلة كان حديث العديد من الناس وكان يتم تداول بعض الاخبار عن ادوارها الانسانية مع العديد من الاسر العمانية وكانت قريبة من حياة الناس وخاصة في بعض المناطق المحيطة بها لان فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات تختلف عن السنوات الحالية وتعد السيدة الجليلة ام السلطان قابوس طيب الله ثراهما امتدادا لدور المرأة العمانية التاريخي في حياة الشعب العماني ودورها في مجالات معينة وخاصة فيما يتعلق بحياة الناس ومتطلياتهم لتكون السيدة الجليلة في كثير من الاحيان حلقة وصل مهمة بين الحاكم والشعب وادوار عديدة لايمكن ان يكفي هذا المقال لتسليط الضوء عليها .

اليوم ونحن امام بدايات جديدة لنهضة متجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- برز ومنذ الايام الاولى دور السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان كدور مهم يرتسم امامنا جميعا من خلال نشاطات وعمل السيدة الجليلة خلال الفترة الفائتة ولعل من ابرز الامور التي تتضح لنا اهتمام السيدة الجليلة بدعم المرأة العمانية وتمكينها لتواصل مسيرة العطاء والعمل كشريك مهم في نجاح مسيرة النهضة المتجددة حيث تحرص السيدة الجليلة على معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بالمرأة العمانية ومتطلباتها والوقوف معها مع طرح بعض الافكار والمبادرات التي يمكن ان تسهم في تعزيز دور المرأة خلال الفترة المقبلة ولاشك ان اهتمام سمو السيدة سينعكس ايجابا على جوانب متعددة من حياة المرأة العمانية كما تابعنا ايضا اهتمام السيدة الجليلة بتعزيز دور جمعيات المرأة العمانية ومراكز الاطفال التخصصية ودعم وتشجيع العاملين في مجال الحرف التقليدية العمانية وذلك بهدف تطويرها والاهتمام بها كما يتضح ايضا ومنذ الزيارات الاولى للسيدة الجليلة اهتمامها بالتاريخ العماني وبالمحافظة على كل ماهو يعزز الهوية العمانية الاصيلة ونقلها الي جيل اليوم لكي يحافظوا بدورهم عليها ويساهموا في تطويرها ، لذلك فإن المرحلة المقبلة سنجد العديد من التطورات في عدد من الملفات والمواضيع التي يمكن ان تقف خلفها السيدة الجليلة وتساهم في رسم ملامحها وتسليط الضوء عليها والاهتمام بها سواء منها شخصياً او من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة فدورها سيكون له الاثر الايجابي والمحفز لتحقيق انجازات وتقدم في هذه المجالات المحددة والتي يبدوا ان السيدة الجليلة لها الاهتمام والرغبة الصادقة في تعزيزها خلال المرحلة المقبلة.

إن استمرار نشاط السيدة الجليلة في مختلف محافظات السلطنة وقربها من نبض المجتمع ومعرفة احتياجات مختلف الفئات أمر في غاية الاهمية ويحظى باهتمام وتقدير المواطنيين واستبشارهم في وجود السيدة الجليلة بالقرب منهم تتلمس احتياجاتهم وتتعرف على تفاصيل حياتهم وتساهم في تطوير العديد من المجالات والقطاعات فهذا التوجة سيشكل مرحلة جديدة في مسيرة النهضة المتجددة وسيمثل وجود السيدة الجليلة ونشاطها المجتمعي رافدا إجتماعيا مهما داعين الله عزوجل ان يوفق الجميع لما فيه مصلحة وخير وطننا الحبيب عمان وان نساهم جميعاً في انجاح مسيرتنا الظافرة تحت القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظـــم - حفظه الله ورعاه-.