المحروقية تبحث مجالات التعاون مع ممثلة منظمة الفاو

بلادنا الأربعاء ١٤/أبريل/٢٠٢١ ١٩:٢٦ م
المحروقية تبحث مجالات التعاون مع ممثلة منظمة الفاو
جانب من اللقاء

مسقط - الشبيبة

استقبلت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار سعادة نورا أورابح حداد ممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالسلطنة.

وقد حضر اللقاء الدكتورة حسناء بنت محمد الحارثية مساعدة ممثلة منظمة الفاو، ومن جانب الوزارة الدكتورة نادية بنت أبو بكر السعدية المديرة التنفيذية لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد)، ودعاء بنت يوسف المقبالية جامع ومحلل بيانات من مركز موارد، وأحمد بن خميس القطيطي المدير المساعد بدائرة التعاون الدولي.

في بداية اللقاء ثمنت معالي الوزيرة مجالات التعاون المشترك بين مكتب المنظمة ومختلف الجهات الحكومية والمجتمعية بالسلطنة، وأبدت ترحيب الوزارة للتعاون مع المنظمة لتفعيل دعم البحوث والابتكارات المتعلقة ببرامج الغذاء والزارعة والثروة الحيوانية والأحيائية لإيجاد حلول مبتكرة وفاعلة تطور هذه القطاعات الحيوية وتحقق استدامتها. كما أشادت معاليها بجهود المنظمة في التعاون مع مختلف الجهات الحكومية بالسلطنة لإعداد الخطة الاستراتيجية للأمن الغذائي للسلطنة.

ورحبت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة المحروقية كذلك بالتعاون مع المنظمة لدعم المشاريع الابتكارية المبنية على الاستفادة من الثروات الزراعية والسمكية في السلطنة وتأهيل الخريجين للعمل بتلك المشاريع، سواء عبر التعاون مع المنظمة لإعداد برامج تدريب متخصصة وتنفيذها داخل السلطنة أو ابتعاث الكوادر العمانية للانخراط في برامج متخصصة خارج السلطنة.

وفي معرض حديثها تطرقت معالي وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لإمكانية التعاون بين الوزارة والمنظمة فيما يخص مسرعات الابتكار التي باتت الكثير من الدول تعتمد عليها للخروج من الاقتصاد الريعي والتحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة عبر تهيئة الأسس الصحيحة للمبتكرين والمخترعين ورواد الأعمال وطلاب مؤسسات التعليم العالي والأكاديميين والأخذ بأياديهم من خلال طرح برامج متكاملة من الاحتضان والتطوير، والتدريب المتخصص. وذلك تحقيقا لركائز رؤية عمان 2040 من تفعيل دور الباحثين والمبتكرين العمانيين ليكون لهم دور فاعل في إيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجهها مختلف خطط التنمية الوطنية.

  كما أشارت معاليها لإمكانية أن يقوم مكتب منظمة الفاو بحث الشركات العالمية الموجودة بالسلطنة والراغبة في القيام ببرامج بحثية في السلطنة أو المنطقة العربية في الاستفادة من المعدات والمختبرات العلمية المتطورة التي تحظى بها مؤسسات العالي العمانية بما يحقق المنفعة لكلا الطرفين. فهذا التعاون سيسهم في خفض تكاليف شراء المعدات والتجهيزات على الشركة وبالمقابل سيحقق عوائد علمية ومادية للجامعات والكليات. كما أن الأمر قد يتطور لتعاون أكبر بين الطرفين مستقبلا كالتعاون في تنفيذ برامج بحثية مشتركة أو تنفيذ برامج تدريب لطلبة وخريجي تلك المؤسسات التعليمية.

فيما أكدت سعادة الدكتورة نورا أورابح حداد ممثلة منظمة الفاو على حرص حكومة السلطنة الدائم على التعاون الفعال مع المنظمة فيما يعزز جهودها في تحقيق الاستقرار الغذائي والاجتماعي للمواطن العماني، حيث تتنوع المشاريع والبرامج القائمة بين السلطنة والمنظمة في مجال سلامة الغذاء والمستهلك، ومجال الصندوق الأخضر للمناخ لدعم الممارسات الصديقة للبيئة والتقليل من الاحتباس الحراري، ودراسة المتغيرات المناخية وأثرها على سلامة الغذاء وتأمينه، ومشاريع دعم المرأة الريفية وتبادل الخبرات والتنبيهات الأولية للكوارث الطبيعية وغيرها. كما أشادت بالابتكارات العلمية للطلبة والباحثين العمانيين لاسيما في قطاع الزيوت النباتية المستخلصة من النباتات بالسلطنة، مشيرة إلى أهمية تعزيز مفهوم الملكية الفكرية لدى الباحثين والفنيين العمانيين والحصول على براءات اختراع لابتكاراتهم.

خلال اللقاء قامت الدكتورة نادية بنت أبو بكر السعدية المديرة التنفيذية لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد) بالتعريف بدور المركز في تعزيز الاستخدام المستدام والواعي للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية بالسلطنة. حيث أشارت الدكتورة السعدية إلى أن إنشاء مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية جاء تحت مظلة قطاع البحث العلمي والابتكار (مجلس البحث العلمي سابقا) في العام 2012م، ليعمل مع عدد كبير من الشركاء وأصحاب المصلحة في تنفيذ البحوث، ومشاريع جمع وحفظ البيانات المتعلقة بالتنوع الاحيائي للسلطنة؛ حيث أن التباين في الظروف المناخية، والطبيعة الجغرافية التي تتمتع بها السلطنة انعكس على تنوع الموارد الوراثية فيها، مما استدعى الحفاظ عليها وتوعية المجتمع بأهميتها، وذلك لتعزيز أفضل الطرق التي تحقق أعلى استفادة من الحيوانات والنباتات المستأنسة والبرية والكائنات البحرية والكائنات الحية الدقيقة في كافة المجالات الصناعية والزراعية بصورة تضمن استدامتها. وأشارت الدكتورة نادية السعدية إلى أن برنامج منافع الذي يديره المركز يعد من أنجح التجارب في تعزيز ثقافة الاستدامة، عبر مساندة المبتكرين ورواد الأعمال العمانيين لتأسيس أعمالهم التجارية الخاصة القائمة على الاستفادة من الموارد النباتية والحيوانية في مناطقهم في مجالات مختلفة كصناعة الأدوية ومستحضرات التجميل العضوية والغذاء والهندسة البيئية والطاقة البديلة وغيرها.

وقدمت دعاء بنت يوسف المقبالية جامع ومحلل بيانات من مركز موارد نبذة عن منصة موارد التي يعمل عليها المركز لتكون مضلة تجمع وتربط بين الباحثين والمهتمين والمبتكرين ورواد الأعمال العمانيين ومساعدتهم على تطوير أفكارهم البحثية والابتكارية المبنية على الاستفادة من التنوع الوراثي للبيئة العمانية إلى مشاريع وشركات ذات قيمة مضافة للفرد والمجتمع.

 وبهذا الخصوص وجهت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة المحروقية لعقد اجتماع بين اللجنة التنسيقية لمؤسسات التعليم العالي الخاصة وسعادة ممثلة الفاو لمناقشة سبل التعاون العلمي والبحثي الممكنة بين الجانبين في كل ما من شأنه خدمة البرامج البحثية والتدريبية وخصوصا تلك المتعلقة بالأمن الغذائي، وتعظيم الاستفادة من الموارد النباتية والحيوانية التي تزخر بها السلطنة. وأشارت معاليها إلى أن التوزع الجغرافي لمؤسسات التعليم العالي العمانية الذي يغطى كافة ربوع السلطنة، عامل معزز لتنويع برامج ومشاريع التعاون بين منظمة الفاو والسلطنة كالاستعانة بالخبرات والكفاءات المحلية لكل منطقة في تطوير أبحاث وبرامج تستهدف إنتاج سلع ومنتجات زراعية وحيوانية ذات قيمة مضافة ومستدامة. من ذلك على سبيل المثال الاستفادة من أنواع معينة من النباتات لإنتاج الزيوت وتطوير الصناعات الدوائية عبر تأسيس شراكة بحثية بين الفاو والمؤسسات التعليمية في تلك المناطق. إلى جانب بناء الشراكات المستدامة مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة لتوفير الدعم المادي واللوجستي، واحتضان وتطوير تلك الأبحاث وتحويلها لشركات ناشئة لتوجد فرص عمل ودخل للمجتمع المحلي في تلك المناطق، وتعزز من الاهتمام بالمنتج العماني وتسويقه محليا وعالميا على حد سواء.

إلى جانب ذلك وجهت معاليها لإمكانية التنسيق لزيارات ميدانية لسعادة ممثلة الفاو للكليات المهنية في كل من الخابورة وصحم للاطلاع على البرامج والتخصصات المطروحة في مجال الغذاء والزراعة والثروة البحرية، بهدف الخروج ببرنامج تعاون مشترك بين المنظمة وهذه الكليات في مجال تدريب الكوادر العمانية والبحث العلمي.