مسقط - العمانية
تقع قرية (تعب) في ولاية قريات بمحافظة مسقط بين أحضان جبال الحجر الشرقي وعلى بعد حوالي 160 كيلو مترا من العاصمة مسقط، وتبعد عن البحر حوالي 10 كيلومترات من قرية فنس، وهي في أسفل هضبة سلماه والتي يقع فيها كهف مجلس الجن.
موقعها الجغرافي وتكوينها بين جبلين شاهقين وعلى أسفل هضبة قرية سلماه يحجب عنها أشعة الشمس والتي تشرق عليها لسويعات قليلة، وتعد من القرى الهادئة والمنسجمة مع الطبيعة الجميلة التي تتناغم معها، فتجد الحيوانات والطيور ملاذا آمنا بها وسط خرير الماء العذب، وصوت العصافير، وارتفاع الجبال، وإحاطة الأشجار بها.
وكانت تسمى سابقا "سبت "وتغير الاسم إلى " تعب " بسبب وعورة الطريق الجبلي للوصول إلى منطقة ساحرة بجمالها، تأسر الحواس جميعها، وتعد منبعا للعديد من الأودية كوادي طيوي وشاب وعمق الرباخ وحريمة وسفاه والتي تمتاز بصفائها وعذوبتها وعمقها، كما تتواجد بها نماذج من الأفلاج التي تشير إلى حدة الهندسة العمانية في انسيابيتها وجريانها من ارتفاعات شاهقة.
وقد نحت الأهالي مبان أثرية بتصميم يلبي احتياجاتهم وسط أجواف الجبال، وسور للقرية وبرج شاهق، لتصبح مقصدا للكثير من الزوار سواء من داخل السلطنة أو خارجها، وهي أحد أجمل المواقع لممارسة بعض الرياضات كالمشي الجبلي والتسلق على الجبال والتخييم.
و"تعب" من أقدم القرى الأثرية بولاية قريات وهي ملاذ آمن للعديد من الحيوانات كالوعل العربي والغزلان وأنواع الطيور، وتعد الشواهد الأثرية للقرية شاهدا على قدم القرية كالسور والبرج وبعض المنازل المتبقية، وطريقة تصميمها وتشييدها الشاق، حيث نحتت المنازل على قمم الجبال.
كما وتعد قرية " تعب" واحة زراعية خضراء تتميز بوفرة المياه المنسابة والجارية والتي تشكل شلالات مائية جميلة وبرك مائية وعيون ويغذي القرية فلج رئيسي وهو من الأفلاج الداودية التي لا تنقص عنها المياه طوال العام والذي تتفرع منها الأفلاج الغيلية مثل فلج الطريف وفلج حلالحل ساعدت على زراعة أنواع عديدة من الأشجار أشهرها النخيل والليمون والصفرجل والمانجو والموز.
وقال محمد بن سالم الغداني من أهالي قرية " تعب ": إن قرية تعب تعد من القرى الأثرية وتتميز بموقع نادر بين الجبال الشاهقة التي تعد جدار حماية للقرية في الأزمنة الماضية، إضافة إلى وجود خطوط دفاعية أخرى كالسور القديم والبرج الدائري الذي يحرسها من قمة الجبل على مدخل القرية.
وأضاف تتمتع القرية بمقومات سياحية وأثرية وزراعية كبيرة لتصبح مقصدا للزوار من داخل السلطنة وخارجها.