حسام بركات
يحدث في كرة القدم أكثر ما يحدث من عجائب وغرائب، ولمن عاصر وعاشر الساحرة المستديرة أن يضرب عشرات الأمثال إن لم نقل المئات.
وباستثناء الدوري الفرنسي الذي لم يكن إبداعيا بعدما حسمه باريس سان جيرمان قبل فترة طويلة فإن الدوريات الأوروبية الأخرى ستشهد حدة التنافس على اللقب حتى اليوم الأخير.
أكبر المفاجآت هو فريق الثعالب الزرقاء بقيادة الدولي الجزائري الموهوب رياض محرز والذي جعل مع زميله الإنجليزي الهداف جيمي فاردي من فريق ليستر سيتي معجزة تمشي على 22 قدما.
في الموسم الفائت تجنب ليستر سيتي بقيادة المدرب الإيطالي المنحوس رانييري الهبوط في الرمق الأخير، ولكنه اليوم يمضي متربعا على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز وهو يتفوق بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه توتنهام وذلك قبل أربع مباريات من نهاية فعاليات الموسم.
أما في الدوري الإسباني فحدث ولا حرج.. كان برشلونة الذي لا يقهر متربعا على الصدارة وبفارق 12 نقطة عن غريمه الأزلي ريال مدريد فإذا به ينهار فجأة وينزف 11 نقطة من رصيده دفعة واحدة.
بداية اهتزاز روح برشلونة المعنوية مع وفاة الأسطورة الهولندية يوهان كرويف مؤسس الفن الجميل في النادي الكتالوني، وفي ليلة تكريمه وهي ليلة الكلاسيكو وجد برشلونة صعوبة بالغة في استعادة ذاكرة الفوز.
الآن يتقدم برشلونة على أتلتيكو مدريد بفضل النتائج المباشرة، ولا يزال مصيره في يد نجومه الكبار ولا سيما الماكينة الهجومية الثلاثية التي أصابها بعض الوهن ولا مفر من عودتها للعمل من جديد.
في إيطاليا وألمانيا يبدو كل من يوفنتوس وبايرن ميونيخ على الطريق الصحيح وبسرعة ضمن المسموح يسيران نحو المحافظة كل على لقبه المحلي، مع مخاوف محدودة من المطاردين نابولي وبوروسيا دروتموند.
وفي دوري أبطال أوروبا تعود بنا الذاكرة إلى ما قبل عامين عندما بلغ كل من أتليتكو مدريد وجاره اللدود ريال مدريد نصف نهائي الشامبيونز ليج، وقتها كان يتعين على الملكي مواجهة بايرن ميونيخ فيما اضطر الروخي بلانكوس لملاقاة فريق إنجليزي آخر كان وقتها تشيلسي.
هذه المرة تبدو الصورة معكوسة، فأتلتيكو مدريد هو من سيلاقي الفريق البافاري، فيما يتعين على ريال مدريد التخلص من ممثل الكرة الإنجليزية الذي يبلغ هذا الدور لأول مرة في تاريخه مانشستر سيتي.
وتتمنى أوساط إسبانية تكرار مشهد النهائي المدريدي الخالص، غير أن هناك حربا غير معلنة بين الإسباني بيب جوارديولا والتشيلي مانويل بليجريني حيث لا يريد الأول تـــرك بايرن ميونيخ بعد 3 سنوات دون أن يمنحــــه الثلاثية التي استلمه عليها، فيما يريد الثاني تعقيد مهمــــة المدرب الإسباني عندما يحل مكانه في مانشستر سيتي مع بداية الموسم المقبل بأن يترك له «ورثة» ثقيلة على كتفيه.
ويعلم الجميع أن جوارديولا استلم مهمة الفريق البافاري من العجوز يوب هاينكس قبل 3 سنوات وكان وقتها بايرن ميونيخ يتربع على عرش أوروبا، ولكنه فشل في الموسمين الفائتين من تخطي عقبة نصف النهائي والغريب أنه سقط في المرتين أمام الإسبان.. ريال مدريد في الأولى وبرشلونة في الثانية، فهل يفعلها أتلتيكو مدريد في الثالثة؟.