وادي الحواسنة .. لوحة فنية تحكي تفاصيل الجمال

بلادنا الأحد ٢٥/أبريل/٢٠٢١ ١٢:١٢ م
وادي الحواسنة  .. لوحة فنية تحكي تفاصيل الجمال

مسقط - العمانية

في وادي الحواسنة بولاية الخابورة الذي يبعد عن مركز الولاية 70 كيلو مترا رسمت التضاريس هيبة الجبال وعراقة البيوت والحارات التراثية التي تعد من المعالم الشاهدة على أصالته وإرثا تقليديا يضفي على المكان إبداع الإنسان العماني وتفننه في العمارة الهندسية.

ومازال سكان الوادي محافظين على عاداتهم وتقاليدهم وتجمعاتهم الأصيلة في المجالس والمناسبات المختلفة كالأعياد والزواج الجماعي الذي يتم تنظيمه باستمرار في أجواء مجتمعية متكاتفة وحرصهم على إحياء الإرث التاريخي الشاخص ومد جسور التواصل بين الماضي والحاضر من خلال إقامة مسير القوافل بصفة مستمرة تجسيدا لخطى الأجداد، حيث يكون المسير الراجل ومسير الإبل بما تحمله من مؤن وبضائع والسيارات القديمة في لوحة تراثية تترجم الماضي بما تحمله من ذكريات جميلة تعيد حكايات الأجداد وتؤكد بصماته على تلك الطرقات التي تحملوا فيها المشقة والتعب في الذهاب والإياب عبر ذلك الطريق الحيوي الذي يربط بين محافظة شمال الباطنة ومحافظة الظاهرة.

يبعد مركز ولاية الخابورة عن مركز ولاية عبري 130 كيلومترا ويعد المسير ترجمة حقيقية لمعاني الفخر والاعتزاز بالإرث القديم ودروسا رائعة للأجيال القادمة لكي تحافظ وتعتز بموروثاتها وتمضي على خطى الاجداد. إن التجوال في قرى الوادي متعة حقيقية يشعر بها كل من يزورها كقرية الغيزين وقرية صدان وقرية الرويضات وقرية الرفيعة وقرية البديعة وقرية المجاجعة وقرية شخبوط وقرية الغب وقرية المندين وقرية الحرملي وقرية

مجزي وقرية الحريم وقرية الراك وقرية الكلابي وقرية الصبيتي وقرية سوري وقرية قفيص وقرية كهف القوافل وقرية الهرجة وقرية العجم وقرية السهيلة وقرية العيانة وقرية عيص قرى مازالت تحتفظ بتراثها وتفتخر بطبيعتها الخضراء الغناء.

ويزاول أهالي وادي الحواسنة مهنة الزراعة كزراعة أشجار النخيل والليمون والمانجو والتين والموز والسدر والحناء إلى جانب وجود الأشجار البرية مثل الحرمل والراك والشرح والسيداف والشوع والكثير من الأشجار والنباتات الزهرية التي تضفي لمسات وألوانا زاهية على ضفاف الوادي وفي الجبال، كما نجد في الوادي عدة أحواض مائية كحوض النجم في الغب وحوض الساحرفي مجزي وحوض الهميمي.

وحيث العراقة والأصالة وشموخ الأجداد وتاريخهم التليد كان هناك العديد من الأبراج الأثرية القديمة أهمها برج القصف وحصن الغيزين وبرج صدان وبرج البديعة وبرج المجاجعة وبرج مجزي وبرج الحرملي وبرج شخبوط (القبض) وبرج سوري وبرج الحريم وبرج المزارع وبرج أولاد سنان.

وعلى ضفاف الوادي تشق الأفلاج مسارها لتسقي الواحات الخضراء من مياهها المتدفقة كفلج القصف وفلج الغيزين وفلج المجاجعة وفلج شخبوط وفلج حجة وفلج الغويز وفلج الصبيتي وفلج الرملي وفلج البدعة وفج العبيلة وفلج الطوي وفلج سوري.

وفي قرية شخبوط، حيث جريان المياه وشموخ برجها المحاط بالأشجار المتنوعة الذي كان يسمى قديما برج القبض وسمي بهذا الاسم لأنه كان يعد بمثابة نقطة تفتيش للقوافل التجارية القادمة من الخابورة إلى ولاية عبري.

ويقوم سكان قرى الوادي كذلك بتربية النحل والمواشي والاعتناء بمزارعهم وبساتينهم الوارفة الظلال.