دراسة عمانية تؤكد أن الحجر الصحي يسبب التوتر والقلق والاكتئاب

بلادنا الثلاثاء ١٣/أبريل/٢٠٢١ ١٢:٥٧ م
دراسة عمانية تؤكد أن الحجر الصحي يسبب التوتر والقلق والاكتئاب

 
مسقط - الشبيبة

أجرى فريق بحثي دولي بقيادة الدكتور عمر العمري (أستاذ مشارك في كلية التمريض) من جامعة السلطان قابوس دراسة حول الاكتئاب والقلق والتوتر والشعور بالوحدة والرضا عن الحياة بين الشباب في وقت الإصابة بفيروس كورونا: دراسة متعددة البلدان، تم تمويلها ضمن البرنامج البحثي الاستراتيجي لمواجهة جائحة كوفيد19 في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وكشفت الدراسة البحثية عن نتائج متنوعة حيث  بلغ معدل انتشار الاكتئاب والقلق والتوتر  نسبة (57٪) بين أفراد الدراسة التي شملت دولا عربية مختلفة، وفيما وصلت نسبة القلق إلى (40.5٪)، وبلغت نسبة التوتر إلى (38.1٪) مع عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الدول، بالإضافة الى أن أغلب المؤشرات المهمة للتوتر والقلق والاكتئاب تعود إلى خمسة أسباب رئيسية كشفتها الدراسة، وهي جنس المبحوث في الدراسة  (أنثى) في الدراسة البحثية، بالإضافة إلى أن تكون على اتصال بصديق أو أن يكون أحد أفراد الأسرة مصابا بمرض نفسي، وكذلك أن يتم حجر الشخص لمدة (14) يوما بسبب الإصابة وخامس الأسباب هو استخدام الإنترنت لساعات أطول.

وجاءت الدراسة من أجل استكشاف مدى انتشار الاكتئاب والقلق والتوتر بين الشباب في ستة بلدان في الشرق الأوسط وهي: (سلطنة عُمان والأردن والسعودية والعراق ومصر ودولة الامارات العربية المتحدة) كما هدفت الى استكشاف إلى أي مدى يمكن لبعض المتغيرات المرتبطة بـفيروس كوفيد 19 أن تتنبأ بالاكتئاب والقلق والتوتر بينهم.

وحول أهمية الدراسة قال الدكتور عمر العمري: بأن الظروف الحالية لكوفيد 19 لعبت دورًا مهمًا في إثارة الاكتئاب والقلق والتوتر والشعور بالوحدة بين فئة الشباب، مؤكدا أنه في عام 2013، اعتمدت منظمة الصحة العالمية خطة عمل شاملة للصحة النفسية للفترة الزمنية 2013-2020، وقد تبنت سلطنة عمان هذه الخطة وتضع وزارة الصحة الأمراض النفسية في قائمة البحوث ذات الأولوية، وقد أنشأت منحًا خاصة لتحسين هذا المجال.

وأضف الدكتور عمر: إن نسبة العمانيين المصابين بالاكتئاب والقلق هو (14 و15٪) على التوالي من المجموع العام بحسب دراسة علمية بحثية سابقة، ومع ذلك، فإن هذه الإحصاءات تتعلق بعامة السكان وليست خاصة بالمراهقين والشباب، وفي هذا الجانب توصي الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين (AACAP) بفحص الشباب بانتظام بحثًا عن الأمراض النفسية، وفي هذا الشأن قال الدكتور عمر: إن إيلاء الأمراض النفسية اهتمامًا خاصًا في هذا الوقت أمر بالغ الأهمية لما له بالغ الأثر في تنمية شخصيات الشباب في المستقبل، وقد ربطت العديد من الدراسات بين الكوارث الطبيعية والإصابة بالأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر.

وفيما يختص بتوصيات الدراسة قال الدكتور عمر العمري: أوصت الدراسة البلدان العربية بتطوير الأساليب الإبداعية لاستثمار أوقات الفراغ لدى الشباب كما يمكن للعائلات أن تلعب دورًا مهمًا في تقليل تأثير البقاء في المنزل كما يجب على الجهات المختصة التفكير في إيجاد طرق تكنولوجية جديدة للوقاية من الأمراض النفسية فمثلا يجب تفعيل خدمات الصحة النفسية الالكترونية (عن طريق الأنترنت) بحيث يقدم النصح والإرشاد للشباب اليافعين عن بعد وبسرية كاملة من غير كشف هويتهم، كما في البلدان المتقدمة.

وفيما يتعلق بنشر مخرجات الدراسة في المجلات العلمية المحكمة قال الدكتور عمر العمري: لقد تم نشر قسم من نتائج البحث في مجلة أبحاث وعلاج الاكتئاب وتم تسليم قسم آخر للنشر لمجلة الجمعية الأمريكية النفسية للممرضين، وقد تعدت مرحلة المراجعة وفي طريقها للنشر قريبا، وهذه المجلات هي مجلات دولية وعلمية محكمة ورصينة وذات معامل تأثير عالي.